إذاً ما هي الحاجة لنزول جبرائيل؟
لكل موجود من موجودات الكون حداً ملكي وحداً ملكوتي ,حداً مادي وحداً غيبي لكل موجود من الموجودات له حداً مادياً وحداً غيبياً كيف؟
مثلاً: هذا الحجر الصلب ,هذا الحجر الأخرس هذا الحجر له حداً مادياً أنه حجر طول وعرض وعمق وله حداً غيبياً وهو قوله تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} هذه الأحجار هذه الموجودات التي بين أيدينا من شجراً وحجراً وحيوان ونبات لها علاقة مع الله ملكوتيه نحن لا ندركها ولا نعرف واقعها وكنهه نحن ندرك الحدود المادية أما الحدود الغيبية الملكوتيه وهي علاقة هذه الموجودات مع الله نحن لا ندركها قال تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} كل شي في هذا الكون هكذا.
القرآن الكريم أيضاً له حد مادي وحد غيبي الحد المادي هو الذي نراه كتاب بين جلدتين وحروف وآيات وألفاظ هذا الحد المادي للقرآن ,ولكن وراء هذا الحد المادي وراء هذا الحد الملكي حداً ملكوتياً غيبياً نحن لا ندركه ما هو الحد الغيبي؟ أقر قوله تعالى:{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ الله}نحن نستطيع أن ندرك هذه الحقيقة؟ لا نستطيع أن ندركها يعني لو ينزل يتصدع الجبل هذا حد ملكوتي يعني القرآن بلحاظ حده الملكوتي الغيبي يؤثر حتى في الصخرة الصماء{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ الله}إذاً حتى القرآن له حدان حدي ملكي مادي وحدً ملكوتي.
القرآن بحده المادي بحروفه وآياته بألفاظه بسائر ما يتعلق به كان عند النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله ) ,لكن لهذا القرآن حد ملكوتي له تأثير في عالم الملائكة, له تأثير في عالم الجن ,له تأثير في عالم الجمادات هذا القرآن له تأثيرً على العوالم كلها,هذا القرآن له أشعاع مبثوث في العوالم كلها إلى حد ملكوتي وراء حده المادي ,أرد الله أن يطلع نبيه محمد(صلى الله عليه وآله)على تأثير القرآن على شعاع القرآن وتأثير حد القرآن في عالم الملائكة فأنزله عبر جبرائيل(عليه السلام) لا لأنه النبي يجهله بل لأجل أن يرى النبي بأم عينيه علاقة هذا القرآن مع عالم الملائكة لأجل أن يرى النبي بان عينيه تأثير هذا القرآن على عالم الملائكة,هذا القرآن عندما ينزل مو بس جبرائيل الملائكة كلها تتشرف بتناول القرآن الكريم جبرائيل تلقاه عن العرش والملائكة أعوانه وأعضاضه في تناول القرآن الكريم حتى يصل إلى النبي مصطفى محمد (صلى الله عليه وآله).
المسألة ليست مسألة ألفاظ القرآن الكريم يقول:{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}أذا بس ألفاظ سوف يكون خفيف وليس ثقيل المسألة ليست مسألة ألفاظ, القرآن شعاع مؤثر في عالم الجن في عالم الملائكة,في عالم الجماد,في عالم الإنسان{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}هذا الشعاع المبثوث في العوالم كلها أرد الله تبارك وتعالى للنبيه(صلى الله عليه وآله)أن يراه بأم عينيه فأنزله على جبرائيل والملائكة الروحانيين حتى يصل إلى النبي لا لأجل لأنه النبي جاهلاً به أبداً بل لأجل أن يراه بعينيه (صلوات الله عليه وسلامه عليه)هذا تشريفاً للملائكة بالقرآن وليس تشريفاً للنبي (صلى الله عليه وآله) هذا الشق الأول.
الشق الثاني: أفترض وهذا الفرض غير صحيح ولكن أفترضه ,لنفترض أن النبي لم يكن مطلعاً على القرآن وأنم جبرائيل أطلع عليه حين أنزله على قلب النبي (صلى الله عليه وآله)لنفترض ذلك هذا لا يعني أن جبرائيل أفضل من النبي لماذا؟! قد يحتاج أفضل الناس إلى غيره في معرفة بعض المعلومات المعينة هذا لا يعني أنه أفضل منه لا ملازمه.
نشرح ذلك بالمثال:الخضر(عليه السلام)وموسى ابن عمران ,موسى أبن عمران هو إمام زمانه ,موسى أبن عمران (عليه وعلى نبياً وآله أفضل الصلاة السلام)من أولي العزم وإمام زمانه يعني أفضل أهل زمانه,و الخضر كان مأموماً بالإمام موسى,الإمام موسى الخضر مأموماً له لكن الله تبارك وتعالى شاءت حكمته أن يعجل الخضر مصدراً لبعض المعلومات بالنسبة لموسى ابن عمران, امتحان لموسى ابن عمران الله تبارك وتعالى جعل الخضر مصدراً لبعض معلوماته ,صار الخضر باباً من أبواب العلم التي استفاد منا موسى ابن عمران مع أن موسى أفضل من الخضر, الفضل بالمقام الروحي من الله تبارك وتعالى هذا أفضل من هذا بلحاظ ماذا المقام الروحي ,مثال: والله أن أعلم من فلان أنا في الفيزياء يعني أنا أفضل منه؟ أو فلان أعلم مني بالفقه يعني أفضل مني؟ لا قياس الفضل بالمقام الروحي القريب من الله تبارك وتعالى من هو أسمى في المقامات الروحية فهو أفضل عند الله تبارك وتعالى فكون جبرائيل أطلع على بعض المعلومات لو فرضاً ذلك قبل يطلع عليه النبي (صلى الله عليه وآله)هذا لا يستلزم أنه أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله)بلحاظ أن مقياس الفضل بالقرب الروحي بالقرب والمقام الروحي قال تعالى:{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}وقال تبارك وتعالى:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} ما مضمون الآية المباركة إذاً بالنتيجة المدار في الفضل على المقام الروحي لا على بعض المعلومات قد يحتاجها من هو الأفضل من مصدراً معيناً من منبعاً معين وهذا لا يستلزم فضله عليه هذا ما أردنا أن تعرض له في هذه الفقرة{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} نتعرض أن شاء الله في اليوم القادم للفقرة الأخرى وهو قوله تعالى :{فِي لَيْلَةِ الْقَدْر}.
|