عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2010, 12:02 AM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي باقي بعض معجزاته (ع)



395 / 12 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثني أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : كنت في دهليز لأبي علي محمد بن همام ( رحمه الله ) على دكة وصفها ، إذ مر بنا شيخ كبير ، عليه دراعة ، فسلم على أبي علي محمد بن همام ، فرد عليه السلام ‹ صفحة 429 › ومضى ، فقال : لي تدري من هذا ؟ فقلت : لا . فقال : شاكري ( 1 ) لمولانا أبي محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئا ؟ قلت : نعم . فقال لي : أمعك شئ تعطيه ؟ فقلت : معي درهمان صحيحان . فقال : هما يكفيانه فادعه ( 2 ) .
فمضيت خلفه ، فلحقته بموضع كذا ، فقلت : أبو علي يقول لك : تنشط للمسير إلينا ؟
فقال : نعم . فجاء إلى أبي علي محمد بن همام فجلس إليه ، فغمزني أبو علي أن أسلم إليه ( 3 ) الدرهمين ، فسلمتهما ( 4 ) إليه ، فقال لي : ما يحتاج إلى هذا . ثم أخذهما . فقال له أبو علي : يا أبا عبد الله محمد ، حدثنا عن أبي محمد ( عليه السلام ) . فقال : كان أستاذي صالحا من بين العلويين ، لم أر قط مثله ، وكان يركب بسرج صفته : بزيون مسكي ( 5 ) وأزرق ، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس .
قال أبو عبد الله محمد الشاكري : وكان يوم النوبة ، يحضر من الناس شئ عظيم ، ويغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة ( 6 ) ، فلا يكون لأحد موضع يمشي فيه ( 7 ) ، ولا يدخل أحد ( 8 ) بينهم . قال : فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة ، وهدأ صهيل الخيل ، ونهاق الحمير ، قال : وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا ، لا ‹ صفحة 430 › يحتاج أن يتوقى من المزاحمة ( 1 ) ، ثم يدخل ( 2 ) فيجلس في مرتبته التي جعلت له ، فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا : هاتوا دابة أبي محمد . فسكن صياح الناس وصهيل الخيل ، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي .
وقال الشاكري : واستدعاه يوما الخليفة ، فشق ذلك عليه ، وخاف أن يكون قد سعى به إليه بعض من يحسده من العلويين والهاشميين على مرتبته ، فركب ومضى إليه .
فلما حصل في الدار قيل له : إن الخليفة قد قام ، ولكن اجلس في مرتبتك وانصرف .
قال : فانصرف وجاء ( 3 ) إلى سوق الدواب ، وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير ، قال : فلما دخل إليها سكنت الضجة بدخوله ( 4 ) ، وهدأت الدواب ، فجلس إلى نخاس كان يشتري له الدواب ، فجئ له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه ، فباعوه إياه بوكس فقال لي : يا محمد ، قم فاطرح السرج عليه فقمت وعلمت ( 5 ) أنه لا يقول لي إلا ما لا يؤذيني ، فحللت الحزام ، وطرحت السرج عليه ، فهدأ ولم يتحرك . وجئت لأمضي به ، فجاء النخاس فقال : ليس يباع .
فقال لي : سلمه ( 6 ) إليهم ، قال : فجاء النخاس ليأخذه فالتفت إليه التفاتة ، ذهب ( 7 ) منه منهزما . قال : وركب ، فمضينا ، فلحقنا النخاس وقال : صاحبه يقول : أشفقت من أن يرده ، فإن كان قد علم ما فيه من الكبس فليشتره . فقال له أستاذي : قد علمت .
فقال : قد بعتك . فقال لي : خذه .
فأخذته ، قال : فجئت به إلى الإصطبل ، فما تحرك ولا آذاني ، ببركة أستاذي ، فلما نزل جاء إليه فأخذ بإذنه اليمنى فرقاه ، ثم أخذ بإذنه اليسرى فرقاه ، قال : فوالله ، لقد كنت أطرح الشعير له ، فافرقه بين يديه ، فلا يتحرك ، هذا ‹ صفحة 431 › ببركة أستاذي .
قال أبو محمد : قال أبو علي بن همام : هذا الفرس يقال له ( الصؤول ) يزحم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان ، ويقول على رجليه ويلطم صاحبه . وقال محمد الشاكري : كان أستاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ، ما كان يشرب هذا النبيذ ، وكان يجلس في المحراب ويسجد ، فأنام وانتبه ، وأنام وانتبه ، وهو ساجد . وكان قليل الأكل ، كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله ، فيأكل منه الواحدة والثنتين ، ويقول : شل ( 1 ) هذا يا محمد إلى صبيانكم . فأقول : هذا كله ! فيقول : خذه كله ، فما ( 2 ) رأيت قط أشهى ( 3 ) منه . ( 4 )

396 / 13 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى ، المعروف بابن الخياط القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش ، قال : حدثني أبو القاسم علي بن حبشي بن قوني الكوفي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثني العباس بن محمد بن أبي الخطاب ، قال : خرج بعض بني البقاح إلى سر من رأى في رفقة ، يلتمسون الدلالة ، فلما بلغوا بين الحائطين سألوا الإذن ، فلم يؤذن لهم ، فأقاموا إلى يوم الخميس .
فركب أبو محمد ( عليه السلام ) فقال أحد القوم لصاحبه : إن كان إماما فإنه يرفع القلنسوة عن رأسه . قال : فرفعها بيده ( 5 ) ، ثم وضعها ، وكانت شيشية ( 6 ) .
فقال بعض بني البقاح بينه وبين صاحب له يناجيه : لئن رفعها ثانية ، فانظر إلى رأسه ، هل عليه الإكليل الذي كنت أراه على رأس أبيه الماضي ( عليه السلام ) مستديرا ‹ صفحة 432 › كدارة القمر ، فرفعها أبو محمد ( عليه السلام ) ثانية ، وصاح إلى الرجل القائل ذلك : هلم فانظر ، فهل بعد الحق إلا الضلال ، فأنى تصرفون ؟ فتيقنوا بالدلالة وانصرفوا غير مرتابين ، بحمد الله ومنه ( 1 ) . وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا .


‹ هامش ص 429 ›

( 1 ) الشاكري : المستخدم . ( 2 ) ( فادعه ) ليس في " ع ، م " . ( 3 ) في " ط " : أن أعطيه . ( 4 ) في " ط " : فأعطيتهما . ( 5 ) البزيون : رقيق الديباج ، وقيل : بساط رومي " لسان العرب - بزن - 13 : 52 ، تاج العروس 9 : 139 " . المسكي : المصبوغ بالمسك ولعله معرب ( مشكي ) فارسية بمعنى أسود .
( 6 ) في " ط " : والصيحة ، وكذا في الموضع الآتي .
( 7 ) ( فيه ) ليس في " ع ، م " .
( 8 ) ( أحد ) ليس في " ع ، م " .

‹ هامش ص 430 ›
( 1 ) في " ع ، م " : يتوقى من الدواب بخفة ( وحف / ع ) ليزحمها .
( 2 ) في " ط " زيادة : هناك . ( 3 ) في " ط " : فلما انصرف جاء .
( 4 ) في " ط " : كثير فسكنت الضجة بدخوله .
( 5 ) في " ط " : لعلمي .
( 6 ) في " ط " : يباع فأمرني بتسليمه .
( 7 ) في " ط " : إليه الفرس التفاتة فهرب . ‹

هامش ص 431 ›
( 1 ) في " ط " : خذ .
( 2 ) في " ع ، م " : خذه ما .
( 3 ) في " ع ، م " اشترى .
( 4 ) غيبة الطوسي : 215 / 179 ، مدينة المعاجز : 567 / 51 .
( 5 ) في " ط " : فرفعها عن رأسه .
( 6 ) كذا في النسخ ، وفي مدينة المعاجز : سنة .

‹ هامش ص 432 ›
( 1 ) ( فتيقنوا . . الله ومنه ) في " ع ، م " . مدينة المعاجز : 567 / 52 .

المصدر
دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 426 - 432



 

رد مع اقتباس