موالي فعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
تاريخ التسجيل : May 2010
|
أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
|
المشاركات :
451 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
(بيان حال عميد الرؤساء)
وأما عميد الرؤساء: فقال شيخنا الشهيد الثاني في إجازته لوالد شيخنا البهائي عند ذكر ذلك: " الشيخ الإمام المحقق الضابط البارع ". وفي الأمل: " أنه كان فاضلا جليلا, له كتب يروي عنه السيد فخار ". وعن السيد الداماد: " أنه من أئمة علماء الأدب ومن أفاخم أصحابنا ". وقال صاحب رياض العلماء في باب الألقاب: " عميد الرؤساء " هو في الأغلب يطلق على السيد الأجل أبي منصور هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب اللغوي الملقب بعميد الرؤساء الذي صنف كتابا في تحقيق الكعب, وقد كان من أجلة الأصحاب, وهو المراد بقوله: " حدثنا " في أول سند النسخة المشهورة من الصحيفة الكاملة على قول السيد الداماد, وكان معاصرا لابن السكون, ويرويها عن عميد الرؤساء المذكور السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي. وقد يطلق عميد الرؤساء على السيد الأجل أبي الفتح يحيى بن محمد بن نصر بن علي بن جيا الذي يروي عن الشيخ المفيد بواسطة واحدة, والثاني متقدم الطبقة على الأول, ولكن قد يقال في الثاني: " أمين الرؤساء " أو " أمير الرؤساء ". وقال أيضا في باب الهاء: السيد الأجل رضي الدين أبو منصور عميد الرؤساء, هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب الحلي, اللغوي, الإمام الفقيه الفاضل الحافل الأديب الكامل الإمامي, المعروف بعميد الرؤساء, صاحب كتاب الكعب, والمنقول قوله في مبحث الوضوء عند تحقيق مسألة الكعب, والمعول عليه عندهم, وكان (قدس سره) من تلامذة ابن الخشاب النحوي المعروف, وابن العصار اللغوي المشهور ومن أصحابنا, وقد كان الوزير ابن العلقمي المشهور من تلامذة عميد الرؤساء هذا, ويروي عنه السيد جلال الدين أبو جعفر القاسم بن الحسن بن محمد بن الحسن بن معية بن سعيد الحسني الديباجي كتاب الصحيفة الكاملة, كما يرويها عن الشيخ ابن السكون ؛ لأن عميد الرؤساء وابن السكون معاصران, وكان معتمدا عند الخاصة والعامة, وأقواله مذكورة في كتب كلتا الطائفتين. وقال الشيخ المعاصر في أمل الآمل: " السيد عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن أيوب بن علي بن أيوب, كان فاضلا جليلا, له كتب, يروي عنه السيد فخار " انتهى. وأقول: المشهور أنه كان من السادة, كما صرح به الشيخ المعاصر أيضا على ما نقلناه عنه, ولكن لا يظهر ذلك مما سيجيء من كلام ابن العلقمي والسيوطي وغيرهما ؛ إذ يحتمل الاشتباه - وفي ذلك - بالسيد عميد الرؤساء الآخر. ثم إني رأيت في بلدة أردبيل في مجموعة بخط بعض علماء جبل عامل مشتملة على فوائد لغوية من تحقيقاته (قدس سره), نقلا عن خط تلميذه السيد فخار بن معد الموسوي المذكور, ما يدل على قوة مهارته في هذا العلم. وقد رأيت أيضا على ظهر بعض نسخ المصباح هكذا: كاتبه رضي الدين عميد الرؤساء أبو منصور هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب اللغوي الحلي صاحب أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب, وأبي الحسن عبد الرحيم السلمي الرقي - رضي الله عنهم أجمعين -. وكان (رحمه الله) من الأخيار الصلحاء المتعبدين, ومن أبناء الكتاب المعروفين, وكان آخر قراءتي عليه في سنة تسع وستمائة, وفيها مات رضي الله (عنه) بعد أن تجاوز الثمانين انتهى. وقال السيوطي في طبقات النحاة نقلا: الشيخ أبو منصور عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب, قال ياقوت: هو أديب فاضل نحوي لغوي شاعر, شيخ وقته, ومتصدر بلده, أخذ عنه أهل تلك البلاد الأدب, وأخذ هو عن أبي الحسن علي بن عبد الرحيم الرقي المعروف بابن العصار وغيره, وله نظم ونثر. وقال السيد السند الجزائري في تعليقات التهذيب عند الكلام في الكعب: اعلم أن المستفاد من كلام أهل اللغة والمفسرين والفقهاء وأهل التشريح إطلاق الكعب على معان أربعة, الأول: العظم المرتفع في ظهر القدم بين الساق والمشط, وبه قال من أصحابنا اللغويين عميد الرؤساء وفي كتابه الذي ألفه في الكعب. إلى آخر كلامه. ومقتضى صريحه: أن عميد الرؤساء كان من الإمامية رضوان الله سبحانه عليهم. وعن نسختين من المدارك - بعد ذكر اسم عميد الرؤساء ونقله عنه: أن الكعب هو الناشز في ظهر القدم أمام الساق - الترحم له، وهو صريح أيضا في كونه من الإمامية, بل ربما استفيد المدح أو التوثيق من الترضي, وهو في مرتبة الترحم ؛ حيث إن السيد السند التفرشي ذكر في ترجمة محمد بن علي بن ما جيلويه أن الصدوق ذكره في مشيخة الفقيه كثيرا وقال: " رضي الله عنه ". وغرض السيد السند المذكور إظهار حسن الحال أو الوثاقة المستفادة من ترضي الصدوق. قال شيخنا السند: ولعل العلامة من هنا صحح طريق الصدوق إلى منصور بن حازم وغيره وهو فيه. قوله: " وغيره " لعل غرضه معاوية بن وهب. وقد حررنا الكلام في مقصود الصدوق بمحمد بن علي بن ماجيلويه في الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن علي بن محمد, بل لا إشكال في دلالة الترحم والترضي من المعصوم (عليه السلام) - كما اتفق الترضي من مولانا الصادق (عليه السلام) في باب أبان بن تغلب- على الوثاقة. ومن ذلك أنه تعجب شيخنا السيد من النجاشي ؛ حيث يوثق ذلك, مع أن في ترجمته أمورا أخر. وممن صرح بتشيع ذلك - أعني عميد الرؤساء -: الشيخ محمد بن علي الشهير بابن خاتون في شرحه الفارسي لأربعين شيخنا البهائي، فقد ظهر ضعف ما عن بعض من عد ذلك من العامة. ثم إن عميد الرؤساء غير السيد عميد الدين عبد المطلب بن محمد بن علي بن أحمد بن علي الأعرج الحسيني, المعروف بالعميدي, وهو ابن أخت العلامة, وصاحب المنية في شرح تهذيب الأصول. وربما نقل عن بعض شراح الصحيفة بالفارسية طرح الاتحاد في البين, وذاك صنع ساقط ضائع ؛ إذ عميد الرؤساء كان في ستمائة - على ما تقدم من تاريخ إجازته الصحيفة الشريفة لابن معية - والعميدي ابن أخت العلامة كما سمعت, والعلامة كان مولده في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة على ما ذكره بنفسه في الخلاصة، وانتقل إلى جوار رحمة الله سبحانه في حادي عشر المحرم سنة ست وعشرين وسبعمائة على ما نقل عن نجله الزكي فخر المحققين، وبه صرح جماعة منهم الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة, فزمان إجازة عميد الرؤساء مقدم على زمان تولد العلامة, والعلامة مقدم على العميدي بكثير قطعا, فعميد الرؤساء مقدم على العميدي بمقدار تقدم عميد الرؤساء على العلامة, وتقدم العلامة على العميدي.
|