عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2012, 05:57 PM   #9
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



(كلام الصحيفة فوق كلام البشر وجبر ضعف سندها به)
قوله: " والحاصل أنه لا شك " إلى آخره قال في شرح مشيخة الفقيه: عبارة الصحيفة دالة على أنها ليست من البشر - سيما من عمير ومتوكل اللذين ليسا من علماء العامة ولا من علماء الخاصة - ؛ فإن علماء العامة كيف يمكنهم أن ينسبوا ذلك (إلى) أئمتنا عليهم السلام, والخاصة كيف كانوا بهذه الفضيلة العظيمة ولم يكن يعرفهم أحد أصلا. على أن الوجدان الخالي عن التعصب يجزم بأنها فوق كلام المخلوق, ويمكن أن تكون من كلام الله تعالى, بأن تكون منقولة عن النبي (صلى الله عليه وآله). والظاهر أن ذلك الكلام من إلهام الله تعالى على قلوبهم, وعلى ألسنتهم, ولا شك في إمكانه إما للأخبار المتواترة بأن من زهد في الدنيا أو أخلص العبادة لله, أجرى الله سبحانه أو فتح الله تعالى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه وهذه المرتبة دون مرتبتهم سلام الله عليهم أجمعين, كما اعترف العامة بذلك أيضا, فإنهم يجوزون تلك المرتبة لجنيد البغدادي, ولأبي يزيد البسطامي, ولإبراهيم البلخي, وأمثالهم, وهم معترفون بأن مرتبة أئمتنا سلام الله عليهم أجمعين أعلى منهم بكثير. وإما من جهة الأخبار الكثيرة من الطرفين الصحيحة من الجانبين " أنه لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ولسانه " فكيف يستبعد أن يكون الله تعالى تكلم على لسان سيد العارفين والزاهدين والعابدين, هذا على أفهام العامة. وأما الخاصة: فلا خلاف عندهم في ذلك, وأخبارنا بذلك متواترة بالنسبة إلى الجميع سلام الله عليهم جميعا. ولهذا سميت الصحيفة ب " إنجيل أهل البيت " و " زبور آل محمد (صلى الله عليه وآله) " كما أن الإنجيل كان يجري على لسان عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام, والزبور كان يجري على لسان داود على نبينا وآله وعليه السلام, انتهى. ويأتي منه بعض الكلام في المقام في بعض ما يأتي منه من الكلام. وقال السيد السند العلي: واعلم أن هذه الصحيفة عليها مسحة من العلم الإلهي, وفيها عبقة من الكلام النبوي, كيف لا, وهو قبس من نور مشكاة الرسالة, ونفحة من شميم رياض الإمامة, حتى قال بعض العارفين: إنها تجري مجرى التنزيلات السماوية, وتسير مسير الصحف اللوحية والعرشية ؛ لما اشتملت عليه من أنوار حقائق المعرفة, وثمار حدائق الحكمة. وكان أحبار العلماء, وجهابذة القدماء من السلف الصالح يلقبونها ب " زبور آل محمد " و " إنجيل أهل البيت ". قال الشيخ الجليل محمد بن علي بن شهر آشوب في معالم العلماء في ترجمة المتوكل بن عمير: " روى عن يحيى بن زيد بن علي (عليهما السلام) دعاء الصحيفة, وتلقب بزبور آل محمد (عليه السلام) " انتهى. وأما بلاغة بيانها: فعندها تسجد سحرة الكلام, وتذعن بالعجز عنها مدارة الأعلام, وتعترف بأن النبوة غير الكهانة, ولا يستوي الحق والباطل في المكانة, ومن حام حول سمائها بغاسق فكره رمي من رجوم الخذلان بشهاب ثاقب. حكى ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب: أن بعض البلغاء ذكرت عنده الصحيفة الكاملة, فقال: خذوا عني حتى أملي عليكم مثلها, فأطرق رأسه فما رفعه حتى مات. ولعمري قد رام شططا, فنال سخطا. أقول: إن سائر الأدعية المأثورة عن مولانا السيد السجاد وزين العباد - عليه آلاف التحية من رب العباد إلى يوم التناد - وكذا الأدعية المأثورة عن سائر موالينا أئمة الأنام - عليهم آلاف السلام, من السلام, فوق كل سلام, إلى قيام الساعة وساعة القيام - لا يقصر عن أدعية الصحيفة الكاملة الشريفة لمنشئها آلاف السلام والتحية إلى قيام القيامة.


 

رد مع اقتباس