10-18-2011, 06:00 PM
|
|
|
المشرف العام
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 11 |
تاريخ التسجيل : May 2010 |
فترة الأقامة : 5454 يوم |
أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM) |
المشاركات :
735 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
سر رفع السموات بغير عمد ترونها
سر رفع السموات بغير عمد ترونها
أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم
قال الله عز وجل :﴿ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ (يوسف:105) . ومن أعظم هذه الآيات التي تدل على عظمة الله وجلاله وأن ما أنزله من الوحي هو الحق، رفع السموات بعَمَد غير مرئية ؛ وذلك قوله تعالى:﴿ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾(الرعد:2).
والعَمَد هي الدعائم ؛ وهو اسم جمع عند الأكثرين ، ويدل على الكثرة . والمفرد : عِماد . أو : عَمود . وقرأ أبو حيوة ويحيى بن وثاب :( عُمُدٍ ) ، بضمتين ، جمع : عِماد ؛ كشهاب وشهب . أو : جمع : عَمود ، كرسول ورسل . ويجمعان في القلة على : أعمدة .. واختلف المفسرون في تأويل قوله تعالى :﴿ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ على قولين :
أحدهما : أنها مرفوعة بغير عمد مرئية . قاله قتادة ، ومجاهد ، وإياس بن معاوية ، وغيرهم . قالوا : وذلك دليل على وجود الصانع الحكيم ، تعالى شأنه .
والثاني : أنها مرفوعة بعمد ؛ ولكنها لا تُرَى . قال ابن عباس رضي الله عنهما :« يقول : ترونها بغير عمد . ويقال : بعمد لا ترونها » .
وجمهور المفسرين على أن السموات لا عمد لها ألبتة . ولو كان لها عمد ، لاحتاجت تلك العمد إلى عمد ، ويتسلسل الأمر . قالوا : فالظاهر أنها ممسكة بالقدرة الإلهية ، بدليل قوله تعالى :﴿ وََيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾(الحج:65) ، ونحو هذا من الآيات .
وقد انبنى على هذا الخلاف بينهم خلاف آخر في موضع جملة ( تَرَوْنَهَا ) من الإعراب ، فذكروا فيها ثلاثة أقوال :
الأول : أنها استئنافية ، جيء بها للاستشهاد على كون السموات مرفوعة بغير عمد ؛ كأنه قيل : ما الدليل على ذلك ؟ فقيل : رؤيتكم لها بغير عمد . قالوا : فهو كقولك : أنا بلا سيف ، ولا رمح تراني . فالضمير في قوله تعالى :﴿ تَرَوْنَهَا ﴾للعمد .
والثاني : أنها حالية من السموات . أي : رفعها مرئيَّةً لكم بغير عمد . فالضمير في قوله تعالى : ﴿ تَرَوْنَهَا ﴾ للسموات .
والثالث : أنها صفة للعمد . أي : بغير عمد مرئية . فالضمير للعمد ، واستدل لذلك بقراءة أبي بن كعب :﴿ تَرَوْنَهُ ﴾ ، بعوْد الضمير مذكرًا على لفظ : عمد .
فعلى تقدير الاستئنافية والحالية تكون السموات مرفوعة بغير عمد . وأما على تقدير الوصفية فيحتمل توجُّه النفي إلى الصفة والموصوف ، فيكون حكم السموات كحكمها في التقدير الأول والثاني ؛ لأنها لو كان لها عمد ، لكانت مرئية . ويحتمل توجه النفي إلى الصفة دون الموصوف ، فيفيد أن للسموات عَمَدًا ؛ ولكنها غير مرئية ، وهذا القول هو الصواب ، وبيانه :
أولاً- أن نفي الذات الموصوفة بأداة من أدوات النفيقد يكون نفيًا للصفة دون الذات، وقد يكون نفيًا للذات والصفة معًا ، فمن الأول قوله تعالى:﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾ (الأنبياء:8). أي: بل هم جسد يأكلونه . فالنفي هنا هو للصفة دون الذات . ومن الثاني قوله تعالى :﴿ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ﴾(البقرة:273). أي: لا سؤال لهم أصلاً ، فلا يحصل منهم إلحاف ؛ وهو نفي للذات والصفة معًا . ويسمَّى هذا النوع عند أهل البديع :« نَفْيُ الشيء بإيجابه » ، وعبارة ابن رشيق في تفسيره :« أن يكون الكلام ظاهره إيجاب الشيء، وباطنه نفيه ، بأن ينفَى ما هو من سببه ، كوصفه، وهو المنفي في الباطن ». وقال غيره :« أن ينفى الشيءُ مقيدًا ، والمراد نفيه مطلقًا ، مبالغة في النفي وتأكيدًا له » .
ثانيًا- لفظ ( غَيْر ) موضوع- في الأصل- للمغايرة ، وهو مستلزم للنفي ، ومعناه عند الجمهور كمعنى ( لَا ) النافية ؛ إلا أن بينهما فرقًا من وجهين :
أحدهما : أن ( غَيْر ) اسم ، و( لَا ) أداة .
والثاني : أن ( غَيْر ) معناها : المغايرة بين الشيئين ، و( لَا ) معناها : النفي المجرد .
ويتضح لك هذا الفرق بينهما أنك إذا قلت :« أخذت فلانًا بذنبٍ » ، فقولك : ( ذنب ) هو الذي أخذته به ، وإذا قلت :« أخذته بلا ذنب » ، فقولك : ( لا ذنب ) هو الذي أخذته به ، وهو بمنزلة ( ذنب ) في الإثبات .
فإذا قلت :« أخذته بغير ذنب » ، فـ( غَيْر ) هو الذي أخذته به ، و( ذَنْب ) لم تأخذه به ؛ لأنلفظ ( غَيْر ) مسلوب منه ما أضيف إليه ، وما أضيف إليه هنا هو ( ذَنْبٌ ) ، فهو المسلوب منه .
ومثل ذلك قوله تعالى :﴿ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(آل عمران:112) ، فـ( غَيْر ) هو الذي قتلوا به . وأما ( حَق ) فلم يقتلوا به ؛ وإنما أضيف لفظ( غَيْر ) إليه ؛ لأنه اسم مبهم ، لا يفهم معناه إلا بالإضافة . ولما كان مدلول ( غَيْر ) المغايرة ، كان معنى ( بِغَيْرِ حَقٍّ ) : بباطل .
ثالثًا- النفي بـ( غَيْرٍ ) يرد في اللغة على أوجه ؛ منها:
أن يكون متناولاً للذات ، إذا كان غير موصوف ، كقوله تعالى :﴿ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(آل عمران:112) ، وقوله :﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(الحج:40) . فإذا كانت الذات موصوفة ، كان النفي بـ( غَيْر ) واقعًا على الصفة دون الذات ، كما في قوله تعالى :﴿ رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾ (الرعد:2) ؛ فالمنفي بـ( غَيْر ) هنا هو الرؤية ، لا العمد . وعليه تكون السموات مرفوعة بعمد لا تُرَى .. فتأمل ذلك ، فإنه من الأسرار الدقيقة في البيان القرآني المعجز !!!
رابعًا- العمد غير المرئية في العلوم الكونية :
تشير الدراسات الكونية إلى وجود قوى مستترة , في اللبنات الأولية للمادة ، وفي كل من الذرات والجزيئات ، وفي كافة أجرام السماء , تحكم بناء الكون ، وتمسك بأطرافه إلى أن يشاء الله تعالى ، فيدمره ، ويعيد خلق غيره من جديد .
ومن القوى التي تعرف عليها العلماء في كل من الأرض والسماء أربع صور , يعتقد بأنها أوجه متعددة لقوة عظمى واحدة ، تسري في مختلف جنبات الكون ؛ لتربطه برباط وثيق ، وإلا لانفرط عقده ، وهذه القوى هي :
1- القوة النووية الشديدة . 2- القوة النووية الضعيفة . 3- القوة الكهربائية المغناطيسية ( الكهرومغناطيسية ) . 4- قوة الجاذبية .
هذه القوى الأربع هي الدعائم الخفية التي يقوم عليها بناء السموات والأرض , وقد أدركها العلماء من خلال آثارها الظاهرة والخفية في كل أشياء الكون المدركة . وتعتبر قوة الجاذبية على المدى القصير أضعف القوى المعروفة لنا , وتساوي : (10- 39 ) من القوة النووية الشديدة ؛ ولكن على المدى الطويل تصبح القوة العظمى في الكون , نظرًا لطبيعتها التراكمية ، فتمسك بكافة أجرام السماء وبمختلف تجمعاتها . ولولا هذا الرباط الحاكم الذي أودعه الله تعالى في الأرض وفي أجرام السماء ، ما كانت الأرض ، ولا كانت السماء . ولو زال هذا الرباط ، لانفرط عقد الكون وانهارت مكوناته .
ولا يزال أهل العلم يبحثون عن موجات الجاذبية المنتشرة في أرجاء الكون كله , منطلقة بسرعة الضوء دون أن ترى . ويفترض وجود هذه القوة على هيئة جسيمات خاصة في داخل الذرة لم تكتشف بعد ، يطلق عليها اسم الجسيم الجاذب ، أو ( الجرافيتون ( Graviton .
منذ العقدين الأولين من القرن العشرين تنادى العلماء بوجود موجات للجاذبية من الإشعاع التجاذبي ، تسري في كافة أجزاء الكون ؛ وذلك على أساس أنه بتحرك جسيمات مشحونة بالكهرباء ، مثل الإليكترونات والبروتونات الموجودة في ذرات العناصر والمركبات ، فإن هذه الجسيمات تكون مصحوبة في حركتها بإشعاعات من الموجات الكهرومغناطيسية .
وقياسًا على ذلك فإن الجسيمات غير المشحونة ( مثل النيوترونات ) تكون مصحوبة في حركتها بموجات الجاذبية , ويعكف علماء الفيزياء اليوم على محاولة قياس تلك الأمواج , والبحث عن حاملها من جسيمات أولية في بناء المادة ، يحتمل وجوده في داخل ذرات العناصر والمركبات , واقترحوا له اسم : الجاذب . أو : الجرافيتون . وتوقعوا أنه يتحرك بسرعة الضوء , وانطلاقا من ذلك تصوروا أن موجات الجاذبية تسبح في الكون ؛ لتربط كافة أجزائه برباط وثيق من نواة الذرة إلى المجرة العظمى وتجمعاتها إلى كل الكون , وأن هذه الموجات التجاذبية هي من السنن الأولى التي أودعها الله تعالى مادة الكون وكل المكان والزمان!!
وهنا تجب التفرقة بين قوة الجاذبية ( TheGravitationalForce )، وموجات الجاذبية TheGravitationalWaves ) ( ، فبينما الأولى تمثل قوة الجذب للمادة الداخلة في تركيب جسم ما ، حين تتبادل الجذب مع جسم آخر , فإن الثانية هي أثر لقوة الجاذبية . وقد أشارت نظرية النسبية العامة إلى موجات الجاذبية الكونية على أنها رابط بين المكان والزمان على هيئة موجات ، تؤثر في حقول الجاذبية في الكون ، كما تؤثر على الأجرام السماوية التي تقابلها . وقد بذلت محاولات كثيرة لاستكشاف موجات الجاذبية القادمة إلينا من خارج مجموعتنا الشمسية ؛ ولكنها لم تكلل بعد بالنجاح .
والجاذبية وموجاتها التي قامت بها السماوات والأرض منذ بدء خلقهما , ستكون سببًا في هدم هذا البناء عندما يأذن الله تعالى بتوقف عملية توسع الكون ، فتبدأ الجاذبية وموجاتها في العمل علي انكماش الكون ، وإعادة جمع كافة مكوناته على هيئة جرم واحد، شبيه بالجرم الابتدائي الذي بدأ به خلق الكون . وسبحان القائل :﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ (الأنبياء:104) .
خامسًا- نظرية الخيوط العظمى وتماسك الكون :
في محاولة لجمع القوى الأربع المعروفة في الكون ( القوة النووية الشديدة والقوى النووية الضعيفة , والقوة الكهرومغناطيسية , وقوة الجاذبية ) في صورة واحدة للقوة اقترح علماء الفيزياء ما يعرف باسم نظرية الخيوط العظمى (TheTheoryOfSuperstrings)، والتي تفترض أن الوحدات البانية للبنات الأولية للمادة من مثل : ( الكواركات ، والفوتونات , والإليكترونات ، وغيرها ) ، تتكون من خيوط طولية في حدود (10- 35 ) من المتر تلتف حول ذواتها ، على هيئة الزنبرك المتناهي في ضآلة الحجم , فتبدو كما لو كانت نقاطًا ، أو جسيمات , وهي ليست كذلك .
وتفيد النظرية في التغلب على الصعوبات التي تواجهها الدراسات النظرية في التعامل مع مثل تلك الأبعاد شديدة التضاؤل ، حيث تتضح الحاجة إلى فيزياء كمية غير موجودة حاليًا , ويمكن تمثيل حركة الجسيمات في هذه الحالة بموجات تتحرك بطول الخيط . كذلك يمكن تمثيل انشطار تلك الجسيمات واندماجها مع بعضها البعض بانقسام تلك الخيوط والتحامها .
وتقترح النظرية وجود مادة خفية (ShadowMatter)يمكنها أن تتعامل مع المادة العادية عبر الجاذبية ؛ لتجعل من كل شيء في الكون ( من نواة الذرة إلى المجرة العظمى ، وتجمعاتها المختلفة إلي كل السماء ) بناء شديد الإحكام , قويّ الترابط . وقد تكون هذه المادة الخفية هي ما يسمَّى باسم المادة الداكنة (DarkMatter)، والتي يمكن أن تعوض الكتل الناقصة في حسابات الجزء المدرك من الكون , وقد تكون من القوى الرابطة له .
وتفسر النظرية جميع العلاقات المعروفة بين اللبنات الأولية للمادة , وبين كافة القوى المعروفة في الجزء المدرك من الكون . وتفترض النظرية أن اللبنات الأولية للمادة ما هي إلا طرق مختلفة لتذبذب تلك الخيوط العظمى في كون ذي أحد عشر بعدًا ، ومن ثم ، إذا كانت النظرية النسبية قد تحدثت عن كون منحن , منحنية فيه الأبعاد المكانية الثلاثة ( الطول , العرض , والارتفاع ) في بعد رابع هو الزمن , فإن نظرية الخيوط العظمى تتعامل مع كون ذي أحد عشر بعدًا ، منها سبعة أبعاد مطوية على هيئة لفائف الخيوط العظمى التي لم يتمكن العلماء بعد من إدراكها .
وسبحان القائل :﴿ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ (الرعد:2) ، والله قد أنزل هذه الحقيقة الكونية على خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه [وآله]وسلم من قبل أربعة عشر قرنًا , ولا يمكن لعاقل أن ينسبها إلى مصدر غير الله الخالق .
بقلم : محمد إسماعيل عتوك
الفقرتان : الرابعة والخامسة من هذا المقال منقولتان بتصرف من مقال للدكتور زغلول النجار .
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
آخر تعديل السيد عباس ابو الحسن يوم
10-18-2011 في 10:33 PM.
|