عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2010, 05:13 AM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الرواية الرابعة
[ وقد روى شريك بن عبد الله النخعي عن محمد بن عمر بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة عن أبي موسى الأشعري 8 ] قال : حججنا 9 مع عمر بن الخطاب فلما
‹ صفحة 141 ›
دخلنا مكة و 1 نزلنا وغط 2 الناس خرجت من رحلي وأنا أريد عمر فلقيني في طريقي إليه 3 المغيرة بن شعبة فرافقني 4 ثم قال : أين تريد يا با موسى 5 فقلت : أريد أمير المؤمنين عمر فهل لك فيه ؟
- فقال : نعم ، مع المتعة بحديثك 6 فانطلقنا نريد رحل عمر فإنا لفي 7 طريقنا إذ ذكرنا فضل 8 عمرو قيامه بما هو فيه وحيطته 9 على الإسلام ونهوضه بما قبله من ذلك ثم خرجنا من ذلك إلى ذكر أبي بكر [ ثم قال 10 : ] فقلت للمغيرة : يا لك
‹ صفحة 142 ›
الخير 1 لقد كان أبو بكر مسددا " في عمر كأنه ينظر إلى قيامه [ من بعده 2 ] وجده واجتهاده وعناءه في الإسلام فقال المغيرة : لقد كان كذلك 3 وإن كان قوم كرهوا ولاية عمر ليزووها 4 عنه وما كان لهم في ذلك لو كان 5 [ من 6 ] حظ فقلت له : لا أبا لك ما ترى القوم الذين كرهوا ذلك من عمر أرادوا ؟
7 فقال لي المغيرة : لله أنت ! كأنك [ في غفلة 8 ] [ و ] لا تعرف هذا الحي من قريش وما قد خصوا به من الحسد فوالله أن 9 لو كان الحسد شيئا " يرى فيحسب أو 10 يدرك بحساب لكان لقريش تسعة أعشار الحسد 11 وللناس [ كلهم 12 ] عشر بينهم ، قال : فقلت له : مه يا مغيرة فإن قريشا قد بانت بفضلها على الناس فلم نزل في هذا الذكر 13 حتى انتهينا إلى رحل عمر فلم نجده فسألنا عنه فقيل : [ قد 14 ] خرج آنفا " يريد المسجد فمضينا جميعا " 15 نقفو أثره حتى دخلنا المسجد فإذا عمر يطوف بالبيت ، فطفنا معه ، فلما فرغ دخل بيني وبين المغيرة فتوكأ على المغيرة ثم قال 16 :
‹ صفحة 143 ›
من أين وإلى أين أنتما 1 ؟
- فقلنا : يا أمير المؤمنين خرجنا نريدك فأتينا 2 رحلك فقيل لنا : خرج يريد المسجد ، فاتبعناك ، فقال : اتبعكما الخير .
ثم إن المغيرة نظر إلي فتبسم ، فنظر 3 إليه عمر فأقبل عليه 4 فقال : مم تبسمت أيها العبد ؟
- فقال : من حديث كنت أنا وأبو موسى فيه آنفا " في طريقنا إليك فقال : وما ذاك 5 الحديث ؟
- فقصصنا عليه الخبر حتى بلغنا ذكر حسد قريش وذكر من أراد منهم 6 صرف أبي بكر عن ولاية 7 عمر فتنفس عمر الصعداء 8 ثم قال : ثكلتك أمك يا مغيرة وما تسعة أعشار الحسد ؟ !
إن 9 فيها لتسعة 10 أعشار الحسد كما ذكرت وتسعة أعشار العشر وفي الناس كلهم 11 عشر العشر وقريش شركاؤهم 12 في عشر العشر أيضا ثم مكث مليا 13 وهو يتهادى 14 بيننا ثم قال : أولا 15 أخبركما بأحسد ‹ صفحة 144 › قريش كلها ؟
- قلنا بلى يا أمير المؤمنين فقال : أو عليكما 1 ثيابكما ؟
- قلنا : نعم قال : فيكف بذلك وأنتما ملبسان 2 ثيابكما ، فقلنا له : يا أمير المؤمنين وما بال الثياب ؟
3 قال : خوف الإذاعة 4 من الثياب يا بن قيس قال: قلت له : أتخاف الإذاعة من الثياب ؟ !
فأنت والله من ملبسي 5 الثياب أخوف وما الثياب أردت ، فقال : هو ذاك فانطلق وانطلقنا معه حتى انتهينا إلى رحله فخلى 6 أيدينا من يديه 7 وقال : لا تريما 8 [ كونا قريبا " حيث أبتغيكما 9 ] فأخبركما 10 ثم دخل رحله فقلت للمغيرة : لا أبا لك لقد عثرنا 11 بكلامنا 12
‹ صفحة 145 >
[ معه 1 ] وما كنا فيه من 2 حديثنا على دفينة لعمر 3 وما أراه حبسنا إلا ليذاكرنا 4 إياها 5 فما ترى [ في ] ذلك ظن ظنك 6 قال : إنا لبذلك 7 إذ خرج آذنه إلينا فقال : ادخلا ، فدخلنا ، فإذا عمر مستلق 8 على برذعة 9 الرحل فلما دخلنا أنشأ يتمثل بشعر 10 كعب بن زهير 11 :

‹ صفحة 146 ›

لا تفش سرك إلا عند ذي ثقة *
أو ، لا 1 ، فأفضل 2 ما استودعت أسرارا
صدرا 3 رحيبا وقلبا واسعا " 4 قمنا " 4 *
أن لا تخاف متى 5 أودعت 6 إظهارا .

فلما سمعناه يتمثل بشعر علمنا أنه يحب 7 أن نضمن لهكتمان حديثه فقلت أنا له 8 : يا أمير المؤمنين أكرمنا وخصنا وفضلنا 9 فقال : بماذا يا أخا الأشعر 10 ؟
قلت : بإيداعنا
‹ صفحة 147 ›
سرك 1 وإشراكنا في همك فنعم المستسران 2 نحن لك فقال : إنكما لكذلك فاسألا عما بدا لكما ثم قام إلى الباب ليغلقه فإذا آذنه الذي أذن لنا عليه في الحجرة فقال له عمر : أمط 3 عنا لا أم لك ، فخرج وأغلق الباب خلفه .


 

رد مع اقتباس