ابو محمد الخزرجي / الكويت
تعقيب على الجواب (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول: كيف نوفق بين الروايات القائلة أن بنات الأنبياء لا يطمثن التي أوردتموها في جوابكم السابق, وبين الروايات القائلة أن مريم بنت عمران عليها السلام حاضت؟
قلت: لعل يتم النقض من خلال عدم التسليم بنبوة عمران, فقد يقول قائل لا يوجد دليل على أن عمران والد مريم عليها السلام نبي حتى تكون ضمن بنات الأنبياء الذين لا يطمثن.
ولكن لو تخلصنا بهذه الطريقة من دلالة بعض الروايات, إلا أننا لا يُمكننا التخلص من دلالة جميع الروايات خاصة أن بعضها ذكرت بصراحة أن مريم لا تحيض, ولم تتطرق إلى قضية بنوتها لعمران, وبالتالي يظل الإشكال قائما ً في كيفية التوفيق بين القول بعدم حيضها ببعض الروايات والقول بحيضها بالبعض الآخر.
بالنسبة للروايات القائلة بأن مريم تحيض منها:
الأول: ما رواه الصدوق رضي الله عنه قائلا : (( أبي رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن أحمد عن أبان بن عثمان عن اسماعيل الجعفي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام ان المغيرة يزعم ان الحائض تقضى الصلاة كما تقضى الصوم، فقال: ما له لا وفقه الله ان امرأة عمران قالت: إنى نذرت لك ما في بطني محررا والمحرر للمسجد لا يخرج منه ابدا، فلما وضعت مريم، قالت رب اني وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى، فلما وضعتها ادخلها المسجد، فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد اني كانت تجد اياما تقضيها وهي عليها أن تكون الدهر في المسجد )).
راجع علل الشرائع ج2 ص578.
الثاني: ما رواه العياشي رضي الله عنه في موردين :
1- قال: (عن اسمعيل الجعفى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال: والمحرر للمسجد اذا وضعته - او - دخل المسجد فلم يخرج - من المسجد)
أبدا فلما ولدت مريم " قالت رب انى وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " فساهم عليها النبيون فاصاب القرعة زكريا، وهو زوج اختها وكفلها وادخلها المسجد، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء، فكانت تصلى ويضيئ المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فاذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فقال: انى لك هذا قالت هو من عند الله " فهنالك دعا زكريا ربه قال انى خفت الموالى من ورائى " إلى ما ذكره الله من قصة زكريا ويحيى.].راجع تفسير العياشي ج1ص170.
2- قال: (عن حفص البخترى عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله " انى نذرت لك ما في بطنى محررا " المحرر يكون في الكنيسة ولا يخرج منها فلما وضعتها انثى " قالت رب انى وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى " ان الانثى تحيض فتخرج من المسجد والمحرر لا يخرج من المسجد.)
راجع نفس المصدر السابق.
اللهم صلِ على محمد وآل محمد...
|