السؤال: قضيتها(عليها السلام) عقائدية لا تاريخية محضة
هناك من يعتقد ويقول بان بعض القضايا التاريخية يجب على الانسان المسلم الشيعي ان لا يقف عندها طويلا لانها ليست من الامور الهامة في الاسلام كقضية فاطمة الزهراء (عليها السلام) وما جرى عليها من المصائب فهي قضية حصلت منذ فترة من الزمن وانتهت وانه ليس من الضروري الخوض في تفاصيل تلك المسألة؟
فما هو ردكم على هذا القول؟ س: من المعلوم حقا بان العقائد لا تقليد فيها، اذ يجب على الفرد المسلم ان يبحث ويدقق في تلك العقائد حتى تطمئن نفسه، فسؤالي هو ما هي العقائد التي ترونها لا تقليد فيها، فهل المطروح حاليا في الساحة من الاشكالات والاجابة عليها من قبلكم والرد عليها منكم ومن غيركم تعتبر من تلك العقائد التي لا تقليد فيها (وهو ما يطرحه البعض من قضية الزهراء (عليها السلام) مثلا مما اثار حولها الشبهات بين العوام من الناس)
ادامكم الله للاسلام والمسلمين.
الجواب:
الاخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن ردّنا على هذا القول هو: إنّ أقلّ ما يفيدنا الوقوف عند هذه القضية هو كون الزهراء (عليها السلام) وأمير المؤمنين (عليه السلام) مظلومين وان القوم ظلموهما وظلموا أهل البيت (عليهم السلام)، وأقلّ ما يستفاد من هذه القضية والوقوف عليها كون أولئك القوم ظالمين، وقد قال الله تعالى : (( ولا ينال عهدي الظالمين )) (البقرة : 124)، وهذا أقلّ ما يستفاد من دراسة تلك القضية أنّ فلانا وفلانا لم يكونا لائقين لأن يجلسا مجلس النبي (صلى الله عليه وآله) ويقوما مقامه من بعده، وهذا أمر يرجع الى مسألة الإمامة التي هي عندنا من أصول الدين .
فالتحقيق عن قضية الزهراء (عليها السلام) في الحقيقة تحقيق عن مسألة عقائدية من صلب الايمان وليست قضية تاريخية محضة، ومن يقول بهذه المقولة التي ذكرتموها إن كان جاهلا فعلينا أن نعلّمه وننبّهه، وان كان يفهم ما يقول ففي قلبه مرض والشيعي حقّا لا يقول بمثل هذا الكلام .
وأما بالنسبة الى سؤالكم الثاني، نقول: إن قضية الزهراء (عليها السلام) ترجع الى أمر من صلب الدين وتتعلق بقضيّة مصيريّة للاسلام والمسلمين، وقد ذكرنا بأنّ أقلّ ما يستفاد من هذه القضية وتدل عليه هذه القضية أنّ خصوم الزهراء(عليها السلام) وأمير المؤمنين(عليه السلام) كانوا ظلمة، وظاهرهم لا يستحقّوا الامامة والنيابة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اذن دراسة قضية الزهراء (عليها السلام) تنتهي الى نفي إمامة وخلافة غير أمير المؤمنين(عليه السلام) من الذين تصدّوا الأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فهذه القضية إذن قضية ضروريّة، قضية عقائديّة وجديرة بالبحث والتحقيق فيها .
وأمّا القضايا العقائدية الأخرى المطروحة في الساحة الآن والتي تقع موقع البحث والرد والايراد فتلك على قسمين :
منها : ما هو من ضروريات الدين والمذهب، فهنا يجب الاعتقاد بها عن اجتهاد لا عن تقليد، والضروري هو ما يجب الاعتقاد به وان انكاره أو التشكيك فيه خروج عن الدين أو المذهب .
ومنها : ماليس من ضروريات الدين والمذهب وانكاره أو التشكيك فيه ليس بمخرج عن الدين أو المذهب.
وقول علمائنا: بأن أصول الدين والعقائد لا تقليد فيها ليس معنى ذلك أن يقول الانسان بما تهواه نفسه، بل المراد من عدم التقليد في أصول الدين والمسائل العقائدية هو أن يكون الانسان معتقدا بتلك العقيدة عن دليل وبرهان قطعي .
ودمتم سالمين
|