10-18-2011, 03:26 PM
|
|
|
المشرف العام
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 11 |
تاريخ التسجيل : May 2010 |
فترة الأقامة : 5405 يوم |
أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM) |
المشاركات :
735 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً حول الزهراء سلام الله عليها"موقع الميزان
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ "موقع الميزان "
الحمد لله الذي أكمل نوره ، وأتم سروره ، وقال في كتابه العزيز : ( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ ) فيا معشر السادة ويا فرقة الشيعة القادة ; أبشروا في هذا اليوم الشريف بالمواهب الإلهية ، والرغائب الرحمانية لولادة أم الأئمة النجباء ، وسيدة النساء ، والبتول العذراء ، والإنسية الحوراء ، وشرف الأرض والسماء ، وذبالة مشكاة الضياء ، فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ، وبارك الله لكم من هذه الطلعة الرشيدة ، والغرة الحميدة ، في هذا العيد السعيد ، مع العيش الرعيد ، كما بورك للنبي والأئمة الأطياب الذين هم ورثة النبوة والحكمة وفصل الخطاب ، وقد جعل الله شرق الأرض وغربها بغرة ناصيتها مستنيرة ، وسكانها بأشعة جبهتها مستضيئة ، فانظروا ( إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها ) ، وكأنها من وجدها وسرورها بنيت قواعدها على الابود ، وألقت الشمس عليها ردائها ، وأرخت النجوم أضوائها سلام الله عليها ما طلعت الشمس وظلعت الأقمار ما دارت الأفلاك وسارت الليل والنهار ، وفوق ما قيل : إن أباها وأبا أباها * قد بلغا في المجد غايتاها واها لهذا العيش ونعم ما قيل :
جاء السرور مع الفرح * ومضى النحوس مع الترح أولا : أتقدم في مقدمة هذه الخصيصة - وأنا أضعف العباد وأقلهم قابلية - لسادتي من ذرية النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكافة محبيهم بالتهاني والتبريك بمناسبة ولادة أمهم الزهراء ( عليها السلام ) .
وثانيا : أقول لكم أيها السادة الأجلاء من بني فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وسائر الشيعة الإمامية : أشكروا الله تبارك وتعالى مخلصين - قلبا ولسانا - على هذه الموهبة الكبرى والنعمة العظمى التي من عليكم العلي الأعلى في هذا الشهر وفي هذا اليوم السعيد ، واعرفوا لهذا اليوم قدره ، وانظروا كيف ملأ الله قلب نبي الرحمة وخلاصة الموجودات محمد المصطفى بالنور ، وجعله مفعما بالبهجة والسرور في هذا اليوم ؟ ! وفتح فيه أبواب رأفته ورحمته وامتن على أنبياءه وملائكته العظام منة لا غاية لها ، فأخرج لهم بنتا خيرا من مريم ، وأخرج منها أولادا جعلهم أركان الوجود وأعيان الجود .
أم الأئمة أم جمة الولد * بمثلها لم يكن تحبل ولم تلد سماء الصدق والصفاء ، ولمع در ثمين من صدف العفة والحياء ، وتنور عالم الإمكان بنورها الموفور السرور .
فيا أيها الإخوان ; لا يفوتنكم شرف هذا اليوم ولا تغفلوا عنه لئلا تصنفوا في الغرباء والأجانب ، بل كونوا من الأولياء والمعارف ; فغدا - في يوم الجزاء - ستشد فاطمة الزهراء عصابة الشفاعة على جبينها النوراني الأغر ، فتدفع أعداءها بالقهر إلى جهنم ، وتدخل أحباءها بالرحمة إلى الجنة ، فلا تكن يومها حيران تدير طرفك تتوسل إلى هذا وذاك ، تبحث عن من يؤويك لتلجأ إليه ، فلا تجد إلا فاطمة العالمة العارفة بأعدائها ومحبيها ، فتطردك فلا يكون لك ملجأ ولا منجى .
وللحب علامات : منها معرفة الحبيب ومعرفة أحواله ومعرفة حزنه وفرحه .
إلا أن تعرض عن محبة فاطمة ولا ترى حاجة إلى شفاعتها ، وهذا بنفسه ذنب كبير لا يغتفر . فمن ذا الذي يستغني عن الساحة الفاطمية المقدسة سواء كان مذنبا أو غير مذنب ؟ ومن ذا الذي يرى نفسه مستغنيا عن شفاعتها ؟ أرجو أن تتحقق أمنيتي ويسمع الناس إشارتي فتعمهم البشرى والمسرات ، فنصير بفرحنا في هذا اليوم في عداد أحباء أبناء أهل البيت ( عليهم السلام ) وأوليائهم .
وأمر من هنا على عجل طالبا الرحمة للمسترحمين وأقول : ولدت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) يوم الجمعة - على الرواية الصحيحة - لخمس وأربعين سنة بعد عام الفيل ، وبعد ولادة أبيها ( صلى الله عليه وآله ) في عهد يزدجرد بن شهريار ملك العجم ، في مكة المعظمة - زادها الله شرفا وتكريما - في الموضع المبارك الذي صار في هذه الأعوام مزارا للسنة والشيعة جميعا .
ولدت من سيدة النسوان خديجة الطاهرة ( عليها السلام ) بنت خويلد ، فأشرقت بنورها البهيج على مكة والمدينة وتهامة والحجاز ، بل على سائر من في الأرض والأفلاك ، فأراحت النبي المختار بقدومها من عناء الانتظار .
وكان عمر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يومها خمسة عشر عاما ، لأنه ولد ( عليه السلام ) - على الرواية المشهورة - بعد مضي ثلاثين سنة من مولد النبي الخاتم ( صلى الله عليه وآله ) .
فكانت ولادتها ( عليها السلام ) بعد مضي ستة آلاف ومائتين عاما من هبوط آدم أبي البشر ( عليه السلام ) ، وأربعمائة وخمسين عاما أو ما يقرب من ذلك من عهد الإسكندر ، وبعد خمسة وعشرين عاما من عام الفجار .
وروى بعضهم : كان بين ولادة فاطمة ( عليها السلام ) وعهد الإسكندر ذي القرنين تسعمائة وخمسة وعشرين عاما .
ولعل الإختلاف ناشئ من اختلاف عهدي الإسكندرين ، أحدهما ذو القرنين الذي ملك الأرض والآخر غيره .
عقم النساء فما يلدن بمثلها * إن النساء بمثلها عقم والخلاصة : كانت فاطمة الطاهرة ( عليها السلام ) ترى قرنها وعالمها من مقام الأشرف فالأشرف ، وتسير في الحجب ، حتى حبست في هذه المرتبة الأدنى فصارت روح العالمين - فدى العالمين قدومها السعيد - .
والآن فليتأمل الأولياء والمحبون ويسروا ويسعدوا بالنظر في الحديث المروي في أول المجلد العاشر من بحار الأنوار في ولادة أم الأئمة الأطهار ، وهو مجموعة من أسرارها ومناقبها ، وقد ذكر في كثير من كتب الشيعة دون اختلاف ، كما روي في أمالي الصدوق ( قدس سره ) دون زيادة أو نقصان ، وكذا في مصباح الأنوار عن أبي المفضل الشيباني عن الصادق ( عليه السلام ) ، واللفظ من بحار الأنوار : عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : كيف كان ولادة فاطمة ( عليها السلام ) ؟ فقال : نعم ; إن خديجة ( عليها السلام ) لما تزوج بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هجرتها نسوة مكة ، فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة لذلك ، وكان جزعها وغمها حذرا عليه ( صلى الله عليه وآله ) .
فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة ( عليها السلام ) تحدثها من بطنها وتصبرها ، وكانت تكتم ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال لها : يا خديجة من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ، قال : يا خديجة هذا جبرئيل يبشرني يخبرني أنها أنثى ، وأنها النسلة الطاهرة الميمونة ، وأن الله تبارك وتعالى ، سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه .
فلم تزل خديجة ( عليها السلام ) على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء ، فأرسلن إليها : أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا ( صلى الله عليه وآله ) يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له ، فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئا ، فاغتمت خديجة ( عليها السلام ) لذلك ، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهن لما رأتهن ، فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك : أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة ، وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران ، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها ، وأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة ( عليها السلام ) طاهرة مطهرة .
فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ، ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة ، وفي الإبريق ماء من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر ، فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة ( عليها السلام ) بالشهادتين وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء ، وأن بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ، ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها ، وأقبلن يضحكن إليها ، وتباشرت الحور العين ، وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة ( عليها السلام ) ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك ، وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها ، فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها . فكانت فاطمة ( عليها السلام ) تنمى في اليوم كما ينمى الصبي في الشهر ، وتنمى في الشهر كما ينمى الصبي في السنة .
وفي الحديث عشر بشائر كبرى :
الأولى : تكلم الزهراء ( عليها السلام ) في رحم أمها في أيام الحمل عدة مرات .
الثانية : حضور جبرئيل وتبشير النبي بأنها أنثى ، وأن نسل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سيكون منها .
الثالثة : مجيء النساء الأربعة المحترمات وتبشير خديجة بأنهن رسل الله .
الرابعة : إشراق الأنوار الفاطمية في بيوت مكة وشرق العالم وغربه .
الخامسة : مجيء الحوريات العشرة مع الطست والإبريق وماء الكوثر والخرقتين البيضاوين بالصفة المذكورة .
السادسة : نطق المخدرة الكبرى بالشهادتين وذكر أسماء الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، واستبشارها بذكر كل واحد منهم .
السابعة : ظهور ذلك النور البديع في السماوات .
الثامنة : تبشير الملائكة بعضهم بعضا بولادتها ( عليها السلام ) . التاسعة : الإخبار عن طهارة الذات ويمن القدوم .
العاشرة : نمو فاطمة ( عليها السلام ) بالصفة المذكورة ، لا كبقية الصبيان .
والآن فلينصف المحب ولينظر أن أكثر ما روي في كتب المناقب والكافي والفقيه والعيون من خصوصيات في ولادة الأئمة جميعا ، قد ذكر في هذه الرواية في حق فاطمة ( عليها السلام ) ، بل أكثر .
وقد ورد في هذا الحديث ما يقبله أهل السنة والجماعة ويروونه أيضا ، كتكلمها وهي في رحم خديجة .
وما ذكر في حق فاطمة ( عليها السلام ) من أوصاف وعلائم خاص بالمعصوم والمعصومة فقط .
والحديث دليل على أفضلية فاطمة ( عليها السلام ) على النساء الأربعة سيدات نساء العالمين ، لأنهن أمرن بخدمتها ، والمخدوم أفضل من الخادم ، وسيأتي حديث آخر في خدمة مريم لفاطمة وتمريضها أيام علتها ، والحديث صحيح .
وكذا سعدت الحور العين بخدمتها في مواقع أخرى .
وكل ذلك يدل على كمال إنسانيتها - وهي منبع العفاف ومعدن العصمة والشرف - وأفضليتها على سائر نساء الأولين والآخرين ، وإحاطة علمها بكل شئ كان أو هو كائن ، وكمال توحيدها ويقينها وعرفانها وإيمانها .
ويدل الخبر أيضا على ولادتها بعد البعثة ونزول الوحي - خلافا للمخالف - لأنه نص على حضور جبرئيل وتبليغه البشارة . وانقدح في ذهني نكتة - وأنا أقرأ الحديث - وكأنها من إيحاءات الحديث ، وهو أن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي المولود الأول لخديجة ، بل هي المولود الوحيد لها ، أن بناتها الأخريات من الأزواج الآخرين .
والعجيب أن التاريخ لا يروي لنا استعانة خديجة بنساء بني هاشم في ولادة بناتها الاخريات ، مع أنهن سبقن فاطمة ( عليها السلام ) بالولادة ، وكانت خديجة في الولادة الأولى وما بعدها أحوج إلى من يعينها من الولادة الأخيرة ، فإن كانت قد استدعتهن من قبل ولم يجبنها ، فكيف تستعين بهن مرة أخرى ؟ إلا أن يقال أنها لما ولدت فاطمة ( عليها السلام ) لم يكن عندها جارية ولا خادمة ! ! بينما كانت في السابق مستغنية عن النساء بجواريها وخدمها .
وإذا كان عمر خديجة يوم دخولها بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) خمسة وأربعين سنة - على الرواية المشهورة - وكان عمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) يومها خمسا وعشرين سنة ، يعني أنها لازمت خدمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثين عاما ، وكان هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في عام الحزن ; العام الذي رحلت فيه خديجة وأبو طالب ، وقد ذكرت التواريخ والسير أبناء ذكورا لخديجة ( عليها السلام ) توفوا جميعا في حياة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم القاسم والطاهر والمطهر ، ولم نجد في ولادة أي واحد من ذكورها إناثها أثرا لما ذكر لولادة فاطمة من أحداث اكتنفت الولادة .
فإذا كانت خديجة بالعمر المذكور ، وكانت فاطمة أصغر بناتها - ونحن لا نعرف بالضبط متى رزقت بناتها وأبناءها ، وفي أي سنة من عمرها الشريف - .
فإن كان كذلك أي كان عمر خديجة يوم دخولها بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) خمسة وأربعين سنة ، وكانت زينب كبرى بناتها أكبر من فاطمة بخمسة عشر عاما ، يلزم أن يكون عمرها عند ولادة فاطمة ( عليها السلام ) ستين سنة ، وهو بعيد إلا أن يقال أن خديجة دخلت بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل الخمس والأربعين .
على أي حال لا بد من النظر في الأخبار وجمعها عن طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) ولي - أنا الحقير - مشرب مأخوذ من الأقوال الصحيحة والعقائد المعتبرة للعلامة المجلسي ( عليه الرحمة ) وأمثاله من علماء السلف المتوغلين في هذه الطريقة ، والمأنوسين بأقوال الأئمة الطاهرين ، وسيأتي في خصيصة آتية بعون الله تعالى ما نحل به المشكلة ونسأل الله التوفيق .
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
|