عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2010, 05:35 AM   #7
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تكملة الرواية الرابعة




ثم أقبل إلينا 4 فجلس معنا وقال : سلا تخبرا ، قلنا : نريد أن تخبرنا بأحسد قريش الذي لم تأمن ثيابنا على ذكره 5 لنا ، فقال : سألتما عن معضلة وسأخبركما فلتكن عندكما في ذمة منيعة وحرز ما بقيت ، فإذا أنا مت فشأنكما وما أحببتما من إظهار أو كتمان ، قلنا : فإن لك عندنا ذلك ، قال أبو موسى : وأنا أقول في نفسي 6 : ما أظنه يريد إلا الذين كرهوا [ من أبي بكر استخلافه لعمر وكان طلحة أحدهم فأشاروا عليه أن لا يستخلفه لأنه فظ غليظ 7 ] ثم قلت في نفسي: قد عرفنا أولئك
‹ صفحة 148 ›
القوم بأسمائهم وعشائرهم وعرفهم الناس فما يكتم من ذكرهم وإذا هو يريد غير ما نذهب إليه منهم 1 فعاد عمر إلى التنفس صعداء فقال : من تريانه ؟ فقلنا : والله ما ندري إلا ظنا قال : فمن 2 تظنان ؟ قلنا : نراك تريد [ القوم 3 ] الذين صدوا أبا بكر عن صرف هذا الأمر إليك 4 [ قال : كلا والله 5 ] بل هو كان أغش 6 وأظلم وهو الذي سألتما عنه كان والله أحسد قريش كلها ، ثم أطرق طويلا " فنظر إلى المغيرة نظرت إليه وأطرقنا [ مليا " 7 ] لإطراقه وطال السكوت منا ومنه حتى ظننا أنه قد ندم على ما بدا منه ثم قال : وا لهفاه 8 على ضئيل 9 بني تيم بن مرة لقد تقدمني ظالما وخرج إلي منها 10 آثما فقال له المغيرة : هذا تقدمك ظالما " قد عرفناه 11 فكيف خرج إليك منها آثما " ؟
قال : ذاك لأنه 12 لم يخرج إلي منها إلا بعد اليأس 13 منها ، أما والله لو كنت أطعت زيد 14 بن الخطابوأصحابه لما
‹ صفحة 149 ›
تلمظ 1 من حلاوتها بشئ أبدا " ولكني قدمت وأخرت وصعدت وصوبت ونقضت وأبرمت فلم أجد إلا الاغضاء 2 على [ ما نشب 3 فيه 4 ، منها [ والتلهف على نفسي 5 ] وأملت أنابته ورجوعه [ فوالله ما فعل حتى فرغ منها بشيما " 6 ] فقال له المغيرة : فما منعك منها [ يا أمير المؤمنين 7 ] وقد عرضك لها 8 يوم السقيفة بدعائه إياك إليها 9 ثم أنت ألآن تنقم ‹ صفحة 150 › وتتأسف 1 [ عليها 2 ] ؟ فقال عمر : ثكلتك أمك يا مغيرة إني كنت لأعدك من دهاة 3 العرب كأنك كنت غائبا " عما هناك إن الرجل ماكرني فماكرته وألفاني أحذر من قطاة 4 إنه لما رأى شغف الناس [ به 5 ] وإقبالهم بوجوههم 6 إليه 7 أيقن أنهم لا يريدون به بدلا " فأحب لما 8 رأى من حرص الناس عليه وشغفهم 9 به أن يعلم ما عندي وهل تنازعني إليها نفسي 10 فأحب أن يبلوني 11 بإطماعي فيها والتعريض له بها وقد علم وعلمت أني لو قبلت ماعرض 12 علي لم يجب 13 الناس 14 إلى ذلك [ وكان أشد الناس إمالة " الذين كرهوا رده
‹ صفحة 151 ›
إياها إلي عند موته 1 فألفاني قائما على أخمصي 2 مستوفزا " 3 حذرا " ولو أجبته إلى قبولها لم يسلم الناس [ إلي 4 ] ذلك واختبأها 5 ضغنا " علي 6 في قلبه ثم لم آمن اتباعه لي بها 7 ولو بعد حين مع ما بدا لي من كراهة 8 الناس لما عرض علي منها 9 أو ما سمعت 10 نداءهم إياه 11 من كل ناحية عند عرضه إياها علي 12 : لا نريد سواك يا با بكر أنت 13 لها أنت
‹ صفحة 152 ›
لها ، فرددتها إليه عند ذلك فلقد رأيته التمع وجهه لذلك سرورا " . ولقد 1 عاتبني مرة على شئ كان 2 بلغه عني إنه لما قدم بالأشعث بن قيس الكندي 3 أسيرا " فمن عليه وأطلقه وزوجه [ أخته 4 ] أم فروة بنت أبي قحافة قلت 5 للأشعث وهو [ قاعد 6 ] بين يديه : يا عدو الله أكفرت بعد إسلامك وارتددت [ ناكصا " على عقبيك 7 ] فنظر إلي الأشعث نظرا "حديدا " 8 علمت أنه يريد كلاما " ثم أمسك 9 فلقيني 10 بعد ذلك في بعض 11 سكك المدينة فرافقني 12 ثم قال : أنت صاحب الكلام 13 يا ابن الخطاب ؟

فقلت : نعم ولك عندي شر من ذلك فقال : بئس الجزاء هذا لي منك ، فقلت له : علام 14 تريد مني حسن الجزاء ؟ قال : لا نفتي 15 لك من اتباع 16 هذا الرجل
‹ صفحة 153 ›
يريد أبا بكر [ والله 1 ] ما حداني 2 على الخلاف عليه إلا تقدمه عليك وتخلفك عنها ولو كنت صاحبها لما رأيت 3 مني خلافا " عليك فقلت : قد كان ذاك 4 فما تأمر 5 الآن ؟
فقال : ما هذا وقت أمر وإنما 6 وقت صبر 7 حتى يأتي الله بمخرج 8 فمضى ومضيت ، ولقي الأشعث الزبرقان بن بدر السعدي 9 فذكر له ما جرى بيني وبينه من الكلام فنقل ذلك الزبرقان إلى أبي بكر فأرسل إلي فأتيته فذكر ذلك لي ثم قال : إنك لمتشوف 10 إليها يا ابن الخطاب ؟ فقلت : وما يمنعني التشوف 11 إلى ما كنت أحق به ممن غلبني عليه

صفحة 154 ›

أما والله 1 لتكفن أو لأقولن كلمة بالغة بي وبك في الناس ما بلغت 2 ، وإن شئت لتستديمن ما أنت فيه عفوا " ما أمكنك 3 ذلك ، قال : إذا " أستديمه 4 وهي صائرة إليك إلى أيام 5 فما ظننته تأتي عليه جمعة بعد ذلك القول حتى يردها إلي ، فوالله ما ذكر لي منها حرفا " بعد ذلك 6 . ولقد مد في أمدها 7 عاضا " على نواجذه 8 حتى كان عند يأسه منها وحضره الموت فكان ما رأيتما ، ثم قال : احفظا ما قلت لكما وليكن منكما بحيث أمرتكما [ قوما ] إذا شئتما على بركة الله وفي حفظه ، فنهضنا وكل واحد منا متعجب إلى صاحبه من قوله وما خرج ذلك الخبر من واحد منا حتى مات عمر 9 .


 

رد مع اقتباس