عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 04:57 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ} " ما معنى الروح ؟ يتبادر إلى الذهن إلى أن الروح هي جبرائيل لأن القرآن قال:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} " ، في الرواية المعتبرة لأبي بصير عن الإمام الصادق (ع) قال له " أليس الروح جبرائيل ،قال إن جبرائيل من الملائكة والروح أعظم شأن من الملائكة ، وقد قال تعالى:{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ} يعني أن الروح غير الملائكة " ، جبرائيل من الملائكة ، إذاً ما هي معنى الروح ؟ نلاحظ آيات تتحدث عن الروح مثل قوله تعالى:{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} وقوله تعالى:{تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} " يعني خمسين ألف سنة ضوئية ، وقال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}وقال تعالى:{فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} وقال تعالى:{وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} وقال تعالى:{وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} ، آيات كثيرة تتكلم عن الروح.

فما هي الروح ؟ الروح مبدأ الحياة ، نلاحظ الآية المباركة{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}يعني الروح من قسم الأمر ، ما هو الأمر ؟ القرآن يفسر بعضه بعضا ، الأمر تفسره آية أخرى قال تعالى:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}أمره هو كلمة الحياة ، فبما أن الروح من أمر الله إذاً الروح هي مبدأ الحياة ، أمره كلمة الإيجاد ، وبما أن الروح مبدأ الحياة هناك مخلوق أعظم شأن من الملائكة جعله الله واسطة لإفاضة الحياة يسمى الروح ، فالملائكة تدبر الحياة لكنها تأتي من الروح{فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا}لما أراد الله أن يفيض الحياة في بطن مريم ويحول خلية من خلايا جسم مريم بدون لقاء ذكر إلى إنسان زكي لما أراد الله إفاضة الحياة في بطنها جاء هذا المخلوق الأعظم وكان واسطة في إفاضة الحياة على تلك الخلية .

وهذا المخلوق له شؤون عديدة ومنها تأييد الأنبياء{وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}ومن شؤونه تأييد المؤمنين قال تعالى:{ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} ، ومن شؤونه أن يستعين به جبرائيل في إفاضة القرآن الكريم على قلب النبي محمد (ص) قال تعالى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} ، إذاً {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِرَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}يعني جميع الأمور .

الأمر الرابع:
الملائكة ,الملائكة وسائط في التدبير قال تعالى:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}وسائط في تدبير المطر والرياح والأرزاق والآجال ، جاعل الملائكة رسلاً بينه وبين البشر وكل ملك حسب وظيفته قال تعالى:{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} الملك له مقام معين ، وهناك بعض الملائكة رئيس وتحته ملائكة يمتثلون لأمره كما قال في حق جبرائيل.

قال تعالى:{مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}مطاع: يعني جنبه ملائكة تطيعه وتمتثل لأوامره ، وهناك ملائكة المسمون بالروحانيين هؤلاء مقيمون عند العرش قال تعالى:{وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ(20) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} " الملائكة المحيطة بالعرش هم الملائكة الروحانيون ، وقد ورد في الرواية لما قُتل الحسين (ع) نزل أربعة آلاف من الملائكة الروحانيين المحيطين بالعرش فهم شعثٌ ربغٌ عند قبره إلى أن تقوم الساعة يستغفرون لمن يزوره ، محاط بالملائكة الروحانيين ، إذاً الملائكة على أقسام على ألوان وأصناف هؤلاء الملائكة ينزلون ليلة القدر{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِرَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}ورد عن النبي محمد (ص) " إن أخي لجبرائيل لينزل ليلة القدر بأربعة ألوية من الملائكة ، فيضع لواء عند قبري ولواء في بيت المقدس ولواء في طور سيناء ولواء في ..... ، ولا تمر بمؤمن ولا بمؤمنة هؤلاء الملائكة إلا وسلموا عليه واستغفروا له في ليلة القدر إلا شارب الخمر وآكل لحم الخنزير وعاق والديه ", إذا تمر به وهو عاق لوالديه خسر تلك الليلة العظمية ، {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}ليلة كلها رحمة فالمذنب يغفر له والمريض يكتب له الشفاء والأسير يرجى له العفو ليلة كلها رحمة ليلة كلها سلام وفضل ونعمة من الله ، ما على العبد إلا يقترب ، اقترب ليلة القدر من هذا البحر الفياض بحر الرحمة والفضل والعطاء تحصل على قطرة و رشحه من رحمته وسلامه وبركته تبارك وتعالى فهي ليلة مباركة .

الملائكة ينزلون من العرش والسماوات العلى إلى من له علاقة بالعرش وإلى من له علاقة بالسماوات العلى ومن له علاقة بهذا الكون ، والرواية تقول ينزلون على إمام الزمان ، كل إمام زمان بحسبه ، وفي هذا الزمان ينزلون على الحجة بن الحسن (عج) لأن بيدهم مفاتيح التصرف في هذا الوجود ، سليمان يقول لوزرائه قال تعالى:{قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(38) قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ(39)قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}.


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس