وهذه نسخة كتاب الفضائل
. . . . . . . . . . . . .
الفضائل - شاذان بن جبرئيل القمي - ص 59 - 62
‹ صفحة 60 › خبر عطرفة الجنى من دلائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) ما رواه زادان عن سلمان قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوما جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظر إلى زوبعة وقد ارتفعت فأنارت الغبار فما زالت تدنو الغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي صلى الله عليه وآله وفيها شخص فقال يا رسول الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته اعلم اني وافد قومي وقد استجرنا بك فأجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فان بعضهم قد بغى على بعض ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله تعالى وكتابه وخذ على العهود والمواثيق المؤكدة لأرده إليك سالما في غداة غد الا ان يحدث على حادث من عند الله فقال النبي صلى الله عليه وآله من أنت وقومك قال انا عطرفة بن شمراخ أحد بنى كأخ انا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما متعنا من ذلك آمنا ولما بعثك الله نبيا آمنا بك وصدقناك وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بينا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وأشد قوة وقد غلبوا على الماء والمرعى وأضروا بنا وبدوا بنا فابعث إليهم معي من يحكم بيننا بالحق فقال النبي صلى الله عليه وآله اكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها فكشف لنا عن صورته فنظرنا إلى شيخ عليه شعر كثير ورأسه طويل وهو طويل العينين وعيناه في طول رأسه مغير الحدقتين وله أسنان كأسنان السباع ثم إن النبي صلى الله عليه وآله اخذ عليه العهود والميثاق على أن يرد عليه من يبعث في غداة غد فلما فرغ من كلامه التفت النبي صلى الله عليه وآله إلى أبي بكر وقال من يمضي منكم مع أخينا عطرفة لينظر ‹ صفحة 61 › ما هم عليه وليحكم بالحق بينهم قال وأين هم فقال هم تحت الأرض فقال كيف نطبق النزول إلى الأرض وكيف نحكم بينهم ولا نحسن كلامهم فلم يرد النبي صلى الله عليه وآله جوابا ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر فأجاب مثل جواب أبي بكر ثم اقبل على عثمان فقال له مثل قوله لهما فاجابه كجوابهما ثم استدعى بعلي ( ع ) وقال له يا علي امض مع أخينا عطرفة وأشرف من قومه وانظر ما هم عليه واحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) وقال السمع والطاعة ثم تقلد سيفه قال سلمان فتبعته إلى أن صار بالوادي فلما توسطه نظر أمير المؤمنين عليه السلام وقال لي شكر الله سعيك يا أبا عبد الله فارجع فرجعت ووقفت انظر إليه مما يقع منه فانشقت الأرض فدخل فيها وعادت إلى ما كانت فدخلني من الحسرة ما الله اعلم به كل ذلك اشفاقا على أمير المؤمنين فأصبح النبي وصلى بالناس صلاة الغداة ثم جلس على الصفا وحف به أصحابه فتأخر أمير المؤمنين ( ع ) عن وقت ميعاده حتى ارتفع النهار وأكثر الناس الكلام فيه إلى زالت الشمس وقالوا ان الجن واحتالوا على النبي صلى الله عليه وآله فقد أراحنا الله تعالى من أبي تراب وذهب افتخاره بابن عمه عليا وظهرت شماتة المنافقين وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي صلى الله عليه وآله صلاة الظهر والعصر وعاد إلى مكانه واظهر الناس الكلام وأيسوا من أمير المؤمنين ( ع ) وكادت الشمس تغرب فأيقن القوم انه ملك وظهر نفاقهم إذ قد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين عليه السلام وسيفه يقطر دما ومعه عطرفة فقام النبي صلى الله عليه وآله وقبل بين عينيه وجبينه وقال له ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت فقال علي بن عليه السلام سرت إلى خلق كثير قد بغوا على عطرفة وعلى قومه فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي ذلك انى دعوتهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله والاقرار بك فأبوا ذلك منى دعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا فسألتهم ان يصلحوا مع عطرفة وقومه لتكون المراعى والمياه يوما لعطرفة ويوما لهم فأبوا ذلك ‹ صفحة 62 › فوضعت سيفي فيهم فقلت منهم زهاء ثمانين الف فارس فلما نظروا إلى ماحل بهم مني صاحوا الأمان الأمان فقلت لا أمان لكم إلا بالايمان فامنوا بالله وبك ثم أصلحت بينهم وبين عطرفة وقومه فصار وإخوانا وزال من بينهم الخلاف وما زلت معهم إلى هذه الساعة فقال عطرفة جزاك الله خيرا يا رسول الله عن الاسلام وجزى ابن عمك عليا منا خيرا ثم انصرف عطرفة إلى حيث شاه .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|