عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2010, 06:45 PM   #2
ام حيدر علي
موالي جديد


الصورة الرمزية ام حيدر علي
ام حيدر علي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 08-26-2010 (02:23 AM)
 المشاركات : 19 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



إلهي وأسألك باسمك الذي دعتك به عبدتك وصديقتك مريم البتول, وأم المسيح الرسول (عليهما السلام)، إذ قلت: (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)، فاستجبت لها دعاءها, وكنت منها قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تحصني بحصنك الحصين، وتحجبني بحجابك المنيع، وتحرزني بحرزك الوثيق، وتكفيني بكفايتك الكافية، من شر كل طاغ، وظلم كل باغ، ومكر كل ماكر، وغر كل غادر، وسحر كل ساحر، وجور كل سلطان جائر، بمنعك يا منيع.

إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك وصفيك وخيرتك من خلقك، وأمينك على وحيك، وبعيثك إلى بريتك، ورسولك إلى خلقك، محمد خاصتك وخالصتك (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاستجبت دعاءه، وأيدته بجنود لم يروها، وجعلت كلمتك العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، صلاة زاكية، طيبة نامية باقية مباركة، كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك عليهم كما باركت عليهم، وسلم عليهم كما سلمت عليهم، وزدهم فوق ذلك كله زيادة من عندك، واخلطني بهم، واجعلني منهم، واحشرني معهم، وفي زمرتهم، حتى تسقيني من حوضهم، وتدخلني في جملتهم، وتجمعني وإياهم، وتقرعيني بهم، وتعطيني سؤلي، وتبلغني آمالي في ديني ودنياي وآخرتي، ومحياي ومماتي، وتبلغهم سلامي، وترد علي منهم السلام، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته.

إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة: هل من سائل فأعطيه؟ أم هل من داع فأجيبه؟ أم هل من مستغفر فأغفر له؟ أم هل من راج فابلغه رجاه؟ أم هل من مؤمل فابلغه أمله؟ ها أنا سائلك بفنائك ومسكينك ببابك، وضعيفك ببابك، وفقيرك ببابك، ومؤملك بفنائك، أسألك نائلك، وأرجو رحمتك، وأؤمل عفوك، والتمس غفرانك، فصلي على محمد وآل محمد. وأعطني سؤلي، وبلغني أملي، واجبر فقري، وارحم عصياني، واعفي عن ذنوبي، وفك رقبتي من المظالم لعبادك ركبتني، وقو ضعفي وأعز مسكنتي، وثبت وطأتي، واغفر جرمي، وأنعم بالي، وأكثر من الحلال مالي، وخر لي في جميع أموري وأفعالي، ورضني بها، وارحمني ووالدي وما ولدا، من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع الدعوات، وألهمني من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة، وتقبل حسناتهما، واغفر سيئاتهما، وأجزهما ما فعلا بي ثوابك والجنة.

إلهي! وقد علمت يقيناً أنك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه، ولا تميل إليه ولا تهواه، ولا تحبه ولا تغشاه، وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك، وبغيهم علينا، وتعديهم بغير حق ولا معروف، بل ظلماً وعدواناً، وزوراً وبهتاناً، فإن كنت جعلت لهم مدة لابد من بلوغها، أو كتبت لهم آجالاً ينالونها، فقد قلت- وقولك الحق ووعدك الصدق- : (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) فأنا أسألك بكل ما سألك به أنبياؤك ورسلك، وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون، وملائكتك المقربون، أن تمحو من أم الكتاب ذلك، وتكتب لهم الاضمحلال والمحق، حتى تقرب آجالهم، وتقضي مدتهم، وتذهب أيامهم، وتبتر أعمالهم، وتهلك فجارهم، وتسلط بعضهم على بعض، حتى لا تبقي منهم أحداً، ولا تنجي منهم أحداً، وتفرق جموعهم، وتكل سلاحهم، وتبدد شملهم، وتقطع آجالهم، وتقصر أعمارهم، وتزلزل أقدامهم، وتطهر بلادك منهم، وتظهر عبادك عليهم، فقد غيّروا سنتك، ونقضوا عهدك، وهتكوا حريمك، وأتوا على ما نهيتهم عنه، وعتو عتواً كبيراً كبيراً، وضلوا ضلالاً بعيداً، فصل على محمد وآل محمد، وأذن لجمعهم بالشتات، ولحيهم بالممات، ولأزواجهم بالنهبات، وخلص عبادك من ظلمهم، واقبض أيديهم عن هضمهم، وطهر أرضك منهم ، وأذن بحصد نباتهم، واستئصال شأفتهم, وشتات شملهم, وهدم بنيانهم, يا ذا الجلال والإكرام.

وأسألك يا إلهي وإله كل شيء, وربي ورب كل شيء, وأدعوك بما دعاك به عبداك ورسولاك ونبياك وصفياك موسى وهارون (عليهما السلام), حين قالا - داعين لك راجين لفضلك-: (ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) فمننت وأنعمت عليهما بالإجابة لهما, إلى أن قرعت سمعهما بأمرك, فقلت- اللهم رب- : (قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة, وأن تشدد على قلوبهم, وأن تخسف بهم برك, وأن تغرقهم في بحرك, فإن السماوات والأرض وما فيهما لك, وأري الخلق قدرتك فيهم, وبطشتك عليهم, فافعل ذلك بهم, وعجل لهم ذلك, يا خير من سئل, وخير من دعي, وخير من تذلل له الوجود, ورفعت إليه الأيدي, ودعي بالألسن, وشخصت إليه الأبصار, وأمت إليه القلوب, ونقلت إليهم الأقدام, وتحوكم إليه في الأعمال.

إلهي! وأنا عبدك, أسألك من أسمائك بأبهاها, وكل أسمائك بهي, بل أسألك بأسمائك كلها, أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تركسهم على أم رؤوسهم, في زينتهم, وترديهم في مهوى حفرتهم, وارمهم بحجرك, وذكهم بمشاقصهم, وأكببهم على مناخرهم, واخنقهم بوترهم, واردد كيدهم في نحورهم, وأوبقهم بندامتهم, حتى يستخذلوا, ويتضاءلوا, بعد نخوتهم, وينقمعوا بعد استطالتهم, أذلاء مأسورين في ربق حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها, وترينا قدرتك فيهم, وسلطانك عليهم, وتأخذهم أخذ القرى وهي ظالمة, إن أخذك الأليم الشديد, وتأخذهم - يا رب - أخذ عزيز مقتدر, فإنك عزيز مقتدر شديد العقاب, شديد المحال.

اللهم صلي على محمد وآل محمد, وعجل إيرادهم عذابك, الذي أعددته للظالمين من أمثالهم, والطاغين من نظرائهم, وارفع حلمك عنهم وأحلل عليهم غضبك, الذي لا يقوم له شيء وأمر في تعجيل ذلك عليهم, بأمرك الذي لا يرد ولا يؤخر, فإنك شاهد كل نجوى, وعالم كل فحوى, ولا تخفى عليك من أعمالهم خافية, وأنت علام الغيوب, عالم بما في الضمائر والقلوب.

وأسألك اللهم وأناديك بما ناداك به - سيدي - وسألك به نوح, إذ قلت - تباركت وتعاليت - : (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون) أجل - اللهم يا رب - أنت نعم المجيب, ونعم المدعو, ونعم المسؤول, ونعم المعطي, أنت الذي لا يخيب سائلك, ولا تمل دعاء من أمّلك, ولا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك, ولا بقضائها لهم, فإن قضاء حوائج جميع خلق إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف, وأخف عليك وأهون عندك من جناح بعوضة, وحاجتي - يا سيدي ومولاي, ومعتمدي ورجائي - أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تغفر لي ذنبي, فقد جئتك ثقيل الظهر, بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي, وركبني من مظالم عبادك, ما لا يكفني ولا يخلصني منها غيرك, ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك, فامح - يا سيدي - كثرة سيئاتي بيسير عبراتي, بل بقساوة قلبي, وجمود عيني, بل برحمتك التي وسعت كل شيء, فلتسعني رحمتك, يا رحمن يا رحيم, يا أرحم الراحمين, لا تمتحني في هذه الدنيا بشيء من المحن, ولا تسلط عليّ من لا يرحمني, ولا تهلكني بذنوبي, وعجل خلاصي من كل مكروه, وارفع عني كل ظلم, ولا تهتك ستري, ولا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب, يا جزيل العطاء والثواب.

أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تحييني حياة السعداء, وتميتي ميتة الشهداء, وتقبلني قبول الأوداء, وتحفظني في هذه الدنيا الدنية, من شر سلاطينها, وفجارها, وشرارها, ومحبيها, والمعاملين لها وما فيها, وقني شر طغاتها, وحسادها, وباغي الشرك فيها, حتى تكفيني مكر المكرة, وتفقأ عني أعين الكفرة, وتفحم عني ألسن الفجرة, وتقبض لي على أيدي الظلمة, وتوهن عني كيدهم, وتميتهم بغيظهم, وتشغلهم بأسماعهم, وأبصارهم, وأفئدتهم, وتجعلني من ذلك كله في أمنك وأمانك, وحرزك وسلطانك, وحجابك وكنفك, وعياذك وجارك, ومن جار السوء, وجليس السوء, إنك على كل شيء قدير. إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.

اللهم بك أعوذ, وبك ألوذ, ولك أعبد, وإياك أرجو, وبك أستعين, وبك أستكفي, وبك أستغيث, وبك أستنقذ, ومنك أسأل, أن تصلي على محمد وآل محمد, ولا تردني إلا بذنب مغفور, وسعي مشكور, وتجارة لن تبور, وأن تفعل بي ما أنت أهله, ولا تفعل بي ما أنا أهله, فإنك أهل التقوى, وأهل المغفرة, وأهل الفضل والرحمة.

إلهي وقد أطلت دعائي, وأكثرت خطابي, وضيق حداني على ذلك كله, وحملني عليه علماً مني بأنه يجزيك منه قدراً الملح بالعجين, بل يكفيك عزم إرادة, وأن يقول العبد - بنية صادقة, ولسان صادق - : (يا رب), فتكون عند ظن عبدك بك, وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي, فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تقرن دعائي بالإجابة منك, وتبلغني ما أملته فيك, منةً منك وطولاً, وقوةً وحولاً, لا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضاء جميع ما سألتك, فإنه عليك يسير, وخطره عندي جليل كثير, وأنت عليه قدير, يا سميع يا بصير.

إلهي! وهذا مقام العائذ بك من النار, والهارب منك إليك, من ذنوب تهجمته, وعيوب فضحته, فصل على محمد وآل محمد, وانظر إلي نظرة رحيمة أفوز بها إلى جنتك, وأعطف علي عطفة, أنجو بها من عقابك, فإن الجنة والنار لك, وبيدك, ومفاتيحهما ومغاليقهما إليك, وأنت على ذلك قادر, وهو عليك هين يسير, فافعل بي ما سألتك يا قدير, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وحسبنا الله ونعم الوكيل, نعم المولى, ونعم النصير والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.


 

رد مع اقتباس