الموضوع
:
الفرق بين العمل والفعل والصنع
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-19-2011, 06:21 AM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
11
تاريخ التسجيل :
May 2010
فترة الأقامة :
5454 يوم
أخر زيارة :
11-30-2012 (04:20 PM)
المشاركات :
735 [
+
]
التقييم :
10
بيانات اضافيه [
+
]
الفرق بين العمل والفعل والصنع
الفرق بين العمل والفعل والصنع
موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم
أولاً-
العمل هو عبارة عن إيجاد الأثر في الشيء ببطء مع امتداد زمان ، ولا يقال إلا لما كان من الحيوان دون ما كان من الجماد ، ولما كان بقصد وعلم دون ما لم يكن عن قصد وعلم . يقال : فلان يعمل الطين خزفًا ، ويعمل الأديم سقاء . ولا يقال : يفعل ذلك ؛ لأن فعل ذلك الشيء هو إيجاده من غير بطء ، على ما ذكرنا .
ثانيًا-
أما الفعل فهو لفظ عام ، وهو عبارة عن إيجاد الأثر في الشيء من غير بُطْءٍ ؛ سواء كان عن سبب أو غير سبب ، ويقال لما كان بإجَادَةٍ وبدونها ، ولما كان بعلم أو غير علم ، وبقصد أو غير قصد ، ولما كان من الإنسان ، والحيوان ، والجماد .
قال تعالى :
﴿
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً
﴾
(سبأ: 13)
، فعبَّر عن ذلك بفعل
( العمل )
؛ لأن إيجاد المحاريب والتماثيل والجفان لا يكون إلا بامتداد زمان ؛ وكذلك عمل الشكر . وقال تعالى :
﴿
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً ﴾
(يس:71)
، فعبر عن ذلك بفعل
( العمل )
؛ لأن خلق الأنعام لا يكون إلا بامتداد زمان .
ولما كان الفعل بخلاف العمل قال تعالى :
﴿
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
﴾
(الفيل:1)
،
﴿
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
﴾
(الفجر:6)
،
﴿
وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ
﴾
(إبراهيم:45)
، فعبَّر عن ذلك كله بلفظ
( الفعل )
؛ لأنها إهلاكات وقعت من غير بطء ؛ وكذلك قوله تعالى في وصف الملائكة :
﴿
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
﴾
(النحل:50)
. أي : يفعلونه في طرفة عين .
وتأمل بعد ذلك قوله تعالى :
﴿
وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
﴾
(البقرة:25)
، وقوله :
﴿
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
﴾
(الحج:77)
، كيف عبَّر في الأول بفعل
( عملوا )
، حيث كان المقصود المثابرة على عمل الصالحات ، لا الإتيان بها مرة واحدة ، أو بسرعة ، وكيف عبَّر في الثاني بفعل
( وافعلوا )
، حيث كان المقصود سرعة الإتيان بالخير ؛ وكأنه قيل : سارعوا في فعل الخير ؛ كما قال سبحانه :
﴿
فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ
﴾
(البقرة:148)
. وقال تعالى :
﴿
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ
﴾
(المؤمنون:4)
، فأخبر عنهم بقوله
فاعلون
) ؛ لأن المراد : أنهم يأتون بها على وجه السرعة ، من غير توان أو بطء .
ثالثًا-
وأما الصنع فإنه من الإنسان دون سائر الحيوانات ، ولا يقال إلا لما كان بإجادة ؛ ولهذا يقال للحاذق المجيد والحاذقة المجيدة : صَنَعٌ ، وصَنَاعٌ . قال تعالى :
﴿
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ
﴾
(النمل:88)
. وقال :
﴿
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا
﴾
(
هود:37)
. وقال :
﴿
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا
﴾
(طه:69)
، فعبَّر عن ذلك كله بفعل
( الصنع )
؛ لأن ذلك يتطلب الإجادة والإتقان .
وقيل : الصنع يكون بلا فكر لشرف فاعله ، والفعل قد يكون بلا فكر لنقص فاعله . والعمل لا يكون إلا بفكر لتوسط فاعله . فالصنع أخص المعاني الثلاثة ، والفعل أعمها ، والعمل أوسطها . فثبت أن كل صنع عمل ، وليس كل عمل صنعًا. وأن كل عمل فعل ، وليس كل فعل عملاً . وفارسية هذه الألفاظ تنبئ عن الفرق بينها ؛ فإنه يقال بالفارسيَّة للفعل :
( كَار )
، ويقال للعمل :
( كَرْدَار )
، وبقال للصنع :
( كِيش )
.. فتأمل !
بقلم : محمد إسماعيل عتوك
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
زيارات الملف الشخصي :
306
إحصائية مشاركات »
السيد عباس ابو الحسن
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.13 يوميا
السيد عباس ابو الحسن
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى السيد عباس ابو الحسن
زيارة موقع السيد عباس ابو الحسن المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها السيد عباس ابو الحسن