بكاء الإمام الباقر عند زيارة قبر أبيه ( عليه السلام )
بكاء الإمام الباقر عند زيارة قبر أبيه ( عليه السلام )
[ 96 ] - 1 - قال ابن عساكر :
قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، عن أبي القاسم على بن محمد
المصيصي ، أخبرنا أبو الحسن على بن محمد المقرئ ، أخبرنا محمد بن أحمد بن
عثمان الشاهد ، أنبأنا محمد بن جعفر السامري قال : سمعت أبا موسى المؤدب يقول :
قال قيس بن النعمان : خرجت يوما إلى بعض مقابر المدينة فإذا أنا بصبي جالس
عند قبر يبكى بكاءا شديدا وإن وجهه ليلقى شعاعا من نور فأقبلت عليه فقلت : أيها
الصبى ما الذي أعقلت له من الحزن حتى أفردك بالخلوة في مجالب الموتى والبكاء
على أهل البلى وأنت بغر الحداثة مشغول عن اختلاف الأزمان وحنين الأحزان ؟ !
[ قال : ] فرفع رأسه وطأطأه وأطرق ساعة لا يحير جوابا ، ثم رفع [ إلي ] رأسه وهو
يقول :
إن الصبى صبي العقل لا صغر * أزرى بذى العقل فينا لا ولا كبر
ثم قال لي : يا هذا إنك خلى الذرع من الفكر سليم الأحشاء من الحرقة أمنت
‹ صفحة 62 ›
تقارب الأجل بطول الأمل إن الذي أفردني بالخلوة في مجالب أهل البلى تذكر قول
الله عزوجل ( فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ) ( 1 ) .
فقلت : بأبي أنت وأمي من أنت ؟ فإني لأسمع كلاما حسنا ! فقال : إن من شقاوة
أهل البلاء قلة معرفتهم بأولاد الأنبياء ! ! أنا محمد بن علي ابن الحسين بن علي
وهذا قبر أبي فأي أنس آنس من قربه ؟ وأي وحشة تكون معه ؟ ثم أنشأ يقول :
ما غاص دمعي عند نازلة * إلا جعلتك للبكاء سببا
إني أجل ثرى حللت به * من أن أرى بسواك مكتئبا
فإذا ذكرتك سامحتك به * منى الدموع ففاض فانسكبا
قال قيس : فانصرفت وما تركت زيارة القبور مذ ذاك . ( 2 )
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|