عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2010, 10:31 AM   #2
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



فمن المحمودين عنده (عليه السلام) أيوب بن نوح بن درّاج المذكور، فقد قال عمرو بن سعيد المدائني - الذي كان فطحّياً -: (كنت عند أبي الحسن العسكريّ بصريا إذ دخل أيوب بن نوح ووقف قدّامه، فأمره بشيء، ثم انصرف.

والتفت إليّ أبو الحسن (عليه السلام) فقال: يا عمرو، إن أحببت أن تنظر إلى رجلٍ من أهل الجنّة فانظر إلى هذا)(8).

ومنهم عليّ بن جعفر الهمدانيّ الذي كان فاضلاً مرضيّاً من وكلائه ووكلاء ابنه العسكريّ (عليهما السلام).

(وقد روى أحمد بن عليّ الرازي، عن عليّ بن مخلّد الإيادي، قائلاً:

حدّثني أبو جعفر القمّي، قال: حجّ أبو طاهر بن بلال، فنظر إلى عليّ بن جعفر وهو ينفق النفقات العظيمة؛ فلمّا انصرف كتب بذلك إلى أبي محمدٍ (عليه السلام).

فوقّع في رقعته: قد كنّا أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها فأبى قبولها إبقاءً علينا. ما للنّاس والدخول من أمرنا فيما لم ندخلهم فيه؟!!

قال: ودخل - أي عليّ بن جعفر - على أبي الحسن العسكريّ (عليه السلام)، فأمر له بثلاثين ألف دينار)(9).

فتصوّر هذه الثقة الوطيدة بعليّ بن جعفر رضوان الله عليه الذي كان من مشايخ الطالبيين وأفاضل فقهائهم!. وهو عمّ جدّ إمامنا الهادي (عليه السلام).

***

أما منازل هؤلاء الأصحاب المقرّبين منه، فكانت في غاية الإجلال والاحترام. فمن ذلك أنّه دخل أبو عمرو، عثمان بن سعيد، وأحمد بن إسحاق الأشعري، وعليّ بن جعفر الهمدانيّ على أبي الحسن العسكريّ - وهؤلاء من أجلّ أصحابه وأصحاب أبيه وابنه وحفيده (عليهم السلام جميعاً) - فشكا إليه أحمد بن إسحاق ديناً عليه.

فقال: يا أبا عمرو - وكان وكيله حينذاك -: ادفع إليه ثلاثين ألف دينار، وإلى عليّ بن جعفر ثلاثين ألف دينار، وخذ أنت ثلاثين ألف دينار.

فهذه عطايا لا يقدر عليها إلاّ الملوك، وما سمعنا بمثل هذا العطاء(10).

***

وقد حدّث أبو تراب، عبيد الله بن موسى الرويّاني، عن عبد العظيم، بن عبد الله الحسنيّ، قال: (دخلت على سيّدي عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد، بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، فلمّا بصر بي قال لي:

مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليّنا حقّاً.

فقلت: يا بن رسول الله، إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيّاً أثبت عليه حتى ألقى الله عزّ وجلّ.

فقال: هات يا أبا قاسم.

فقلت: إنّي أقول: إنّ الله تبارك واحد ليس كمثله شيء، خارج عن الحدّين: حدّ الإبطال، وحدّ التشبيه، وأنّه ليس بجسمٍ ولا صورةٍ، ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسّم الأجسام ومصوّر الصور، وخالق الأعراض والجواهر، وربّ كلّ شيءٍ ومالكه، وجاعله ومحدثه. وأنّ محمداً عبده ورسوله، خاتم النّبيّين فلا نبيّ بعده إلى يوم القيامة.

وأقول: إنّ الإمام والخليفة ووليّ الأمر من بعده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): ثم الحسن، ثم عليّ بن الحسين، ثم محمد بن عليّ، ثم جعفر بن محمدٍ، ثم موسى بن جعفر، ثم عليّ بن موسى، ثم محمد بن عليٍّ، ثم أنت يا مولاي.

فقال (عليه السلام): ومن بعدي الحسن ابني. فكيف للناس بالخلف من بعده؟!.

فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟

قال: لأنّه لا يرى شخصه، ولا يحلّ ذكره باسمه، حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

فقلت: أقررت، وأقول: إنّ وليّهم وليّ الله، وعدوّهم عدوّ الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله؛ وأقول: إنّ المعراج حقّ، والمساءلة في القبر حقّ، وأنّ الجنّة حقّ، والنّار حقّ، والصّراط حقّ، والميزان حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور؛ وأقول: إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فقال عليّ بن محمد (عليه السلام): يا أبا القاسم، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده. فأثبت عليه ثبّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة)(11).
ومن ثقاته: أحمد بن حمزة بن اليسع، وصالح بن محمد الهمداني، ومحمد بن جزك الجمّال، ويعقوب بن يزيد الكاتب، وأبو الحسين بن هلال، وإبراهيم بن إسحاق، وخيران الخادم، والنّضر بن محمد الهمداني.

وشاعراه: العوفيّ، والديلمي.

ومن مواليه المقرّبين: السيد الشريف، عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ الذي مرّ ذّكره وكان من أجل الأصحاب(12).


 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس