عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 04:44 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



المحور الثاني :
الآية القرآنية قالت:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ على قلبك}لماذا قال على قلبك ؟ نزل به الروح الأمين عليك ! نزل به الروح الأمين على عقلك ! لماذا قال:{ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (29) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ}.

ما هي علاقة القلب بالوحي ؟
يقول العلماء هناك فرقاً بين العلم وعقد القلب على العلم , العلم من شؤون العقد لكن عقد القلب على العلم من شؤون القلب وليس من شؤون العقل , هل يفترق عمل العقل عن عمل القلب ؟ نعم يفترقان , مثال: الإنسان مثلاً قد يعلم بشيء يقنياً لكن لا يعتقده هو يعلم به بس ما يعتقد به القلب يفترق عن العقل , العقل في وادي والقلب في وادي , بعقله يعلم ولكن بقلبه لا يعتقد و لا يوقن وإن كان يعلم بذلك , قوة القلب قد تفترق عن قوة العقل وهذا ماذكرة القرآن الكريم عن الكافرين قال :{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ} مو جحدوا جحداً لسانياً لا جحداً قلبياً في قلبهم ماكانوا يؤمنو مع أنهم متيقنون ومع أنهم بعلمون علماً يقينياً أن ما أتى به النبي "صلى الله عليه وآله " فهو غيب لكن قلوبهم ليس مصدقة وقلوبهم مازالت مرتابه ومازالت مترددة ومازال فيها ريب ورين من هذة الجهه قد يفترق القلب عن العقل .

مثال آخر: لو أنت أخدت كأس معين هذا الكأس المعين سقط فيه فأر , الفأر عبر على الكأس وطلع هذا الكأس لو غسلتة عشرين مره بالديتول مع ذلك لاتجزم أن تشرب منة , لماذا؟ مع أنك تعلم بأن الكأس نظيف صح لو لا؟ إذا كأس يغسل عشرين مره قطعاً صار كأساً نظيف مع ذلك لاتجزم نفسك بأن تشرب منة مازالت نفسك تحدثك بأنة وأنت تعلم لو كان هناك شيءً فقد نظفت تماماً لكن مع ذلك نفسك لاتطاوعك , إذاً قد تفترق قوة القلب عن قوة العقل العقل يقول شيء يقولك لك هذا نظيف هذا مغسول ثلاثين مره تقول ، ما اشرب أنا .

مثال: الإنسان قد يجلس مع شخصاً ميتاً بجنبك في نصف الليل ويقول لك إقعد مع الجنازة مع السلامة ويسدوا عليك الباب ويخلوك جالس مع الجنازة في نصف الليل في الظلام وانت تصير شنو ؟ مطمئن عادي؟ عادي كأنك جالس مع واحد حي ؟ صحيح لو لا؟ طبعاً أكو شي أكو حذر مع أنك تعلم جزماً ويقيناً بأن هذا لا حراك له ولن يعود إلى الحياة ولن يتكلم جثة هامدة مثلها مثل أي جثة آخرى لكن مع ذلك نفسك تبقى متزلزله تبقى مشككة وتبقى متردده قوة القلب قد تفترق عن قوة العقل لذلك أرادا تبارك وتعالى أن يقول : بأن الوحي اللذي نزل على النبي المصطفى " صلى الله عليه وآله " لم يتلقاه عقله فقط لأنة لو تلقاه عقله فقط لربما قيل هذي هي مجرد معلومات لعله لا يعتقد فيها ولعله يشك فيها ولعله متردد فيها صحيح هو تلقى الوحي كمعلومات لكنة لم يوقن بها ولم ينعقد قلبه عليها ولم يثبت قلبه عليها لا .

أرادا الله أن يبين أن النبي المصطفى تلقى هذة المعلومات تلقياً قلبياً بمعنى أنة تلقاها وقلبه منعقد على تصديقها والأذعان بها ويقول اللذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جمله واحدة ليش ما ينزل مرة وحده ؟ ويقول اللذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جمله واحدة كذلك قال تعالى:{لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا} نزل على قلبك لكي تتلقى هذة المعلومات تلقياً يقينياً راسخاً لا تزلزل فيه لاشك فيه ولا ارتياب فيه قال تعالى:{ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (29) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ}.

النقطة الثالثة :
القرآن الكريم يقول :{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} ما هو الداعي لهذا ليش لايمسة إلا المطهرون ؟ لماذا لاينفتح الباب لأي ماس ؟ لماذا خص بالمطهرين قال تعالى:{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}, ذكرنا أمس في بحث أمس أن للقرآن وجوداً ملكياً و وجوداً ملكوتياً , مثل أي موجود من الموجودات كل موجود من الموجودات له وجودان أنا لي وجودان وجود ملكي, ووجود جسدي ,وجود ملكي, ووجود روحي, وقلبي ,وعقلي.

حتى الحجر له وجودان هذا الحجر الأصم له وجود ملكي وجود ملكوتي , القرآن الكريم يقول :{إِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ} أين تسبيح الحجر ؟ هذا أمر ملكوتي نحن لاندركة نحن ندرك الأمر الملكي أن هذا حجر طول وعرض وعمق مادة , أما الأمر الملكوتي علاقة هذا الحجر مع خالقة نحن هذا أمر لاندركة لأنة شيء ملكوتي قال تعالى:{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.

القرآن أيضاً له وجود ملكي حروف وآيات وسور وألفاظ هذا الوجود الملكي للقرآن وله وجود ملكوتي نحن لاندركة ماهذا الوجود الملكوتي القرآن الكريم يقول :{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} هذا الأمر نحن نقدر ندركة ؟ كيف يعني الجبل يصبح خاشع متصدع لأن القرآن تزل عليه {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} هذا هو الوجود الملكوتي للبحث , القرآن بوجوده الملكوتي نور يخترق القلوب ,ويخترق الأرواح, ويخترق النفوس ولايشعر بهذا النور إلا من أعد لأستقبال هذا النور يهدي الله لنورة من يشاء ,القرآن الكريم يقول :{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا} لأجل لأن القرآن نور لا يناله إلا من له أهليةً باستقبال هذا النور لا يناله إلا من له أهليةً وأستعداداً بتلقي هذا النور , تلقي هذا النور له درجات :

الدرجة الأولى من التلقي :
تلقي الإيصال وهذا تشرفت به الملائكة المقربون أول من تلقاه الملائكة المقربون ولكن تلقي إيصال لأنة عباد مطهرون لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايأمرون لأنهم مطهرون جعلهم الله أول من يتلقى القرآن تلقي الأيصال القرآن يخرج من العرش فيتلقاه جبرئيل وأعوانة من الملائكة ويقومون بأيصال هذا النور إلى موضوعة وإلى مستودعة وإلى قلب النبي محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " . هؤلاء المطهرون من الملائكة كانت وظيفتهم تلقي الإيصال .


الدرجة الثانية من التلقي:
تلقي الإستيداع من هو المستودع للقرآن ؟ من هو اللذي يحمل هذا النور كله بتمامه ؟ من هو الأهل والكفأ لاستيعاب هذا النور كله بتمام تفاصيله ؟ ليس هناك إلا قلب محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " بأنه في أعلى مراتب الطهارة وفي أعلى درجات الطهارة قلبه هو مستودع القرآن ولذلك يختلف تلقي جبرئيل للقرآن عن تلقي النبي للقرآن , ربما شخص يقول شلون جبرئيل يعلم بالقرآن قبل أن يعلم به النبي والنبي أفضل منة , علم به جبرائيل علماً إيصالياً يوصل مثل ساعي البريد الذي يحمل رسالة , وعلم به النبي علماً إستيداعياً قلبه مستودع علوم القرآن وفرق بين التلقيين وفرق بين النيلين , هذا ناله نيل إيصال وهذا ناله نيل إيداع وبذلك تميز صلى الله عليه وآله عن الملائكة اللذين تلقوا هذا القرآن ليوصلوه إلى قلب النبي " صلى الله عليه وآله "

الدرجة الثالثة من التلقي :
تلقي إستنطاق القرآن هناك جماعة يستنطقون القرآن فهماً وتطبيقاً وتبليغاً . تلقي الأستنطاق وتلقي الإحتجاج هؤلاء هم الأئمة الطاهرين . ولذلك ذكر إمام المؤمنين علي "عليه السلام" يوم صفين عندما قابلوة بالقرآن الكريم قال أنا القرآن الناطق و القرآن عندي والقرآن أنا والقرآن في قلبي لأنني أنا اللذي استنطقة , هذا القرآن صامت وأنا القرآن الناطق ولايمكن أن يستنطق القرآن إلا المطهرون .

الدرجة الرابعة من التلقي :
درجة التدبر موجودة عندنا عند المؤمنين قال تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}, وهذا شهر التدبر وشهر الله وشهر ضيافة الله من ضيافة الله التدبر في القرآن وتفهم آياته وتفهم مداليله واستلهام العضة والعبرة من حديثة حول النار وحول الجنة وحول المؤمنين وحول الفاسقين وحول المتقين وحول العاصين هذا شهر التدبر وليس مجرد قراءة لفظية والقراءة اللفظية فيها ثواب كبير عند الله تبارك وتعالى فورد عن النبي محمد " صلى الله عليه وآله وسلم" : من قرأة عشر آيات لم يكتب من الغافلين, ومن قراءة عشرين آية كتب من الذاكرين ومن قراءة ثلاثين آية كتب من القانتين ,ومن قراءة أربعين آية كتب من الخاشعين , وكلما قراءة آية رقى درجة وإن درجات الجنة بعدد آيات القرآن , القراءة فيها ثواب كبير وخصوصاً في شهر القرآن الثواب مضاعف ومأكد ولكن من عنده وقت فاليستغل وقته في التدبر في القرآن بالأستنارة والأستلهام من بعض آيات القرآن , فأن فيه صقلاً لشخصيته وإصلاحاً لنفسه وثواب أكبر من ثواب القراءة قال تعال:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} المتدبرون هم المطهرون لو لم تمتلك درجة من الطهارة لما إستطعت أن تتدبر القرآن طهارة قلبك وروحك كلما كملت زاد تدبرك في القرآن وإستنارتك بالقرأن والدرجة الأخير من نيل القرآن هي اللمس .

القرآن حتى نيل اللمس يحتاج إلى طهارة ولذلك الأمام الصادق "عليه السلام" في الرواية المعتبرة فسر هذة الأية في اللمس قال : لايجوز أن يلمسة أحد إلا بطهارة يريد أن يقول النيل , نيل تلقي ونيل إستيداع ونيل إستنطاق ونيل تدبر حتى نيل اللمس يحتاج إلى طهارة قال تعالى:{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} .


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس