فعلى هذا يكون معنى قوله صلى الله عليه وآله [ حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ] أي حب علي مع الإيمان والعمل الصالح
فالبتدبر في الأحاديث الأنفة الذكر وهي لو اجتمع الخلق على حب علي لما خلق الله النار
ومن أحب علياً فقد أحب رسول الله ومن أحب رسول الله فقد أحب الله عز وجل
فهل يكون حب الله بارتكاب المعاصي وانتهاك الحرمات وكذلك حب رسول الله بمخالفة أوامره
وحب أمير المؤمنين عليه السلام بمخالفة أوامره
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى] طه 82
أولاً الآية في سياق التأكيد [ وإني ] تأكيد المغفرة والمبالغة في ذلك
ثم يقول" جل اسمه": أنه غفارٌ لمن آمن وعمل صالحاً ثم اهتدى فلو لم يكن مهتدي لطريق الحق كيف يكون مؤمناً وكيف يتقبل عمله
ولكن لو رجعنا إلى أهل بيت النبوة إلى القرآن الناطق وسئلنا عن معنى الآية فسنرى الحقيقة
فقد روى عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وهو راكب وخرج علي عليه السلام وهو يمشي فقال له : يا أبا الحسن إما تركب ، وإما تنصرف ـ وذكر الحديث إلى أن قال فيه ـ والله يا علي ، ما خُلقت إلا لتعبد ربك ولِتُعرف بك معالم الدين ويُصلِح بك دارس السبيل ولقد ضل من ضل عنك ولن يهتدي إلى الله عز وجل من لم يهتدي إليك وإلى ولايتك وهو قول ربي عز وجل [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى] يعني إلى ولايتك (تفسير البرهان ج6 ص 413ح 3 )
عن يعقوب بن شُعيب قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام ) عن قول( الله تبارك وتعالى ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) قال : " من تاب من ظلم وآمن من كفر وعمل صالحاً ثم اهتدى إلى ولايتنا " وأومأ بيده إلى صدره (تفسير البرهان ج6 ص 412 ح2 )
وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : لا تنال ولايتنا إلا بالتقوى "
وقال الله سبحانه وتعالى [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ] التوبة 119
فإنه سبحانه يأمر المؤمنين بالتقوى والمتابعة للصادقين والصادقون بدون خلاف هم أهل البيت عليهم سلام ومتابعتهم بدون التمسك بنهجهم وأوامرهم لا يعتد عند العقلاء إتباع
ونحن بكوننا مذهب إمامي نعتقد بإمامتهم سلام الله عليهم وأنهم خلفاء رسول الله يشرعون ما يشرعه ويأمرون بما يأمر وينهون بما ينهى عنه
فنعتبر بحسب ما تقدم من الدليل أن اتباعهم هو السير على نهجهم وهو الأئتمار بأمرهم والتمسك بنهجهم
وفي الرواية السلسلة الذهبية ما مضمونها عن الأمام الرضا عليه السلام عن الإمام موسى الكاظم عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عن الإمام السجاد عن الإمام الحسين عن الإمام الحسن عن الإمام عن الإمام علي عن النبي صلى الله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام عن جبرائيل عن الله عز وجل انه قال : لا إله إلا الله حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي فقال الإمام الرضا ولكن لدخول الحصن شروط منها الاعتراف بالولاية .
فمن ادعى الحب لعلي سلام الله عليه يجب أن يعترف بالأئمة الإحدى عشر من بعده ويؤمن بخروج قائمهم
ويتبع أوامرهم وعدم ارتكاب المعاصي والذنوب والكبائر…
وكما قال الشاعر( أبو العتاهية)
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاَ لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فنسال الله عز وجل أن يثبت أقدامنا على نهج وولاء أمير والمؤمنين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب عليه السلام
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته
|