عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2012, 08:37 PM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وعن السيد المرتضى ( في عيون المعجزات ) قال : ومن دلائل أمير المؤمنين ومعجزاته وخبره مع عطرفة الجني وهو خبر معروف عند علماء الشيعة ، وقد وجدت [ هذا ] الخبر في كتاب الأنوار وحدث أحمد بن محمد بن عبد ربه ، قال : حدثني سليمان بن علي الدمشقي ، عن أبي هاشم الرماني ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال : : كان النبي - صلى الله عليه وآله - ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث ، إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت ، فأثارت الغبار ، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي - صلى الله عليه وآله - ثم برز منها شخص كان فيها ، ثم قال : يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - إني وافد قومي ، وقد استجرنا بك فاجرنا ، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا ، فإن بعضهم قد بغى علينا ، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه ، وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده إليك سالما في غداة غد ، إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله . فقال ( له ) النبي - صلى الله عليه وآله - : من أنت ، ومن قومك ؟ قال : أنا عطرفة ابن شمراخ ، أحد بني نجاح ، وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع ، فلما منعنا من ذلك آمنا ، ولما بعثك [ الله ] نبيا آمنا بك على ما عملته ، وقد صدقناك ، وقد خالفنا بعض القوم ، وقاموا على ما كانوا عليه ، فوقع بيننا وبينهم الخلاف ، وهم أكثر [ منا ] عددا وقوة ، وقد غلبوا على الماء والمراعي ، وأضروا بنا وبدوا بنا ، فابعث معي من يحكم بيننا [ وبينهم ] بالحق ، فقال له النبي - صلى الله عليه وآله - فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها ، قال : فكشف لنا عن صورته ، فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير ، فإذا رأسه طويل العينين ، عيناه في طول رأسه ، صغير الحدقتين ، وله أسنان ( كأنها أسنان من ) السباع . ثم أن النبي - صلى الله عليه وآله - أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرده عليه وفي غد من يبعث به معه ، فلما فرغ من ذلك ، التفت إلى أبي بكر فقال ( له ) سر مع أخينا عطرفة ، وانظر إلى ما هم عليه ، واحكم بينهم بالحق ، فقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأين هم ؟ قال : هم تحت الأرض . فقال أبو بكر : وكيف أطيق النزول تحت الأرض ، وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم ؟ ثم التفت إلى عمر بن الخطاب ، فقال له مثل قوله لأبي بكر ، فأجاب مثل جواب أبي بكر ، ثم أقبل على عثمان ، وقال له مثل قوله لهما ، فأجابه كجوابهما . ثم استدعى بعلي - عليه السلام - وقال له : يا علي سر مع أخينا عطرفة ، وتشرف على قومه ، وتنظر إلى ما هم عليه ، وتحكم بينهم بالحق - فقام أمير المؤمنين - عليه السلام - مع عطرفة وقد تقلد سيفه . قال سلمان - رضي الله عنه - : فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي فلما توسطاه نظر إلي أمير المؤمنين - عليه السلام - ، وقال : قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع . فوقفت أنظر إليهما ، فانشقت الأرض ودخلا فيها ، ( وعدت إلى ما كنت ) ورجعت وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين - عليه السلام - . وأصبح النبي - صلى الله عليه وآله - وصلى بالناس الغداة ، وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه ، وتأخر أمير المؤمنين - عليه السلام - وارتفع النهار وأكثر ( الناس )الكلام إلى أن زالت الشمس ، وقالوا إن الجني احتال على النبي - صلى الله عليه وآله - وقد أراحنا من أبي تراب ، وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا ، وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي - صلى الله عليه وآله - الصلاة الأولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا ، وما زال أصحابه بالحديث إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثر القوم الكلام ، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين - عليه السلام - فصلى النبي - صلى الله عليه وآله - [ صلاة ] العصر ، وجاء وجلس على الصفا ، وأظهر الفكر في أمير المؤمنين - عليه السلام - وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين ، وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه قد هلك ، إذا وقد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين - عليه السلام - وسيفه يقطر دما ومعه عطرفة ، فقام [ إليه ] النبي - صلى الله عليه وآله - وقبل بين عينيه وجبينه ، وقال ، ( له ) : ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت ؟ فقال - عليه السلام - : صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين ، فدعوتهم إلى ثلاث خصال ، فأبوا علي وذلك اني دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى ، والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا ، فدعوتهم إلى أداء الجزية ( فأبوا ) ، فسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المراعي لعطرفة وقومه ، وكذلك الماء فأبوا ( ذلك ) كله ، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم زهاء ثمانين ألفا ، فلما نظروا إلى ماحل بهم طلبوا الأمان والصلح ، ثم آمنوا ( وصاروا خوانا ) وزال الخلاف وما زلت معهم إلى الساعة . فقال عطرفة : يا رسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين [ عنا ] خيرا .

المصدر

كتاب مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني
ج 1 - ص 144 - 152


 

رد مع اقتباس