عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 03:54 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



فنقول : أصل منشأ هذه الأنوار هو نور التوحيد والإيمان والإسلام ، وهي الشجرة الطيبة التي ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ) .
وتلك هي الحضرة الفاطمية والمحمدية ، والبضعة الأحمدية ، خلقتها نور ، وطلعتها نور ، وولادتها نور ، ونسبتها نور ، بل منشأها ومبدأها من الأنوار الإلهية ، منتزعة من نور حقيقة الحقائق المحمدية ، ومنها نور الحفظ ، ونور الخوف ، ونور الرجاء ، ونور الحب ، ونور اليقين ، ونور الفكر ، ونور الذكر ، ونور العلم ، ونور الحياء ، ونور الإيمان ، ونور الإحسان ، ونور العطف ، ونور الهيبة ، ونور الحيرة ، ونور الحياة ، ونور الاستقامة ، ونور الإستكانة ، ونور الطمأنينة ، ونور الجلال ، ونور الجمال ، ونور الوحدانية ، ونور الفردانية ، ونور الأبدية ، ونور السرمدية ، ونور الديمومية ، ونور البقاء ، ونور الهوية .
وهو جامع جميع الكمالات ، وواضع سمة مراتب الإعتدال الملكي والإنساني ، والعالم كله وآدم وبنيه صور وأجزاء وتفصيل لوجوده ; لقوله ( صلى الله عليه وآله ) « آدم ومن دونه تحت لوائي » وإنه القائم بشرائط العبودية ، وهو من ربه على نور وهو نور على نور .
وهو كعبة الجلال ، ونقطة الكمال ، والإنسان الكامل ، ومظهر الاسم الجامع الشامل ، ومقصود الخلق ، والموحد في قصر التوحيد ، وغياث المضطرين ، تنتهي إلى نقطة وجوده الخطوط والدوائر الإمكانية . وهو مجمع الأنوار ، ومطلع الأسرار ، وهو مع الله قلبا ومع الخلق شخصا . وهو المنقطع عما سواه ، وليس له مؤنس إلا الله ، ولا نطق ولا إشارة له إلا بالله وفي الله ومع الله ، وقد قال الله في حقه ( ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) .
وهو الظاهر بنفسه والمظهر لغيره ، بل هو نفس الظهور ، وأجل يالموجودات وأظهرها ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) .
والصديقة الطاهرة خلاصة ذلك الوجود المسعود وخاصته وبضعته وثمرة صاحب المقام المحمود .
وهي أشبه الناس برسول الله خلقا وخلقا وكلاما وحديثا وهديا وسمتا وقولا وفعلا وعلما وعملا ويقينا ومعرفة ، فورثت أباها ، وما آتاه الله آتاها ، فإذا هي النورية « السماوية » ، بل هي نور في العوالم الشهودية والغيبية .
ولقد قلت نظما :
مشكاة نور الله جل جلاله * زيتونة عم الورى بركاتها
هي قطب دائرة الوجود ونقطة * لما تنزلت أكثرت كثراتها
هي أحمد الثاني وأحمد عصرها * هي عنصر التوحيد في عرصاتها
وأرجو من عناياتها .
وسنذكر - إن شاء الله تعالى - في خصيصة إبداع نور فيض ظهورها أخبارا سارة ، ونقتصر هنا على ذكر حديث واحد - وفاء بالوعد - رواه المرحوم المجلسي عليه الرحمة في المجلد السابع من بحار الأنوار عن تفسير علي بن إبراهيم القمي : عن الصادق ( عليه السلام ) قال في قول الله : ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة ) المشكاة فاطمة ( عليها السلام ) ( فيها مصباح المصباح ) الحسن والحسين ( في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري ) كأن فاطمة ( عليها السلام ) كوكب دري بين نساء أهل الأرض ( يوقد من شجرة مباركة ) يوقد من إبراهيم « عليه وعلى نبينا وآله السلام » ( لا شرقية ولا غربية ) يعني لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضيء ) يكاد العلم يتفجر منها ( ولو لم تمسسه نار نور على نور ) إمام منها بعد إمام . [ ( يهدي الله لنوره من يشاء ) يهدي الله للأئمة من يشاء أن يدخله في نور ولايتهم مخلصا ( ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم ) ] .
وفي تفسير فرات عنه ( عليه السلام ) قال : ( كأنها كوكب دري ) فاطمة من نساء العالمين ( يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) قال لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضيء ) يكاد العلم ينبع منها سلام الله عليها .
وروى مثله في كتاب الطرائف عن ابن المغازلي الشافعي ، عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، والعلامة في كشف الحق عن الحسن البصري ، وابن البطريق عن المناقب لابن المغازلي .
وبهذا التفسير تبين أن علم الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) من علم فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، كالزيت يعصر من الزيتونة ، حيث يفاض العلم من أعلى مراقي النبوة على فاطمة الطاهرة مباشرة بدون نزول ملك مقرب ، والأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) يتكلمون عنها ، فكما كان وجودها المقدس سببا لوجود كل واحد من الأئمة ، فكذلك كان علمهم يفاض عليهم بواسطتها . ويظهر من قوله تعالى : ( يوقد من شجرة مباركة ) أن علم فاطمة من الرسول وأن علوم الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) من فاطمة ( عليها السلام ) .
وفي هذا كمال الشرف لتلك المخدرة وغاية التمجيد في العلم الموهوب لها ( عليها السلام ) .
ولما كان علم فاطمة ( عليها السلام ) منسيا في هذا الزمان ، أفردت له خصيصة خاصة للكلام عنه ، وذكرت الأخبار الدالة على إحاطتها بالعلوم الدينية والمعارف الحقة ، وأنها عالمة بما في الأرض والسماء . ففاطمة الزهراء مشكاة علوم آل محمد ( عليهم السلام ) ، فكما يستفيد الناس من ضوء النجوم ( وبالنجم هم يهتدون ) فكذلك بعلوم فاطمة يهتدون ، فتأمل .


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس