الموضوع: حديث الثقلين
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2010, 05:52 PM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مطالب حول حديث الثقلين



[ حديث الثقلين ]
تتمة تشتمل على مطالب

المطلب الأول :
اقتران حديث الثقلين بأحاديث أخرى لقد اقترن حديث الثقلين في كثير من ألفاظه وموارده بأحاديث أخرى ، تلك الأحاديث هي بدورها من الأدلة المعتبرة على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . ففي بعض الألفاظ عن ابن جرير الطبري ، وابن أبي عاصم ، وأمالي المحاملي الذي هو محدث كبير من المحدثين عند القوم وقد صحح المحاملي هذا الحديث ، ويرويه عنهم صاحب كنز العمال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهو آخذ بيد علي ( عليه السلام ) في يوم الغدير : أيها الناس ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم ، أن الله ورسوله مولاكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وأهل بيتي ( 1 ) .
‹ صفحة 30 › واقتران حديث الثقلين بحديث الغدير المتواتر الدال على إمامة أميرالمؤمنين ومجيؤهما في سياق واحد ، يدل على دلالة حديث الثقلين أيضا على نفس مدلول حديث الغدير ، والسياق كما قلنا قرينة يؤخذ بها ما لم يكن في مقابلها نص قاطع ، وليس هنا في المقابل نص قاطع يمنعنا من الأخذ بهذا السياق . ومن مصادر اقتران الحديثين : المعجم الكبير ( 1 ) للطبراني ، ومسند ابن راهويه ( 2 ) ، والمستدرك ( 3 ) ، ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ( 4 ) ، والإصابة ( 5 ) ، وأسد الغابة ( 6 ) ، والسيرة الحلبية ( 7 ) . ولقد اقترن حديث الثقلين بحديث الغدير وحديث المنزلة أيضا ، فأصبح ثلاثة أحاديث في سياق واحد ، في رواية ابن حجر في كتاب الفتاوي الفقهية ( 8 ) وكل منها يدل على إمامة أمير المؤمنين بالاستقلال . ‹ صفحة 31 ›

المطلب الثاني :
تكرار الوصية بالكتاب والعترة في عدة مواطن قد ثبت أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كرر هذه الوصية ، أي الوصية بالكتاب والعترة ، في موارد عديدة :
المورد الأول : عند انصرافه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الطائف ، وهذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة ، وعنه ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة ( 1 ) .
المورد الثاني : في حجة الوداع ، وفي عرفة بالذات ، وقد أخرج هذا الحديث ابن أبي شيبة كما في كنز العمال ( 2 ) ، والترمذي في صحيحه ( 3 ) ، والطبراني في المعجم الكبير ( 4 ) ، وابن الأثير في جامع الأصول ( 5 ) ، وغير هؤلاء .
المورد الثالث : في يوم غدير خم ، وفي الخطبة ، وقد أخرج ‹ صفحة 32 › هذا الحديث أحمد في المسند ( 1 ) ، الدارمي في السنن ( 2 ) البيهقي في السنن الكبرى ( 3 ) ، وابن كثير في تاريخه ( 4 ) ، وغيرهم .
المورد الرابع : في مرضه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي توفي فيه ، قاله وقد امتلأت الغرفة أو الحجرة بالناس ، أخرجه ابن أبي شيبة ( 5 ) ، والبزار ( 6 ) ، وابن حجر المكي ( 7 ) ، وغيرهم . وربما يكون هناك موارد أخرى لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إني تارك فيكم الثقلين . . . .

المطلب الثالث :
مسألة الدعوة إلى الوحدة الإسلامية على ضوء حديث الثقلين كان جدنا السيد الميلاني رحمة الله عليه يحدثنا عن مبادرة ‹ صفحة 33 › بعض أعلام النجف الأشرف ( 1 ) إلى التفاهم والتقارب مع بعض علماء السنة في ذلك الزمان ، كان يقول رحمة الله عليه : كنا نقترح عليه وعلى غيره : إن السبيل الصحيح السليم للتقارب بين المذاهب الإسلامية ، هو الأخذ بحديث الثقلين ، لأن المفروض أنه حديث صحيح عند الطرفين إن لم يكن متواترا وهو متواتر قطعا ، حديث مقبول عند الطرفين ، ودلالته واضحة . فحينئذ إذا كان هناك شئ عن رسول الله نفسه وهو صحيح سندا ودلالته تامة ، ويصلح لأن يكون جامعا بيننا ، لماذا نتركه ونتوجه إلى نظريات واقتراحات ومشاريع أخرى ، قد لا تفيدنا ولا نصل عن طريقها إلى الهدف . كان رحمة الله عليه يقول : كنا نصر على هذا المعنى ، وكان بعض أعلام النجف الأشرف الذي كان يقود فكرة التقريب له اقتراح آخر . حتى أنه عاد واعترف بأن الطريقة الصحيحة ليست إلا هذه الطريقة ، ولا علاج لهذه المشكلة إلا الرجوع إلى هذا الحديث وأمثاله . ‹ صفحة 34 › وتلخص : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أخبر عن دنو وفاته وقرب رحيله ، وأخبر الأمة بأنه تارك بينهم أعز الأشياء عنده وأثمن الأشياء وأغلاها عنده ، إنه تارك بين الأمة القرآن والعترة ، حتى لا يضلوا من بعده ، وكلمة لن تدل على التأبيد ، وهذه موجودة في ألفاظ الحديث : ما إن تمسكتم بهما ، أو ما إن أخذتم بهما لن تضلوا . ثم إنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكد عليهم أنه سيسألهم عند الحوض عن معاملتهم مع الثقلين ، وأنهم كيف خلفوه فيهما . ولعله أراد أن يشير بهذا الموعد والملتقى إلى أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو الساقي على هذا الحوض ، وهو الذي يذود المنافقين عنه . وأيضا : لعله كان يريد الإشارة إلى حديث الحوض الشهير الذي قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما في الصحاح : سيرد علي أصحابي وأنهم يذادون عن الحوض وأقول : يا رب هؤلاء أصحابي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك . وسنذكر هذه الأحاديث في موضعها إن شاء الله تعالى .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 29 ›
( 1 ) كنز العمال 13 / 140 رقم 36441 - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405 ه‍ . ‹ هامش ص 30 ›

( 1 ) المعجم الكبير 5 / 195 رقم 5070 . ( 2 ) مسند ابن راهويه : مخطوط . ( 3 ) مستدرك الحاكم 3 / 109 ، 174 . ( 4 ) نوادر الأصول ، كما في غير واحد من المصادر عنه . ( 5 ) الإصابة 7 / 78 رقم 4767 - دار الكتب العلمية - بيروت . ( 6 ) أسد الغابة 3 / 605 . ( 7 ) السيرة الحلبية 3 / 274 - دار إحياء التراث العربي - بيروت . ( 8 ) الفتاوي الفقهية 2 / 122 .

‹ هامش ص 31 ›
( 1 ) الصواعق المحرقة : 64 . ( 2 ) كنز العمال 1 / 48 ط 1 . ( 3 ) صحيح الترمذي 5 / 621 . ( 4 ) المعجم الكبير 3 / 63 رقم 2679 . ( 5 ) جامع الأصول 1 / 277 .

‹ هامش ص 32 › ( 1 ) مسند أحمد 3 / 17 . ( 2 ) سنن الدارمي 2 / 310 . ( 3 ) سنن البيهقي 2 / 148 . ( 4 ) البداية والنهاية 5 / 209 . ( 5 ) رواه عنه العصامي في سمط النجوم العوالي 2 / 502 رقم 136 . ( 6 ) كشف الأستار عن زوائد البزار 3 / 221 رقم 2612 . ( 7 ) الصواعق المحرقة : 89 .

‹ هامش ص 33 › ( 1 ) هو الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حديث الثقلين - السيد علي الميلاني - ص 29 - 34


 

رد مع اقتباس