(بيان المراد بالوجادة)
قوله: " ومنها ما وجدته بخط الشيخ شمس الدين " إلى آخره. وفيه: أن المدار في الوجادة المصطلحة على أن يجد شخص كتابا رواه شخص عن شخص بخطه, أو حديثا رواه شخص عن شخص بخطه, فيقول الشخص الأخير: " وجدت في كتاب فلان ", أو " حدثنا فلان ". والمقصود بفلان في كل من الكلامين المذكورين هو الشخص الأوسط. فالمدار في الوجادة على وجدان الشخص الأول ما ذكره الشخص الأوسط من كون الكتاب بخط فلان, أي الشخص الأخير, أو كون الرواية رواها فلان, أي الشخص الأخير, فما وقع من الشخص الأوسط صار سببا وطريقا للرواية من الشخص الأول, كما هو مقتضى عد الوجادة في الدراية من طرق التحمل. وما في الزبدة - بل هو المشهور في الألسن من أن أنحاء التحمل سبعة - ليس بشيء ؛ إذ المقصود بالتحمل هو الرواية إلى الأمور السبعة, كيف لا, وكل من تلك الأمور مقدم على الرواية, ومن باب المقدمة لها. وأين ما ذكر من وجدان الصحيفة الشريفة بخط الشيخ شمس الدين. فما صنعه المولى المتقدم من باب الاشتباه بين أن يجد شخص قول شخص: " روى فلان هذه الرواية بخطه " وأن يجد الشخص الرواية بخط فلان.
|