الذرية الطاهرة النبوية - محمد بن أحمد الدولابي - ص 84 - 87
حدثنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق قال حدثت عن سلمة عن محمد
بن إسحاق عن زياد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظيوعثمان بن عروة بن الزبير قالا : كانت زينب بنت رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم عند عتبة بن أبي لهب فطلقها فلما أراد الخروجإلى الشام قال : لآتين محمدا فلأوذينه .
فأتاه فقال : يا محمد هو يكفر بالذي " دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى "ثم قفل ورد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم سلط عليه كلبا منكلابك وأبو طالب حاضر - فوجم لها فقال : ما كان أغناك عندعوة ابن أخي .
ثم خرج إلى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الديرفقال أرض مسبع .فقال أبو لهب : يا معشر قريش أعينوا بهذه الليلة فإني أخاف دعوةمحمد .
فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتبة في أعلاها وناموا حوله .فجاء الأسد فجعل يتشمم وجوههم ثم ثنى ذنبه فوثب فضربهضربة واحدة فخدشه .
‹ صفحة 86 ›فقال : قتلني ، ومات .
فقال حسان بن ثابت :
سائل بني الأشعر إن جئتهم * ما كان أنباء أبي الواسع
لا وسع الله له قبره * بل طبق الله على القاطع
رحم نبي جده جده * يدعو إلى نور له ساطع
اسبل بالحجر لتكذيبه * دون قريش نهزة القادع
فاستوجب الدعوة منه بما * يبين للناظر والسامع
أن سلط الله بها كلبه * يمشي الهوينا مشية الخادع
حتى أتاه وسط أصحابه * وقد علتهم سنة الهاجع
فالتقم الرأس بيافوخه * والنحر منه فغره الجائع
والليث يعلوه بأنيابه * منعفرا وسط دم ناقع
لا يرفع الرحمن مصروعكم * ولا يهون قوة الصادع
وكان فيه لكم عبرة * لسيد المتبوع والتابع
من يرجع العام إلى أهله * فما أكيل الكلب بالراجع
من عاد فالليث له عائد * أعظم به من خبر شائع