.اخر جوابه رحمه الله
ص-428
( قال عبد المحمود ) :
ورأيت في التواريخ والكتب شيئا كثيرا يقتضي أن نبيهم عرف لعلي بن أبي طالب عليه السلام ما جرت الحال عليه وأمره بالصبر كما انتهى أمره إليه ، ومما يصدق ذلك اتفاقهم في صحاحهم على ما تقدم من وصف نبيهم حال أكثر أصحابه ، وأنهم يختلفون بعده ويرتدون وأنهم يفترقون إلى ثلاثة وسبعين فرقة ، وحديثه مع عمار بن ياسر وأن ضلالهم ينتهي إلى حد الاشتهار ، فلا عجب لو كان علي بن أبي طالب عليه السلام في تقية منهم ويعرض عنهم . وقد ذكر مسلم أيضا في صحيحة في المجلد الثالث عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال في الحديث ما هذا لفظه : عن نبيهم فرفع رأسه إلى السماء ، وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء فقال : النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ( 2 ) . هذا المراد من الحديث نقلناه بألفاظه ، فهل ترى من نبيهم إلا وقد شهد عليهم بالاضطراب والاختلاف بعد وفاته كما ذكره علي بن أبي طالب عليه السلام عنهم مكررا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 428 › ( 2 ) مسلم في صحيحه : 4 / 1961 فضائل الصحابة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .