عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-18-2011, 04:53 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5405 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي بحث في مسائل القدر جـ7 " شبكة المنير "



بحث في مسائل القدر جـ7 " شبكة المنير "


{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1)وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِرَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ(4)سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)}

ما زال كلامنا في مسألة القضاء والقدر وما يتعلق بها,ونتعرض في هذا اليوم لعدة أمور ترتبط بهذه المسألة :

الأمر الأول:
أن هناك فرق بين علم الخالق وعلم المخلوق, فعلم المخلوق حصولي,وعلم الخالق حضوري معنى ذلك أنا كبشر كمخلوق لا يمكنني أن أعلم بالأشياء الأخرى إلا عن طريق صورة , لا استطيع أن أعلم بالأشياء الأخرى مباشرة ,أعلم بنفسي مباشرة صح,نفسي حاضرة عندي فإن أعلم بنفسي علماً مباشريً (علماً حضوري) لأنه نفسي حاضرة عندي ,نفسي وأفكاري ,ووجداني, وميولي حاضرة عندي فإن أعلم بها علماً حضوري,أما علمي بما سوى نفسي فهو(علم حصولي)يعني عن طريق صورة .

مثال:حتى أنت الآن جالس أمامي أنا لا أعلم بك مباشرة عيني تتعلق بك, ثم ينعكس على عدسة العين صورتك ,ثم هذه الصورة تنقلها الأعصاب الخاصة إلى الدماغ فأعلم بك ,أنا لا أعلم بك بطريق مباشر حتى وأنت جالس أمامي لا أعلم بك بطريق مباشر أعلم بك عن طريق صورة ,أنا لا أراك بطريقاً مباشر أرى صورتك, صورتك تنعكس في ذهني فأعلم بك.

مثال:حتى الحرارة عندما أضع يدي على موضع الحار نتيجة الإحساس ,الإحساس ينقل صورة وهي صورة الحرارة إلى الدماغ فأعلم بالحرارة.
مثال:سمعني ينال صوت معين أنا لا أعلم بهذا الصوت لكن الأعصاب تنقل صوت ,صورة الصوت إلى ذهني فأعلم به.

علم المخلوق بما سوى نفسه (علماً حصولي) يعني علماً عن طريق الصور التي ترتسم في دماغه ,لا يعلم علماً حضوري إلا بنفسه فقط وما يدور داخل نفسه لا أكثر,إما علم الله بمخلوقاته فهو(علماً حضورياً)لا يوجد صورة تنتقل إلى الله لا,علمه بناء هو حضورنا عنده لا يوجد شيء ثاني ,كما أننا نعلم بأنفسنا علماً حضوريً ,الله يعلم بتمام مخلوقاته ,بتمام تفاصيلها(علماً حضورياً)لا يوجد صور ,الله لا ترتسم عنده صور وإلا كانت الذات المقدسة منفعلة مثل ما أنا انفعل أراك وانفعل عندي صورة إلك ,أو اسمع الصوت فأنفعل فتصبح صورة لصوت لا,لو كان الله يعلم بالمخلوقات عبر صور لكانت ذاته منفعلة بالمخلوقات,بينما ذاته ذات فاعله لا منفعلة,فعلمه بالمخلوقات :هو عبارة عن حضور المخلوقات لديه جميع المخلوقات حاضرة عنده نفس هذا الحضور هو علمه بها ليس شيئاً أخرى ,ولأجل أن علمه بالمخلوقات عبارة عن حضورها عنده وهو تبارك وتعالى جميع المخلوقات معلولة لذاته ,وهو يعلم بذاته (علماً حضورياً) فيعلم بمعلولات ذاته أيضاً (علماً حضورياً).

نحن شبهنا من باب تشبيه فقط أنا اعلم بنفسي , واعلم بالأفكار التي تدور في نفسي لماذا؟!
لأنه الأفكار التي تدور في نفسي مسببه عن نفسي ,نفسي هي التي صنعت الأفكار وخلقتها,فإن أعلم بنفسي (علماً حضوريا وًجداني) وأعلم بهذه الأفكار التي تدور في نفسي (علما حضورياً) لأنه هذه الأفكار من صنع نفسي ,كذلك الله يعلم بذاته ويعلم بجميع مصنوعات ذاته (علماً حضورياً) جميع المخلوقات والمصنوعات حاضرة لديه بأعيانها في مملكة هذه هو الأمر الأول الذي أردنا توضيحه.

الأمر الثاني:
علم الله على قسمين :
1-علم ذاتي.
2-علم فعلي.
ليس كل علمه علم ذاتي ,وليس كل علمه علم فعلي ,يعني هناك علم له وهو عين ذاته وهناك علم له يرجع إلى فعله وليس عين ذاته كيف؟! الله تبارك وتعالى كما قلنا يعلم بالموجودات ,الموجودات كما ذكرنا في الأبحاث السابقة لها مرحلتان من الوجود :1-مرحله أجمالية,2-ومرحله تفصيلية, وذكرنا في الأبحاث السابقة كيف المخلوقات تمر بمرحلة الإجمالية وكيف تنتقل منها إلى المرحلة التفصيلة قال تعال:{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ(كل واحد كان موجود في الخزانة وجود أجمالي) وَمَا نُنَزِّلُهُ (ولا نحوله إلى عالم المادة) إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ},كان في الخزانة موجود وجوداً أجمالياً أصبح في عالم المادة موجود وجوداً تفصيلياً,فالمخلوق يمر بمرحلتين مرحلة أجماليه ومرحلة تفصيلية .

كما أن الموجود يمر بمرحلتين العلم الإلهي كذلك يعني الله علم بي و أنا في الوجود الإجمالي ,وعلم بي وأنا في الوجود التفصيلي ,علمه بي وأنا في الوجود الإجمالي هو عين ذاته ,الله يعلم بذاته,ويعلم بجميع مخلوقاته لكن علماً أجمالياً لأنه المخلوقات موجودة بوجود ذاته وجوداً أجمالياً ,فهو يعلم بهذه المخلوقات على نحو وجودها ,جميع هذه المخلوقات كانت موجودة وجود أجمالي هو يعلم بها على طبق ما هي موجودة عليه,أيضاً يعلم بها علماً أجمالياً (هذه هو علمه عين ذاته,هذا هو علمه الأزلي).

ولكن عندما وجدت المخلوقات وفصلت هذا ولد فلان من فلانة في المكان الفلاني في الزمن الفلاني في الموقع الفلاني وهكذا أصبح تفصيل ,علمه بالمخلوق بعد وجوده التفصيلي هذا ليس عين ذاته(هذا العلم فعله) لأنه كما قلنا علمه بالمخلوق حضور المخلوق نفس حضور المخلوق هو علمه به, فإذا حضر المخلوق مفصل إلى تفصيلات طول وعرض وعمق ونسب ومكان وزمان علمه بع هو عين هذا التفصيل ,عين هذا الحضور هذا العلم فعله وليس عين ذاته , ولذلك هذا العلم يتغير واحد مثلاً يقول كيف علم الله يتغير؟!!

نعم الذي لا يتغير علمه الأزلي وهو ما كان عين ذاته,إما علمه الفعلي وهو الذي عبارة عن وجود المخلوق حضور المخلوق هذا العلم يتغير,هذا المخلوقان طفل أصبح شاب الشباب أصبح شيخ وهكذا كان حياً أصبح ميتاً كان مريضاً أصبح سليماً المخلوق يتغير وعلمه الفعلي هو وجود المخلوق حضور المخلوق إذا علمه الفعلي يتغير هذا الأمر الثاني لأنه يرتبط بالبداء ارتباط وثيق هذا المطلب الثاني أن علمه الذاتي الأزلي لا يتغير و وعلمه الفعلي وهو عبارة عن حضور المخلوق و وجودة يتغير بتغير الأقضية الواردة على هذا المخلوق .

الأمر الثالث:
ذكرنا أمس أن ما علم به الله هو مجموع المسبب والسبب سواء في القضايا الطبيعية أو في القضايا الاختيارية لا لأنه علم بالمسبب وحده وإلا أصبح حتمي جبري مثلاً:علم الله أنه كلما بلغت درجة حرارة الماء مئة فإنه يغلي علم بهذا المجموع من سبب ومسبب لا لأنه علم بالغليان ,لو علم بالغليان لحدث الغليان سواء بلغت درجة حرارة الماء مئة أو ما بلغت لا هو لم يعلم بالغليان فقط ,علم بالغليان بعد بلوغ درجة حرارة الماء مئة ,علم بجموع من سبب ومسبب لم يعلم بالمسبب وحده وإلا وقع المسبب بدون سببه وهذا إبطال ونقض لقانون (السببية).

هذا في الأفعال الطبيعية والأفعال الاختيارية نفس الشيء يعني أنا أفعالي أنا الإنسان أفعالي الإرادية الاختيارية ,الله علم بصلاتي؟ لا, أنا أصلي علم بصلاتي ؟لا,علم بصلاتي عن اختياري,علم بجموع السبب والمسبب هناك مسبب وهو الصلاة هناك سبب وهو الإرادة هو علم بالمجموع علم بصلاةً عن اختيارً إلا أنه علم بالصلاة فقط لو علم بالصلاة لوجدت الصلاة حتماً وجبراً ,علم بالصلاة عن اختيارً لا أنه علم بالصلاة, ذكرنا أمس أن وجود الصلاة مثل وجود المعصية لا يوجد فرق بين الطاعة والمعصية اثنينهما سوء ,وجود الصلاة وجود شرب الخمر مثلاً كلاهما وجود , والوجود يحتاج إلى عنصرين:
1/ مقتضي يعني يفيض الوجود.
2/ شرط.

العنصر الأول مقتضي :
الصلاة لا يمكن وجودها إلا بعنصرين المقتضي الذي يفيض الوجود يفيض الطاقة المقتضي هو الله تبارك وتعالى قال تعالى:{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ}كل آن وكل آن أنا احتاج إليه مثل النور الكهربائي كل آن كل آن يحتاج إلى الطاقة الكهربائية لا يستغني عن الطاقة الكهربائية في كل لحظة متى ما انقطعت الطاقة أنطفئ النور أن أيضاً أحتاج في كل آن كل آن إلى أفاضة منه تبارك وتعالى .

فالمقتضي للوجود المفيض للوجود العنصر الأول للسبب هو الله سواء وجود صلاة أو وجود خمر هو الذي يفيض الوجود كما يفيض وجود الصلاة يفيض شرب الخمر كما يفيض وجود الطاعة يفيض المعصية كلاهما يفيض وجوده تبارك وتعالى ,حتى المعصية هو الذي يفيض وجودها قال تعالى:{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ}إذا هو يرد الدنيا نعطيه يريد الدنيا يريد المعصية نعطيه طاقة{مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا(18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا(19) كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا},فيض لا حد له ,مدد لا نهاية له{وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا},إذا المقتضي هو تبارك وتعالى.

العنصر الثاني:
إرادة الإنسان يسمى الشرط أن أفيض عليك الصلاة إذا أنت أردت الصلاة ,أفيض عليك المعصية إذا أنت أردت أنت المعصية فالمقتضي هو والشرط هو إرادة الإنسان واختيار الإنسان .

ربما يتصور الإنسان بهذا شرك ؟!إذا تعجل مع الله ند يقول لا توجد الصلاة إلا بعنصرين :الله وهو المقتضي ,وإرادة الإنسان يعني جعل إرادة الإنسان ند لله هذا سبب وهذا سبب ,هذا شرك ,لا يوجد في الكون غيره ,إذا ما هو معنى أن نجعل عنصرين المقتضي وهو الله والشرط وهو إرادة الإنسان ؟!

الجواب:
من الذي جعل إرادة الإنسان شرط؟ هي, هي أصبحت شرطً بذاتها لا,الذي جعلها شرطً هو الله نفسه رجعنا لله ,كما هو ربط بين غليان الماء وبلغوا درجة حرارة الماء مئة هو الذي ربط بينهما لولا هو لمَ كانت الحرارة سبباً ولولا هو لما كان الغليان مسبباً هو الذي أعطي لكل سبباً سببيته هو الذي أفاض السببية على الأشياء وإلا لا تكون أسباب كذلك هو الذي أعطى الإرادة سببية لحدوث الصلاة ,أعطى الاختيار سببية لحدوث الصلاة ,إذاً سببية الإرادة ليست في عرض سببيته تعالى, بل سببيته الإرادة في طول سببيته مستمدة منه,راجعة إليه هو الذي جعل الإرادة عنصراً أخرى ,وجعل للإرادة سببية ,وجعل للإرادة تأثير فسببية الإرادة وتأثيرها راجع إليه تبارك وتعالى وما كان راجع إليه فكيف يكون شريك له؟!

إذن بالنتيجة لا ترد هذه الشبه إلا وهي شبهة الشرك أو الشراكة بين الله وبين مؤثراً أخرى.




 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس