عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-20-2012, 08:00 PM
الشيخ حسن العبد الله
مشرف
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل : Nov 2010
 فترة الأقامة : 5273 يوم
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



تكملة مسالة 30 :

قال السيد السيستاني دام ظله :

و غيبة المؤمن ، و هي أن يذكر بعيب في غيبته مما يكون مستوراً عن الناس ، سواء أكان بقصد الانتقاص منه أم لا ، وسواء أكان العيب في بدنه ، ام في نسبه ، أم في خلقه ، أم في فعله ، أم في قوله ، أم في دينه ، أم في دنياه ، أم في غير ذلك مما يكون عيبا مستورا عن الناس .

كما لا فرق في الذكر بين أن يكون بالقول ، أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب .

و تختص الغيبة بصورة وجود سامع يقصد إفهامه وإعلامه أو ما هو في حكم ذلك .

كما لا بد فيها من تعيين المغتاب ، فلو قال : ( واحد من أهل البلد جبان ) لا يكون غيبة ، وكذا لو قال : ( أحد أولاد زيد جبان ) ، نعم قد يحرم ذلك من جهة لزوم الإهانة والانتقاص لا من جهة الغيبة.

ويجب عند وقوع الغيبة التوبة والندم ، والاحوط استحباباً الاستحلال من الشخص المغتاب - إذا لم تترتب على ذلك مفسدة ـ أو الاستغفار له.


و تجوز الغيبة في موارد : ( منها ) المتجاهر بالفسق، فيجوز اغتيابه في غير العيب المتستر به .

و ( منها ) : الظالم لغيره ، فيجوز للمظلوم غيبته ، والأحوط وجوباً الاقتصار على ما لو كانت الغيبة بقصد الانتصار لا مطلقاً .

و ( منها ) : نصح المؤمن ، فتجوز الغيبة بقصد النصح ، كما لو استشاره شخص في تزويج امرأة فيجوز نصحه و إن استلزم اظهار عيبها ، بل يجوز ذلك ابتداء بدون استشارة إذا علم بترتب مفسدة عظيمة على ترك النصيحة .

و ( منها ) : ما لو قصد بالغيبة ردع المغتاب عن المنكر ، فيما إذا لم يمكن الردع بغيرها.

و ( منها ) : ما لو خيف على الدين من الشخص المغتاب ، فتجوز غيبته ، لئلا يترتب الضرر الديني .

و ( منها ) : جرح الشهود .

و ( منها ) : ما لو خيف على المغتاب أن يقع في الضرر اللازم حفظه عن الوقوع فيه ، فتجوز غيبته لدفع ذلك عنه .

و ( منها ) : القدح في المقالات الباطلة ، وإن أدى ذلك إلى نقص في قائلها .

و يجب النهي عن الغيبة بمناط وجوب النهي عن المنكر مع توفر شروطه ، و الأحوط الأولى لسامعها أن ينصر المغتاب و يرد عنه ما لم يستلزم محذوراً .
( و غيبة المؤمن ، و هي أن يذكر بعيب في غيبته مما يكون مستوراً عن الناس ، سواء أكان بقصد الانتقاص منه أم لا ، وسواء أكان العيب في بدنه ، ام في نسبه ، أم في خلقه ، أم في فعله ، أم في قوله ، أم في دينه ، أم في دنياه ، أم في غير ذلك مما يكون عيبا مستورا عن الناس . )

الغيبة هي ذكر العيب الموجود في المؤمن - الموافق لا المخالف - المستور عن الناس ، و أما إذا كان العيب الموجود في المؤمن غير خفي على السامع و غيره فإن نقله ليس غيبة ، و و قد يدخل في عناوين أخرى مثل المذمّة و الايذاء و الاستخفاف بالمؤمن ، و تكون حراماً بسبب هذه العناوين .

و إذا كان العيب غير موجود في المؤمن فذكر ذلك العيب على أنه عيب لذلك المؤمن من دون وجوده حقيقة فهو يدخل تحت عنوان أشد جرماً عند الله تعالى ، وهو عنوان البهتان .

و لا فرق في اعتبار تحقق الغيبة بين ذكر العيب المستور بقصد الانتقاص و المذمة و الاهانة و العتك لحرمة ذلك المؤمن ، أم لم يقصد شيئاً من ذلك .

و لا شك في أن عنوان الغيبة و ذكر الشخص بعيوبه المستورة يشمل جميع الصور المذكورة في متن الكتاب .

فالعيب في البدن مثل أن يقول : فلان أحول أو أعور أو أقرع أو قزم و غير ذلك من الصفات المستورة التي يتاثر صاحبها بكشفها للناس .

و العيب في النسب مثل أن يقول : فلان أبوه فاسق ، أو خبيث ، او خسيس ، أو غير شريف و أمثال ذلك .

و العيب في الخُلُق مثل أن يقول : فلان سيء الخلق ، أو بخيل ، او متكبّر أو جبان ، أو ضعيف ، أو مُراءٍ ، أو سارق ، او ظالم لزوجته أو لأهله و وولده أو لجيرانه أو لغيرهم .

و العيب في الفعل مثل أن يقول : هو غير مُنظم في افعاله ، أو هو إنسان لا يضبط أوقاته ، أو هو إنسان لا يعرف كيف يتصرف في شؤون حياته و هكذا .

و العيب في القول مثل أن يقول : هو إنسان لا يعرف كيف يتكلم ، أو هو انسان يحشر نفسه في كل كلام و يتكلم بكل كلام و ما شابه ذلك .

و العيب في الدين مثل أن يقول : فلان كذّاب ، أو شارب الخمر ، أو يتسامح في صلاته ، أو فلان وسواسي .

و العيب في الدنيا مثل أن يقول : فلان غير مؤدب ، هو لا يعرف الحق ، لا يعرف موضعه الطبيعي ، ثرثار ، أكول ، نوّام .

و العيب في اللباس مثل أن يقول : لباسه وسخ ، عتيق ، ممزّق ، طويل ، قصير .

وغير ذلك مما يكون مستوراً عن الناس ولا يرضى صاحبه بكشفه للناس و يتضايق من بيان ذلك لهم .


(
كما لا فرق في الذكر بين أن يكون بالقول ، أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب)

فلا فرق في الغيبة بين أن تكون باللسان أو بالفعل أو بالإشارة ، بنحو صريح أو بالكناية ، مثال الكناية : الحمد لله الذي لم يبتلني بحب الرئاسة ، أو مجالسة الظلمة ، أو حب المال ، و ما شابه لك .

و قد يمهد من يريد أن يغتاب المؤمن بمقدمة عاطفية ، من مثل : هو نعم الرجل ( خوش رجّال ) و لكن مع الأسف لا يعرف كيف يتصرف في شؤون مؤسسته ( فيسرد مجموعة من العيوب في ذلك ) أو فلان مسكين ، هو إنسان وسواسي ، أو مطيع للشيطان ، و غير ذلك مما يراد من خلاله إظهار عيب ذلك المؤمن بقصد الانتقاص أو غيره .




رد مع اقتباس