تعليق على الجواب (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أقول: تقولون بعدم رواية علي بن أبي حمزة البطائني عن سعيد بن جبير رضوان الله عليه مع أن البطائني من أصحاب الصادق(ع) و علي بن أبي حمزة الثمالي من أصحابه أيضاً , فهم من نفس الطبقة , فعدم وجود رواية للبطائني عن سعيد لا ينفي كون علي بن أبي حمزة في هذه الرواية هو البطائني لاتحاد الطبقة بين البطائني الضعيف و الثمالي الثقة , فيبقى علي بن أبي حمزة هذا مردداً بينهما و لا أرى وجهاً لترجيح رواية الثمالي الثقة على البطائني , و المرجح الذي ذكرتموه بأن البطائني لم يروِ عن سعيد بن جبير مُرجح غير تام , حيث أن الثمالي أيضاً لم يروِ عن سعيد , و هما من نفس الطبقة .
فكيف يمكننا الإتيان بمرجح تام على أن المراد بعلي بن أبي حمزة هنا هو الثمالي ؟
أما بالنسبة للحسن بن علي بن أبي حمزة , فلو ثبت أنه الثمالي كيف يمكن تحصيل وثاقته أو حسن حاله على الأقل ؟
الجواب:
الأخ ابو محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان تكرر المراجعة بيننا حول هذه الرواية دعانا للبحث والتحقيق في رجالها وبالأخص الحسن بن علي بن أبي حمزة وأبيه بصورة أكثر دقة وما سنسرده هو خلاصة ما توصلنا اليه:
1- ذكر السيد جعفر مرتضى العاملي في كتاب (مأساة الزهراء) بعد إيراده للرواية: ان شيخ الإسلام العلامة المجلسي قال عند ايراده هذه الرواية: (روى الصدوق في الأمالي بإسناد معتبر عن ابن عباس...) وقد ذكر في الهامش مصدر هذا القول من كتاب (جلاء العيون للمجلسي ج4ص186).
ولم نجد أي إشارة لسبب حكم المجلسي بإعتبار هذه الرواية خاصة وأنه اعتبر أنّ الحسن بن علي بن أبي حمزة هو البطائني عندما أورد الرواية في كتابه الآخر البحار قال: أمالي الصدوق، الدقاق عن الأسدي، عن النخعي عن النوفلي عن ابن البطائني عن أبيه عن ابن جبير عن ابن عباس... الرواية (البحار43: 172).
ولكن عند مراجعتنا لترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني وأبيه في كتب الرجال وجدنا أن المجلسي الأول والد صاحب البحار قال في (روضة المتقين 14: 94) في الحسن: والظاهر ان الطعون باعتبار مذهبه الفاسد ولهذا روى عنه مشايخنا لثقته في النقل... الخ. (تنقيح المقال (طبعة آل البيت الجديدة) 2: 44 الهامش4).
وقال الحر العاملي في الأب (أي علي بن أبي حمزة) بعد أن نقل رواية هو في طريقها: وأكثر رواته ثقات وان كان منهم علي بن أبي حمزة وهو واقفي لكنه وثقه وبعضهم.
وقال المامقاني بعد أن نقل هذا الكلام: وحجة ذلك أموراً أشار اليه الفاضل المجلسي (ره) في (الوجيزة) بقوله علي بن أبي حمزة البطائني ضعيف وقيل موثق لأن الشيخ (ره) قال في (العدة) عملت الطائفة بأخباره ولقوله في الرجال له أصل ولقول ابن الغضائري في ابنه الحسن أبوه أوثق منه انتهى، وأيده المولى الوحيد في (التعليقة) برواية صفوان وابن أبي عمير وجعفر بن بشير والبزنطي عنه... الى آخر ما ذكره المامقاني من رده على وجوه توثيقه ثم جوابه على هذه الردود ثم خلص الى البناء على ضعفه وقبول أخباره وعدها من القوي وتقديم الصحيح عليها عند التعارض (تنقيح المقال ( الطبع الحجرية) 2: 262).
فلعل حكم المجلسي باعتبار هذه الرواية كان مورد هذه الأقوال ولكن يبقى مورد للاشكال آخر وهو أنا إذا سلمنا أن الحسن بن علي بن أبي حمزة هو البطائني وبالتالي فإن أبيه هو علي بن أبي حمزة البطائني ستكون الرواية عند ذلك مقطوعة لأن علي بن حمزة من أصحاب الصادق عليه السلام فمن بعده من الأئمة فلا يمكن أن يروي عن سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج سنة 95هـ نهاية إمامة السجاد عليه السلام فلو كان البطائني الأب يروي عن سعيد بن جبير لكان من أصحاب الباقر عليه السلام ولم ينصوا على ذلك وقد كان من أشهر من وقفوا على الإمام الكاظم عليه السلام في زمن إمامة الرضا عليه السلام.
2- مما مضى سابقا يتولد إحتمال من أن الحسن بن علي بن أبي حمزة وأبيه ليسا البطائنيين لأن الاولى اعتبار اتصال الرواية وعدم قطعها لو أمكن ذلك من جهة الرواة ولذا اتجهت أنظارنا الى أولاد أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار، ووجدنا:
أولاً: أن رب هذه العائلة كثير الرواية عن سعيد بن جبير فلا يبعد رواية أولاده عنه مباشرة أو بتوسط أبيهم.
وثانياً: ان علي بن أبي حمزة الثمالي من أصحاب الباقر عليه السلام كما ذكر السيد الخوئي في كتاب (الحج ج2ص178) حيث روى عنه كما في (مناقب ابن شهر آشوب ج4/ باب امامة الباقر عليه السلام) (معجم الرجال 12: 252).
وثالثاً: وجود روايات يظهر منها أن الحسن بن علي بن أبي حمزة وأبيه الوارد في الروايات ليسا واقفيين فقد روى الصدوق في (إكمال الدين 2: 345): عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران رضي الله عنه عن محمد بن عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ان سنن الأنبياء بما وقع بهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)، قال أبو بصير: فقلت: يابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ فقال: (يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء).
وروى الصدوق أيضا في (عيون أخبار الرضا ج2ص62): (حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن يحيى بن أبي القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر).
وأنت ترى أن من يروي مثل هذه الأحاديث لا يمكن أن يكون واقفيا، وهذا السند في (عيون أخبار الرضا عليه السلام) هو نفس سند رواية الصدوق في مظلومية الزهراء عليها السلام المعنية والسند في رواية (الإكمال) هو بعضه في الرواية المعنية. ولذا احتمل البعض أن الحسن بن علي بن أبي حمزة هذا ليس البطائني وإنما الثمالي (تنقيح المقال (الطبعة الحجرية) 2: 262).
ولكن في هذا إشكال من جهة عدم ثبوت ولد اسمه الحسن لعلي بن أبي حمزة الثمالي، ثم ان اطلاق اسم الحسن بن علي بن أبي حمزة في سند الروايات ينصرف الى البطائني مع أنه في رواية (عيون أخبار الرضا عليه السلام) يروي عن يحيى بن أبي القاسم وهو أبو بصير وقد كان علي بن أبي حمزة البطائني قائده. اضافة الى أن أباه في السند لو كان علي بن أبي حمزة الثمالي فالمعروف انه يروي عن الصادق مباشرة لأنه من أصحاب الباقر عليه السلام وقرين أبي بصير لا أن يروي بتوسط أبو بصير عن الصادق عليه السلام وان كان هذا الايراد ضعيفاً في حد نفسه لأنه لا يبعد أن يروي بواسطة كما يروي مباشرة عن الإمام.
وأخيراً هذا ما عندنا ونشكرك شكراً جزيلاً على المتابعة.
ودمتم برعاية الله
|