عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-21-2011, 11:19 AM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5454 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من أسرار تعدية الفعل في القرآنِ الكريم



من أسرار تعدية الفعل في القرآنِ الكريم

موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم

أولا- من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم عنوان كتاب لمؤلفه : الدكتور يوسف بن عبد الله الأنصاري ، الأستاذ المشارك بقسم البلاغة والنقد- كلية اللغة العربية- جامعة أمالقرى . والكتاب يحتوي على مقدمة وتمهيد ، وفصلين ، وخاتمة .
تحدثالمؤلف في المقدمة عن ( أهمية هذا الموضوع ) ، وذكر أنها تعود إلى أمرين :
أولهما :ارتباطه بفقه الدلالة .. وثانيهما : دقة مسلكه وغموضه وخفائه على بعض العلماء .
وتحدث في التمهيد عن ( مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة ) ، فذكر أن الفعل اللازمهو الفعل الذي يكتفي برفع الفاعل ، ولا ينصب مفعولاً به أو أكثر ؛ وإنما ينصبه بمعونةحرف جر ، أو غيره ، مما يؤدي إلى التعدية . وأن الفعل المتعدي هو الفعل الذي ينصب بنفسه مفعولاًبه ، أو اثنين ، أو ثلاثة من غير أن يحتاج إلى مساعدة حرف جر ، أو غيره ، مما يؤدي إلىتعدية الفعل اللازم .
وفي الفصل الأول تحدث المؤلف عن ( جهود العلماء فيدراسة تعدية الفعل ) ، وذكر أن من أوائل الإشارات التي تكشف عن أسرار تعدية الفعلبحروف الجر ما ذكره الإمام الخطابي في قوله :« وأما ( من ) و ( عن ) فإنهما يفترقان فيمواضع ؛ كقولك : أخذت منه مالاً ، وأخذت عنه علمًا . فإذا قلت : سمعت منه كلامًا ، أردتسماعه من فيه . وإذا قلت : سمعت عنه حديثًا ، كان ذلك عن بلاغ » .
ومن ذلك ما نقلهعن الراغب من قوله في الفرق بين تعدية الفعل ( راغ ) بـ( إلى ) و( على ) ؛ كما فيقوله تعالى :
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ (الذاريات:26)
﴿فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾(الصافات:91)
﴿ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ﴾ (الصافات:93)
واتكأ الدكتور يوسففي هذه الدراسة- كما قال- على الزمخشري ؛ لأن كثيرًا من أئمة التفسير كانوا عالةعليه ؛ ولأن كتابه ( الكشاف ) يضم بين دفتيه كثيرًا من الأسرار البلاغية لحروف الجر التيتتعدى بها الأفعال ..
ومن ذلك قوله في تعدية الفعل ( جرى ) بـ( إلى ) التي تدلعلى انتهاء الغاية ، وباللام التي تدل على معنى الاختصاص ؛ كقوله تعالى :
﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَوَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾(لقمان:29 )
﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيلأَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾(الرعد:2)
ومما نقله عنالرازي قوله في الفرق بين تعدية الفعل ( تاب ) بـ( على ) ، و ( إلى ) ؛ كما في قولهتعالى :
﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ﴾(البقرة:37)
﴿ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾(الأعراف:143)
ومما نقله عن أبيحيان قوله في الفرق بين تعدية الفعل ( أنزل ) بـ( على ) ، و( إلى ) ؛ كما في قولهتعالى :
﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾(العنكبوت:51)
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾(النساء:105)
ومما نقله عن الألوسي قوله في الفرق بين تعدية الفعل ( سارع ) بـ(في ) ، و( إلى ) ؛ كما في قوله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَالَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ﴾(المائدة:41)
﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾(آل عمران:133(
وفي الفصل الثاني من الكتاب تحدث الدكتور الأنصاري عن ( أسرار تعديةالفعل في القرآن الكريم ) ، وذكر من الأفعال دخل ) ، و( خرج ) ، و( جاء ) ، و( أتى ) ، و( وذهب) . وفي الحقيقة أن هذا الفصل ما هو إلا تكرار للفصل الأول من حيث المضمون ، لا يكاد يختلف عنه إلا في التسمية ، وفي تخلف ما جاء به من أقوال عن الأقوال التي نقلها عن العلماء في الفصل الأول .
ثانيًا- وتعليقًا على بعض ما جاء في هذا الكتاب أقول ، والله المستعان :
1- ماذكره فضيلته في التمهيد عن مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة هو المشهور في كتب النحو ، وهو الذي يردده علماء النحو وطلابه إلى اليوم . وممَّاينبغي معرفته ، والتنبيه إليه هنا ، هو أن مصطلح الفعل اللازم ) يطلق علىنوعين من الأفعال ، خلافًا للقول السابق :
النوع الأول : أن يكون من الأفعال التيلا تطلب مفعولاً به ألبتة . وذكر ابن هشام له علامات :
العلامة الأولى : أن يدل على حدوثذات ؛ كقولك : حدث أمرٌ ، وعرض سفرٌ .. قال ابن هشام :« فإنقلت : فإنك تقول : حدث لي أمر ، وعرض لي سفر . فعندي أن هذا الظرف- يعني : الجارُّ والمجرور- صفة المرفوع المتأخرتقدم عليه ، فصار حالاً ، فتعلقه أولاً وآخرًا بمحذوف ، وهو الكون المطلق . أو متعلقبالفعل المذكور على أنه مفعول لأجله ، والكلام في المفعول به » .
والعلامة الثانية : أن يدل على حدوث صفة حسية ؛نحو قولك : طال الليل ، وقصر النهار ، وخلق الثوب ، ونظف ، وطهر ، ونجس .
والعلامةالثالثة : أن يكون على وزن : فعُل ، بضم العين ؛ كظُرف المرءُ ، وشرُف .
والعلامة الرابعة : أن يكون على وزن : انْفَعَلَ ؛ نحو قولك : انكسر الزجاج ، وانصرفالقوم .
والعلامة الخامسة : أن يدل على عَرَضٍ ؛ كمرض زيدٌ ، وفرح ، وأشر ، وبطر .
والعلامة السادسة والسابعة : أن يكون على وزن : فعَل ، بفتح العين . أو: فعِل .بكسر العين ، اللذين وصفُهما على : فعيل ؛ كذَلَّ فلانٌ فهو ذليل ، وسمِن فهو سمينٌ .
قال ابن هشام :« ويدل على أن ذلَّ فعَل ، بالفتح ، قولهم : يذِلُّ ، بالكسر . وقلت فينحو : ذلَّ ، احترازًا من نحو : بخل ؛ فإنه يتعدى بالجار ، تقول : بخل بكذا » .
وقالأيضًا :« فإن قلت: وكذلك تقول: ذل بالضرب، وسمن بكذا. قلت: المجروران مفعول لأجله،لا مفعول به » .
النوع الثاني : أن يكون من الأفعال التي استغني عن مفعولها ،لقصد العموم . وهذا النوع من الأفعال هو الذي يعبر عنه علماء النحو بـ« أنه نُزِّلمنزلة الفعل اللازم » ؛ كالفعل : أبصر يبصر ، في قوله تعالى :﴿ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ﴾(البقرة:17) ، والفعل : شاء ، في نحوقوله تعالى :﴿ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ﴾(البقرة:20(.
فقوله تعالى :﴿ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ هو فعل متعد في الأصل ؛ ولكن حذفمفعوله لقصد عموم نفي المبصرات ، فتنزل الفعل منزلة اللازم ، ولا يقدَّر له مفعول ؛كأنه قيل : لا إحساس بصر لهم .
وإلى هذا أشار الزمخشري بقوله :« والمفعول الساقطمن ﴿ لاَّ يُبْصِرُونَ ﴾ من قبيل المتروك المُطرَح الذي لا يلتفت إلى إخطارهبالبال ، لا من قبيل المقدر المنوي ؛ كأنَّ الفعل غير متعدٍّ أصلاً » .
وكذلك فعلالمشيئة ، في نحو قوله تعالى :﴿ لو شَاءَ اللهُ لذَهَبَ بسَمْعِهِمْ ﴾(البقرة:20( ، فهذا فعلمُنزَّل منزلة اللازم ، ولا يجوز أن يُصَرَّح بمفعوله ، إلا في الشيء المستغرب ؛ كما فيقول الخُرَيْمي :
فلو شئت أن أبكي دمًا لبكيته ** غليك ولكن ساحة الصبرأوسع
فهنا لا يجوز حذف المفعول ؛ لأنه لو حذف ، وقيل :
فلو شئت أن أبكي لبكيت دمًا
فإنه يحتمل تعليق المشيئة ببكاء الدمع، على مجرى العادة، وأن ما ذكره من بكاءالدم واقع بدله من غير قصد إليه ؛ وكأنه قال :
لو شئت أن أبكي دمعًا ، لبكيت دمًا
فهذا المعنى محتمل ، وإن كان تقييد البكاء في الجواب بالدم ، يدل دلالة ظاهرةعلى أنه المراد . فإذا ذكر المفعول ، زال هذا الاحتمال ، وصار الكلام نصًّا في المعنى الأول .
وأما مصطلح الفعل المتعدي ) فيطلق على كل فعل ، ذكر مفعوله في الجملةسواء وقع عليه الفعل مباشرة ، أو وقع عليه بوساطة أداة الجر ؛ وهو أنواع ، سأكتفي بذكر ثلاثة منها :
النوع الأول : هو الذي يتعدى إلى واحد بنفسه تارة ، وبالجار تارةأخرى ؛ كشكر ، ونصح ، وقصد . تقول : شكرته وشكرت له ، ونصحته ونصحت له ، وقصدته وقصدت له ،وقصدت إليه . قال تعالى :
﴿ وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُتَعْبُدُونَ ﴾(النحل:114)
﴿ وََاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُتَعْبُدُونَ ﴾ (البقرة:172)
النوع الثاني : هو الذي يتعدى إلى مفعول واحد دائمًابالجار ؛ كقولك :
غضبت من زيد ، ومررت به ، أو عليه .
النوع الثالث : هو الذي يتعدىإلى مفعولين: الأول بنفسه ، والثاني بأداة الجر؛ كقوله تعالى:
﴿ قَالَ يَا آدَمُأَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾(البقرة:33)
﴿ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِنكُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾(الأنعام:143)
﴿ وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ﴾(الحجر:51)
وقد يحذف الحرف ، ويبقى المفعول الثاني . وقد يحذف كليهما ؛ لتقدمذكرهما ؛ كما في قوله تعالى : ﴿ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَهَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾(التحريم:3(
2-وواضح مماتقدم أنه لا يصح أن يطلق مصطلح المتعدي بالحرف ) على الفعل إلا إذا كان المتعدَّىإليه بهذا الحرف مفعولاًً به في الأصل ؛ كقولك : سهوت عن الصلاة ، وفي الصلاة . وقولك : رغبت في الشيء ، وعن الشيء . وقولك : دخلت في البيت ، وإلى البيت . وهذا ظاهر في كلالأمثلة السابقة ، والأمثلة التي نقلها الدكتور الأنصاري عن العلماء في الفصل الأولمن كتابه .
وإلى هذا نبَّه ابن هشام في قوله الذي تقدم ذكره :« فإن قلت:فإنك تقول : حدث لي أمر ، وعرض لي سفر ، فعندي أن هذا الظرف صفة المرفوع المتأخر تقدمعليه ، فصار حالاً ؛ فتعلقه أولاً وآخرًا بمحذوف ، وهو الكون المطلق . أو متعلق بالفعلالمذكور على أنه مفعول لأجله ، والكلام في المفعول به » .وقوله أيضًا :« فإن قلت :وكذلك تقول : ذلَّ بالضرب ، وسمِن بكذا . قلت : المجروران مفعول لأجله ، لا مفعول به » .
والملاحظ أن الدكتور الأنصاري في حديثه عن الفعل المتعدي بالحرف أنه خلط بينالمفعول به ، والمفعول فيه ، والمفعول لأجله ، دون تمييز ، فجعل كل فعل ذكر بعده أحد هذهالمفعولات ، أو غيرها مجرورًا بالحرف ، متعديًا بحرف الجر . ولم يكتف بذلك ؛ بل جعلالظرف ( مع ) بمنزلة حرف الجر . وقد كان الكوفيون يخلطون بين الظروف ، وحروف الجر ؛ فهيكلها عندهم حروف جر .
3- وسأكتفي في بيان ذلك بالحديث عن فعلين ذكرهما الدكتورالأنصاري في الفصل الثاني من كتابه ؛ وهما : الفعل : دخل ، والفعل : خرج .



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس