06-24-2010, 12:36 AM
|
#2
|
خادم الحسين
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1
|
تاريخ التسجيل : May 2010
|
أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
|
المشاركات :
2,305 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
إضاءات حول الخطبة
إضاءات حول الخطبة :
وسوف ننطلق من أجواء هذه الخطبة الشريفة - التي عينت داء
المسلمين وشخصت لهم الدواء - لبحث ما يمس واقع عقائدهم
وأحكامهم في الصميم ، عسى أن تكون في ذلك عبرة لمعتبر ، وذكرى
لذوي الألباب ، من الذين يسعون إلى معرفة الحق ، ولا يخشون في الله
لومة لائم ، فنقول : لا إن تاريخ الأديان السماوية دل على بعثة الله تعالى - بين حين وآخر -نبيا مبشرا ومنذرا وهاديا إلى صراط مستقيم ، حتى إذا ما عبثت يد الهوىبما جاء به من الحق ، أو أشرفت دعوته الناس إلى الحق على انتهاء أمدهاالمقدر في حكمة الله عز وجل ، قفى عليه الله تعالى بنبي آخر يدعو إلى مادعا إليه الأنبياء والمرسلون عليهم السلام قبله .
‹ صفحة 12 ›
وهكذا سار موكب النور قرونا موغلة في القدم ، يبلغ رسالات ربه ،
وكل شعاع منه أضاء لقوم في زمن محدود .
حتى إذا ما بلغ الظلام أشدهوالجهل منتهاه ، واتخذ الناس أربابا من دون الله ، وسجدوا سفاهة لكلحجر ومدر ! ! بعث خاتم الأنبياء والمرسلين أبو القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مبشرا ، ومنذرا ، وهاديا مهديا ، وداعيا إلى صراط مستقيم ، ومنقذاللناس كافة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ( 1 ) ، فلا نبي ولا رسولبعد ( رسول الله وخاتم النبيين ) ( 2 ) ، ولا يقبل
غير دينه العظيم ( ومنيبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ( 3 ) .
ولا يخفى على أحد أن للمسلمين تجاه هذا الدين القويم مذاهب
ومشارب شتى ، وطبقا لحديث ( الفرقة الناجية ) ( 4 ) فإن جميعها - من غيرهذه ( الفرقة ) - لا يعبر عن واقع الدين ، لاستحالة ترسمها جميعا محضالحق ، لما اشتملت عليه من تناقضات لا يتعقل كونها من الدين الخاتم .
والدين متى ما أدخل فيه ما ليس منه ، أو أخرج عنه ما هو منه بفتنةعمياء ، لم يكن دينا ملبيا لحاجات الإنسان ، ولا مخاطبا لعقله وسموتفكيره ، لأنه دين اختلط فيه السليم بالسقيم الذي هو من صنع أهل البدعوالأهواء .
وأما الدين الحق الذي لم تكن فيه لأهل البدع والأهواء يد ، فلا شك
‹ صفحة 13 ›ولا شبهة في كونه دين أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه من صنع الله المتقن ،وتبليغ الصادق المؤتمن صلى الله عليه وآله وسلم ، ولأنهم عليهم السلام عيبة علمه صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعدنحكمته ( 1 ) ، وفي المثل السائر : " أهل البيت أدرى بالذي فيه " .
وإذا عدنا إلى دين أهل البيت عليهم السلام - الذي هو الدين الحق الذي أمر اللهتعالى به - وجدنا أجزاءه مرتبطة برباط وثيق محكم ، يشتمل على سلسلةمن المعارف العقائدية أولها المبدأ وما يتصل به ، وآخرها المعاد .
ثمهناك العبادات والمعاملات التي أخذت من طريق الوحي والنبوة الثابتصدقها بالبرهان .
والمجموعة التي أخبر بها الصادق صادقة ، واتباعها اتباع للعلم ، لأنالمفروض العلم بصدق مخبرها .
ولقد أوجب أتباع أهل البيت عليهم السلام على أنفسهم أن لا يقبلوا من سلسلة المعارف تلك حلقة واحدة من غير تدبر ونظر في المنقول والمعقولفيها ، وسيرتهم معروفة بذلك ، ولهذا كانوا من أكثر المسلمين قاطبة تأليفافي العقائد ( 2 ) . ولهم في تطبيق الأحكام الشرعية تقليد الفقيه الأعلم ( 3 ) .
‹ صفحة 14 ›
حتى مع فرض الاكتفاء في مقام الفتوى بالاجمال الشرعي لو لم يتم العثورعلى دليل الحكم تفصيلا .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أتباع أهل البيت عليهم السلام هم الشيعة الإماميةالاثنا عشرية دون سائر المسلمين ، ويدل على ذلك احتفاظهم بتراث أهلالبيت عليهم السلام ، ولولاهم لما وجدت من هذا التراث إلا القليل النادر الذيلا يفي - مع فرض سلامته من الدس والتزوير على أهل البيت عليهم السلام – بتغطيةالاستدلال في العقائد والأحكام .
ولهم على وجوب الاقتداء بأهلالبيت عليهم السلام والتمسك بهم عشرات الأدلة التي يشاركهم في نقلها جميعالمسلمين ، وليسهنا محل تفصيلها ، ولو لم يكن منها إلا ( حديث
الثقلين ) لكفى .
ولكن شحة النفوس وخشونة طبعها تجرأت على النبيالأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فأساءت إلى مقامه الشامخ في أهل بيته قبيل وبعيد وفاتهحتى منع صلى الله عليه وآله وسلم في ساعاته الأخيرة من تأكيد وصيته بهم عليهم السلام ، فودعوه
بأغلظ الألفاظ حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحاح القوم : قوموا عني !إنهم أدركوا القصد جيدا من : إئتوني بدواة ( 4 ) في ذلك الحين ،‹ صفحة 15 ›وهكذا لم يلبث الدين أن اصطبغ بغير صبغته ، أو كما يقول الكاتبالمصري الشافعي المعروف ( عبد الفتاح عبد المقصود ) عن أحداثالسقيفة المروعة التي مني بها الإسلام والمسلمون فيما بعد : " كفاهاخطورة أن غيرت اتجاه تاريخ الإسلام ، أو لونت صورته السياسية بغيرما كان ينبغي ، أو - بأرفق تعبير - بغير ما كان يظن أن تكون الصورة ، وتكون
الألوان " ( 1 ) . !
|
|
|