عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 04:51 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الأمر الثالث:
تغير :ما معنى التغير؟!هل معنى التغير أن يدخل عامل خلاف ما يريده الله فيغير؟أو هل معنى التغير أن المسبب تم سببه ولم يوجد ما معنى التغير؟! هنا فرضيات ثلاث:

الفرضية الأولى:
أن المقصود بالتغير أن يطرأ عامل معارض لقضاء الله فيغيره هذه مستحيل أن نقول قضى الله أن يعيش فلان مئة سنه لكن حصل عاملاً معارض لقضاء الله فغير الأمر هذا مستحيل قال تعالى:{أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ}وقال تعالى:{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ},مقتضى خالقيته لهذا الكون مالكيته لهذا الكون,مقتضى مالكيته لهذا الكون إلا يقع شيئاً بدون قضاء منه وعلم منه مستحيل ,هل من خالق غير الله ؟! قال تعالى:{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا}.

إذا هذه الفرضية مستحيلة, أن نقول نعم تم السبب لكن المسبب تخلف بلغت درجة حرارة الماء 100لكن الماء لم يغلي ,الإنسان دماغه أشار بالحركة أمره بالحركة,الدماغ أعطى الأعضاء البدنية إشارة إلى الصلاة لكن ما صلى؟!هذا مستحيل تخلف السبب عن المسبب مستحيل ما التغير؟!نفس قضاء الله يتنوع ,نفس القضاء يتغير ,يتغير قضاء من الله بقضاء من الله الأقضية هي التي تتغير ليس بشيء خارج عن قضاء الله ,لا يوجد شيء خارج عن قضاء الله كل ما في الوجود تحت قضائه,يتغير قضاء منه بقضاء منه أخر أقضية تتغير كيف قضاء الله يتغير؟؟! كيف؟! هذا الكلام كفر ,كيف قضاء الله يتغير؟! يتغير قضاء الله بقضاء من الله تبارك وتعالى لأنه جميع الأسباب مظهر لإرادة الله وهي مظهر لقضاء الله لجميع الأسباب,صلابة الجسم سبب وصلابة الجسم مظهر لقضاء الله ومظهر لإرادة الله .

بينما شرب الماء الوسخ ,أو أكل الطعام المضر أيضاً سبب,وهذا السبب مظهر لقضاء الله مظهر لإرادة الله وأصلاً لا يكون صلابة الجسم سبب إلا من الله عز وجل لولا لم يتدخل الله عز وجل لما كانت صلابة الجسم سبب للبقاء ولو لم تتدخل إرادة الله ما كان شرب الدواء وشرب الماء المضر سبباً للفناء ,سببية كل سبب بقضائه تبارك وتعالى ,إذا صلابة الجسم قضاء من الله يقتضى البقاء ,شرب مثلا الماء المضر سبب من الله يقضى الفناء ويقتضى الموت هذا سبب من الله ,وهذا سبب من الله وهذا قضاء من الله وهذا قضاء من الله,فإذا طغى القضاء الثاني تغير قضاء بقضاء من الله تبارك وتعالى لا بأمر خارج عن قضاء الله ,ولا بتخلف في قانون(السببية).

كيف حدث التغير؟!هذا التغير تغير ظاهري وليس تغير واقعي يعني بحسب علمه تعالى لا يوجد تغير إنما بحسب علم الملائكة, بحسب علم الإنسان حدث تغير وإلا بحسب علمه تعالى لا يوجد تغير ,الله تبارك وتعالى قضى أن فلان يعيش مئة وخمسين سنه ,ما معنى قضاء؟ يعني أعطاه جسماً قادراً على أن يعيش مئة وخمسين سنة هذا معنى قضى الله يعني فالملائكة أذا اطلعت على ذلك تقول هذا سوف يعيش مئة وخمسين سنه والإنسان الذي يعيش معاي سوف يعيش مئة وخمسين سنه.

إذا بالنتيجة: هذا الشخص خلق بجسم قوياً يقتضى البقاء مئة سنة يقتضى البقاء مئة وخمسين سنه هذا قضاء من الله ,قضى الله أن يبقى فلان مئة وخمسين سنه, ما معنى قضى الله ؟يعني أعطاه جسم يقتضى ذلك ,الملائكة إذا طلعت على هذا الجسم البشري والإنسان الذي يعيش معاي هذا يبقى مئة وخمسين سنه.

السبب الأخر:اعتداء من ظالم معين بإبره,برصاصه بأي شي ,هذا السبب الثاني قضاء من الله ,الثاني قضاء أخر , الرصاصة قضاء يقتضي الموت هذا قضاء من الله ,الذي حصل أنه بحسب علم الملائكة تغير القضاء كان القضاء يبقى مئة وخمسين سنه, أصبح قضاء أخر يقتضى أن يموت عمره 95 سنه بحسب علم الملائكة وبحسب علم البشر حصل تغير في القضاء وإلا بحسب علمه تعالى لم يحصل تغير قال تعالى:{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}يعني أظهر لنا سبباً وهو صلابة الجسم يقتضي البقاء ثم أظهر لنل سبباً أخر يقتضي الموت هذا معنى{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}العلم الأزلي عنده تبارك وتعالى.

الأمر الرابع:
نحن عندما نقول عالم المادة يتغير لأنه الأسباب متصارعة ليس كل عالم المادة يتغير ,عالم المادة مكون من :نظم وظواهر التي تتغير الظواهر إما النظم لا تتغير وإلا يفسد عالم المادة يوجد نظم وظواهر ,النظم (ثابتة)لا تتغير لأنه صلاح عالم المادة يقوم على هذه النظم ,هذه النظم لا تتغير ,الذي يتغير هو الظواهر أمثله:

مثلاً:الآن مثلاً الصلاة قد تتغير صلاة بطيئة,صلاة سريعة من صلاة ذات خشوع إلى صلاة مع تشويه في التفكير الظواهر تتغير,التفاح كما يقولون أرميها إلى الأعلى تصعد هذه ظاهر أتركها تنزل هذه ظاهره أخره ,أما القوانين لا تتغير ,قانون الجاذبية لا تغير هذا قانون ثابت صلاح نظام الوجود يقوم عليه فإذا بلغت درجة حرارة الماء 100 فإنه يغلي هذا قانون ثابت صلاح نظام الوجود يقوم عليه هذه القوانين والنظم ثابتة لا تتغير,الذي يتغير هو الظواهر,تتغير نتيجة تزاحم الأسباب وصراع الأسباب يحصل تغير بسبب طغين سبباً على أخر .

وصلنا إلى أن القضاء في عالم الأمر (قضاء حتمي)لا يتغير, والقضاء في عالم المادة قد يكون(حتمي وقد يكون غير حتمي),قضاء في عالم المادة إذا كان متعلق بالنظم والقوانين (فقضاء حتمي)وإذا كان متعلق بالظواهر فهو (قضاء غير حتمي) عندنا قضاء حتمي في عالم المادة ,وقضاء غير حتمي ,والقضاء الغير حتمي هو ما كان متعلق بالظواهر كما مثلنا ,صلابة الجسم بقاء يقتضى البقاء مئة سنه لكنه (قضاء غير حتمي) لأنه احتمال أن يأتي سبب يقوى عليه ,بينما التلوث,تلوث البيئة قضاء يقتضى الموت مبكراً (هذا أيضاً قضاء غير حتمي)هذا قضاء غير حتمي ,وهذا قضى غير حتمي كلاهما قضاء غير حتمي ولكن لما تم سبباً على سبب قلنا قانون السببية لا يتخلف,إذا تم السبب وجد وجود المسبب .

الأمر الخامس:
من أين نأتي بهذا الكلام؟ من الروايات والآيات ,إما من الآيات قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِندَهُ}يوجد قضائيين أجل مسمى وأجل قضاء لكنه لم يمسى,مثال:قضى الله أن فلان إذا وصل رحمه يعيش مئة سنه وإذا قطع رحمه يعيش سبعين سنه هذا قضاء أما الأجل المسمى عنده فهو علمه ,أن فلان شقي لا يصل رحمه سوف يعيش بعمر أقل أنظر إلى قوله تعالى:{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا},كل شي لابد أن يحدث هذا القضاء يعني ماذا؟ (قضاء حتمي)أنت أخذت بآية وترك الآية الأخرى,أنظر إلى قوله تعالى:{ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن} يتغير القضاء بقضاء منه:{ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن},قال تعالى:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ},ولذلك أنت تقرأ في أدعية شهر رمضان (اللهم أن قضيت ليّ أن أكون شقياً أو محروماً أو مقترا عليّ رزقي فمحوا من أم الكتاب شقائي وحرماني ومقترة رزقي وكتبني عندك سعيداً مرزوق موفق للخيرات أذاً يتغير القضاء.

نأتي للنصوص الشريفة ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله):هل الدواء مما قدر الله ,يعني المريض عندما يشرب الدواء مما قدر الله ؟! قال:الدواء من قدر الله المرض قدر ولدواء قدر أخر قد يغلب أحد القدرين على الآخر.

الإمام علي (عليه السلام):كان وقف تحت حائط يتحدث مع بعض المسلمين الحائط أصبح أإلاً للسقوط لما خرج صوت من الحائط أإلا للسقوط قال له :يا أبا الحسين يا أمير المؤمنين الحائط يسقط قال الإمام علي :بسرعة إلى المكان الأخر قال له :أتفر من قضاء الله ؟ قال:أفر من قضاء الله إلى قدرة يعني يوجد قضائان متصارعان واحد يغلب الأخر البقاء تحت هذا الجدار إلى أن يسقط قضاء يقتضى الموت ,والفرار من هذا الجدار قضاء يقتضي الحياة هادان القضائان يتصارعان أحدهما غلب على الأخر بإرادتي ,أن بإراداتي تركت أحد القضائان يغلب على الأخر كلاهما قضاء (غير حتمي)أن بإرادتي رجحت قضاء على قضاء أفر من قضاء الله إلى قدرة .

سئل النبي محمد(صلى الله عليه وآله):انحنوا في أمر مستأنف أم في أمراً فرغ منه؟هذا السؤال تم طرحه أمس ,نحن نمشي على خارطة جاهزة ؟لو نستطيع أن نغير في الخارطة؟ أتينا إلى هذا الوجود على خارطة لا نستطيع أن نغيرها؟أو لا ؟الخارطة نستطيع أن نغيرها؟!نستطيع أن نبذلها؟ الأقضيه نستطيع أن نغيرها؟ انحنوا في أمر مستأنف أم في أمراً فرغ منه أجابه (صلى الله عليه وآله): انحنوا في أمر مستأنف و في أمراً فرغ منه,يعني القضاء قسمين :قضاء حتمي لا نستطيع أن نغيره ,قضاء غير حتمي نستطيع أن نغيره بإرادتنا ونغلب قضاء على قضاء كما ذكرنا أمس يولد الجنين مصاب بمرض (السكلسل) ماذا يفعل؟! ليس بيده ذلك؟,ولكن يدخل الطب سنه ويغير اختصاص الطب إلى لهندسة ,يدخل في الهندسة افترض سنتين يغير هذا التخصص إلى تخصص أخر ,مسيرة حياته ليس خارطة جاهزة ,خارطة يمكن له تغيرها فنحن في أمر مستأنف وأمراً فرغ منه قضاء حتمي ,وقضاء غير حتمي .

الأمر السادس:
أن عالم الوجود لا ينحصر في الأسباب المادية فقط هناك أسباب مادية وأسباب غيبي(اختياريه)ليس كل شيء بالمادة هذا هو الفرق وبين المدرسة المادية والمدرسة الدينية ,المدرسة الدينية تقول:1+1=2 كل الأسباب مادية ,تشرب ماء مضر تمرض لازم تمرض تشرب الدواء تشفى لازم تشفى؟! هذا الكلام غير صحيح,تشرب دواء تشرب ماء مضر مو لازم تمرض تشرب دواء مو لازم تشفى.

إذاً ليست لمسألة مسألة مادية بحته فقط ليس شرب الماء المضر سبب تام للمرض وليس الدواء سبب تام للشفاء هناك أسباب أخر, المدرسة الدينية تقول :لتكن عينك أفقك أرحب هناك أسباب أخر تتدخل صح نحن قانون السببية لا نرفع أيدينا عنه متى تم السبب وجب المسبب لكن السبب قد يكون مادي ,قد يكون غير مادي قد يكون مجموع الأمرين كيف؟! لا يرد القضاء إلا الدعاء ,الدعاء سبب ,الدعاء نفسه قضاء ,تلوث البيئة قضاء للمرض ,والدعاء قضاء للصحة ,هناك قضائان:قضاء مادي وهو تلوث البيئة,قضاء غيبي وهو الدعاء ,الدعاء نفسه قضاء ,قضاء من الله ولذلك الدعاء يحتاج إلى توفيق من الله أن أوفق للدعاء ,الدعاء يحتاج إلى أن يوفقني الله , لأنه الدعاء قضاء من الله ,الدعاء له أثار ماديه وغيبيه ,الدعاء يحتاج إلى سبب قضاء من الله , ولهذا في بعض الأحيان نقرا الدعاء وأنت متملل هذا لا يوفق للدعاء ,وهناك شخص بمجرد أن يقرأ الدعاء يجلس جلست الخاشع ,الخاضع وبداء يتجاوب جسمه وقلبه مع الدعاء ويتفاعل مع الدعاء هذا موفق للدعاء (أدعوني أستجب لكم),( لا يرد القضاء إلا الدعاء) أن الدعاء يرد القضاء وقد أبرم إبراما ,الدعاء قضاء أخر .

أنتظر إلى ما ورد عن النبي محمد "صلى الله عليه وآله"أن من يموت بالذنوب أكثر من يموت بالآجال, ,و أن من يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار) هذا أجله أن يعيش مئة سنه لكن إصراره على المعصية ,إصراره على شرب الخمر ,إصراره على الزنا والعباد بالله,إصرار على الفواحش والعياذ بالله جعله يموت بالذنب ,لم يموت بأجله (أن من يموت بالذنوب أكثر من يموت بالآجال),وهناك إنسان عمره خمسين سنه ولد مصاب بالسكلسل وأمرض مختلفة في جسمه يعيش خمسين سنه لكنه بإحسانه رجل محسن يتصدق على الفقراء,يخدم الناس بلا مقابل ويقضى حوائج الناس يعيش سبعين سنه(و أن من يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار).

إذاً هناك أسباب غير ماديه تتدخل وتخلق وتوجد هذا المسبب المادي ,الأسباب لا تنحصر في الأسباب المادية ورد عن النبي محمد"صلى الله عليه وآله"صلة الرحم تزكي الأعمال,(يعني صلاتك التي تصليها تصبح صلاة زاكيه بصلة الرحم تزكي الأعمال),وتنمي الأموال ,(يعني تطرح لك البركة)وتعمر الديار (عمران الديار ليس المقصد منه رخام عمران يعني لا يوجد أفات ولا شرور),وتنسئ الآجال ,(يعني تطيل العمر) هذه كلها أسباب غير مادية وهذا هو واقع البذاء .

إذاً الأقضيه في عالم المادة تتغير ,والقضاء في عالم المادة قد يكون غير حتمي, وأنت بإرادتك قد ترجح القضاء بالدعاء ,بصلة الرحم ,بالصدقة,بأي نوع من أنواع الأقضية هذه الأمور لا تؤثر أثار طبيعية حتى على سيئاتنا{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُـذْهِبْـنَ السَّـيِّئَاتِ} كثر ما عندنا ذنوب الصدقة تزيل بعض المعاصي ,كثر ما عندنا ذنوب لكن صلة الرحم تسقط بعض الذنوب {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُـذْهِبْـنَ السَّـيِّئَاتِ}.


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس