عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-18-2011, 03:16 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5405 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ابتداء خلقها وإبداع نور المخدرة الطاهرة صلوات الله عليها "موقع الميزان "



ابتداء خلقها وإبداع نور المخدرة الطاهرة صلوات الله عليها "موقع الميزان "

الأخبار الدالة على خلقتها النورانية ، وما ذهب إليه الفريقان من العقيدة الراسخة الثابتة للشيعة الإمامية ، وما ذهب إليه العامة العمياء .
وقد اتفق الفريقان على أن نور الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الموفور السرور كان في أول الإيجاد ، لم يسبقه سابق ولا تقدمه متقدم .
واتفق الفريقان على رواية حديث « أول ما خلق الله نوري »; ومن نوره المقدس انسلت بقية الأنوار وظهرت في عرصة الوجود ، فهو ( صلى الله عليه وآله ) أنور الأنوار .
وفي الحديث « خلق الله الأشياء بالمشيئة » ، والمشيئة بنفسها تعني أن وجوده لم يكون مسبوقا بوجود آخر ، وأن كل الموجودات معلولة لوجوده المبارك « لولاك لما خلقت الأفلاك » والذات المقدسة علة لها والعله أسبق وأشرف من المعلول .
وفي حديث « أول ما خلق الله نوري » إشارة إلى أن وجودي من الحق تعالى ، ونوري مشتق من مبدأ الربوبية ، ولي خالق أوجدني من العدم وألبسني خلعت الوجود وأفاض علي الحياة .
وقد تبين من الأخبار المتواترة والآثار المتكاثرة أن عالم الأنوار يختلف عن العوالم الأخرى ، فهو أفضل وأعلى رتبة ، كما أن اختلاف مراتب الأنوار أيضا مطلب في غاية الوضوح ، ولا ضير في اختلاف الأخبار في ابتداء الخلقة في ذكر الأعوام والسنين ، مثل الأربعة آلاف سنة ، ومائة وأربعة وعشرين ، وألف ألف دهر ، وأربعين ألف ، وألفي عام وغيرها ، لإمكان الجمع بينها .
ونبدأ في إثبات المراد وصحة المقصود بحديث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي أخرجه أبو الحسن البكري شيخ الشهيد الثاني في كتاب الأنوار ، وفيه كفاية ، قال في أول الحديث : « كان الله ولا شئ معه ، فأول ما خلق الله نور حبيبه محمد قبل خلق العرش والكرسي والسماوات والأرض واللوح والقلم والجنة والنار والملائكة وآدم وحواء بأربعة وعشرين وأربعمائة ألف عام » وكانت له تسبيحات الخاصة » .
فأول ما خلق ، وأول ما صدر ، وأول ما ظهر نور نبينا ( صلى الله عليه وآله ) .
وحديث جابر « أول شئ خلق الله نور نبيك يا جابر ثم خلق منه كل خير » .
وأيضا عن جابر بن عبد الله [ قال : ] قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « أول ما خلق الله نوري ، ففتق منه نور علي ( عليه السلام ) . . الخ » .
وفي حديث جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر ( عليه السلام ) : كان الله ولا شئ غيره ، ولا معلوم ولا مجهول ، فأول ما ابتدأ من خلقه أن خلق محمدا ( صلى الله عليه وآله ) وخلفاءه من أهل بيته معه من نوره وعظمته » .
وأما إيجاد نور فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بالإنفراد ، مع قدم نور النبوة والولاية ، فالمستفاد من بعض الأخبار والآثار أن نورها مقدم ومخلوق بالاستقلال ، ومن بعضها أنها خلقت من نور النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويظهر من بعض الأخبار المعتبرة أنها خلقت من نور النبي ( صلى الله عليه وآله ) ونور أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
وفي حديث الخصال ومعاني الأخبار والعلل عن معاذ بن جبل ، أن نور النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأمير ( عليه السلام ) والحسنين ( عليهما السلام ) خلق جميعا قبل سبعة آلاف سنة ، وليس فيه ترتب بين أنوارهم ( عليهم السلام ) .
وعليه ففي إبداع النور الفاطمي أربعة طوائف من الأخبار ، أرجحها وأوضحها حديث جابر وأبي الحسن البكري .
وروي اتحاد نور النبوة والولاية بمفاد « أنا وعلي من نور واحد » .
ثم انقسم هذا النور إلى جزئين ، النور النبوي ، والنور العلوي ، فخلق النور الفاطمي من نور النبوة ، ونور الحسنين ( عليهما السلام ) من نور فاطمة أو من نور الولاية .
نعم ; يستفاد من الحديث الذي أخرجه المجلسي ( رحمه الله ) في المجلد السابع والعاشر من البحار ، عن كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي بحذف الاسناد ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذيل قوله تعالى ( أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين ) : أن نور فاطمة خلق في أول الإيجاد والإبداع بالإنفراد دون الاشتراك ; قال ( صلى الله عليه وآله ) في آخر الحديث : ثم إن الله خلق الظلمة بالقدرة ، فأرسلها في سحائب البصر ، فقالت الملائكة : سبوح قدوس ربنا ، مذ عرفنا هذه الأشباح ما رأينا سوء ; فبحرمتهم إلا كشفت ما نزل بنا ، فهنالك خلق الله تعالى قناديل الرحمة وعلقها على سرادق العرش ، فقالت الملائكة : إلهنا لمن هذه الفضيلة وهذه الأنوار ؟ ! فقال : هذا نور أمتي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، فلذلك سميت أمتي الزهراء لأن السماوات والأرضين بنورها زهرت ، وهي آنية نبيي وزوجة وصيه .
ولا تعارض بين ظهور نور تلك المخدرة في السماوات وبين سبق النور النبوي المقدس وقدمه ، فهذا الإظهار والأزهار جلوة من جلوات سيدة الكائنات ، كما أن الوجود الفاطمي المقدس جلوة من الجلوات المحمدية ( صلى الله عليه وآله ) .
روى الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والطبرسي وصاحب كشف الغمة رضوان الله عليهم عن الفضل بن شاذان معنعنا عن الإمام موسى بن جعفر ، قال : « إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد من اختراعه من نور عظمته وجلاله ، وهو نور لاهوتيته الذي تبدى وتجلى لموسى ( عليه السلام ) في طور سيناء ، فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه ، وكان ذلك النور نور محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما أراد أن يخلق محمدا ( صلى الله عليه وآله ) منه ، قسم ذلك النور شطرين : فخلق من الشطر الأول محمدا ، ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب ، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما ، خلقهما بيده ، ونفخ فيهما بنفسه لنفسه ، وصورهما على صورتهما ، وجعلهما أمناء له وشهداء على خلقه ، وخلفاء على خليقته ، وعينا له عليهم ، ولسانا له إليهم ، قد استودع فيهما علمه ، وعلمهما البيان ، واستطلعهما على غيبه ، وبهما فتح بدء الخلائق ، وبهما يختم الملك المقادير [ فجعل أحدهم بمنزلة النفس والآخر بمنزلة الروح ، فلا يقوم أحدهم إلا بالآخر ، ظاهرهم بشري وباطنهم لاهوتي ، فجعل ظاهرهم بري ، ليطيق الناس النظر إلى شمسهم المشرقة وبدرهم الساطع ] ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته كما اقتبس نوره من المصابيح ، هم خلقوا من الأنوار وانتقلوا من ظهر إلى ظهر ، ومن صلب إلى صلب ، ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة ، بل نقل بعد نقل ، لا من ماء مهين ولا نطفة خشرة كسائر خلقه ، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، لأنهم صفوة الصفوة . . . »
صلوات الله عليهم أجمعين . وفي كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الإثنا عشر ، عن سلمان ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حديث طويل :
« . . خلقني الله من صفوة نوره ، ودعاني فأطعت ، وخلق من نوري عليا فدعاه فأطاعه ، وخلق من نوري ونور علي فاطمة ، فدعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن والحسين ، فدعاهما فأطاعاه ، فسمانا بالخمسة الأسماء من أسمائه : الله المحمود وأنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الإحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين ، ثم خلق منا من صلب الحسين تسعة أئمة ، فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية وأرضا مدحية أو هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا ، وكنا بعلمه نورا نسبحه ونسمع ونطيع . . الخبر .
فنور النبي ونور الأمير ( عليهما السلام ) كان واحدا وفي درجة ومقام واحد ، ونور الحسنين أدنى منهما ، ونور فاطمة منفردا بين الدرجة الأولى والأخرى ، نقطة واحدة بين الخطين ، ينتهي إليها الخط العالي وينتمي إليها الداني ، قال تعالى : ( مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) .
وبعبارة أخرى : إن فاطمة الزهراء بمنزلة القلب من الأركان الأربعة لعالم الإمكان ، والقطب والقلب واحد في مملكة البدن .
وقال العرفاء : أغلب أعضاء البدن زوجية إلا القلب واللسان فهي فرد فرد ، واللسان ترجمان القلب ، يعني عليك أن تنظر إلى أحدهما وتمكن الآخر في القلب ، وتقرأ أحدهما وتجري الآخر على اللسان .
فإذا كان الأربعة في مقامهم يمثلون الأركان العظمى في هذا العالم ، ففاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بمثابة القلب والفؤاد والروح لهم ، وذاتها المقدسة مجهولة بلا عنوان .
وبعبارة أخرى : إن اسمها وذاتها وأصلها وفرعها وزوجها وذريتها الطاهرة وشيعتها الباهرة كلهم جاؤوا من عالم النور ، واستغرقوا في النور ، بل هم نور على نور .
وإذا كان أبوها نور الأنوار ، فهي أم الأنوار ، وهذا هو المراد من قوله تعالى ( واتبعوا الرسول والنور الذي أنزل معه ).
وسواء كان نور فاطمة ( عليها السلام ) مخلوقا بالإنفراد ، أو من نور النبي ( صلى الله عليه وآله ) ونور أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أو من نور الرب ، فهو على كل حال من نوع واحد ومن مصدر واحد ومن مبدأ ومنشأ واحد ، ولكنه كان يختلف في تجلياته حسب الوقت والزمان والحكمة المعلومة واستعداد القبول في تلك المستورة ، أم الفضائل ، فهي بذاتها وحقيقتها تتجلى في الملكوت الأعلى تجليات خاصة ، وتتسمى في كل تجل باسم ولقب خاص ، كما ذكرنا ذلك في الكلام عن معنى الزهراء والمنصورة والنورية .
وكان آخر تجليات أم الأنوار وعيبة الأسرار في عالم الشهود ، حيث تجلت وهي في الكسوة البشرية الحسية .
ومن المعلوم أن العوالم العلوية أفسح وأوسع من العوالم السفلية ، ويختلف الاستعداد والقابلية في كل واحد منهما بالنسبة إلى الآخر حسب العلو والدنو ، ولذا تكون الجلوة الوجودية والأنوار الحقة لفاطمة الزهراء هناك أظهر وأجلى .
أما في هذا الفضاء الضيق الدنيوي ، فكانت تبدو لسلطان الولاية شمسا مرة وقمرا مرة وكوكبا دريا مرة أخرى ، وتتجلى له بأنوار وأطوار أخرى أحيانا ، وتتجلى للآخرين حسب قابلياتهم ولياقاتهم ، وتتجلى لأهل السماء كلما وقفت في محراب عبادتها بنحو خاص ، وتتجلى لقلوب شيعتها الصافية بنور إيمانها إلى يوم القيامة . .
فإذا كان يوم القيامة كشف حقائق الأعيان والأشخاص يوم الحاقة ، أمر الله بإظهار أنوارها تامة ، فتتجلى بنورها البهيج فتحيط كل من في المحشر من الأولين والآخرين ، بل تعم به الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين والأولياء الكاملين والشهداء والصالحين والصديقين من المؤمنين ، فتدهش الأبصار وتوله القلوب ، حتى يتمنى كل واحد أن يكون فاطميا وأن يحسب في الفاطميين ، وكأن قبة القيامة فاطمية ، وجميع الشرائع والملل منضوية تحت الراية الإسلامية ، فلا يبقى ذكر ولا فكر ولا همة إلا انحصر في النظر إلى أنوارها الجمالية وآثارها الجلالية ، ولتشبت الجميع بالأذيال الفاطمية .
ولا يبعد أن يتوسل بها حتى الأنبياء العظام ، وكل منهم قطرة من قطرات بحار أنوار أبيها ، فيمدون يد الحاجة إلى شفيعة يوم الجزاء ، ويلتجأون إليها ليأمنوا من أهوال القيامة وفزعها .
ولذا ينادى في أهل المحشر أن « غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم » وطأطئوا رؤوسكم ، فلا أحد يقوى على مشاهدة جلوات أنوارها في عالم الملكوت وعرصات القيامة ، وغضوا أبصاركم لأن أهل المحشر لا قابلية لهم لمشاهدة الأنوار الزاهرة الباهرة ، فغضوا الأبصار لئلا يفنى الناظرين .
ولا يدري أحد كيف ستشرق أنوارها وكيف تتجلى سيدة نساء الأولين والآخرين في أعلى عليين وفي الخلد وهي ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) فتلك الأنوار كانت منذ اليوم الأول ، وظهرت وتلألأت في اليوم الآخر ، فمنذ مبدأ المبادي إلى يوم ينادي المنادي تتقلب أنوارها من عالم إلى عالم ، وكلما دخلت عالما نشرت فيه النور والسرور ، حتى تسطع في يوم المعاد والميقات ، وسيأتي بيانه في بحث القيامة في خصيصة الشفاعة إن شاء الله تعالى .
وبعد هذه المقدمة الموجزة أرى لزاما أن أتعرض في هذه الخصيصة إلى ما خلق الله من نور فاطمة ( عليها السلام ) .
ففي رياض الجنان والبحار عن أنس بن مالك والعباس بن عبد المطلب في حديث ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مخاطبا عمه العباس : « يا عم ! لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ، ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنا نسبحه حين لا تسبيح ، ونقدسه حين لا تقديس .
فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش ، فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش .
ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور علي ، ونور علي من نور الله ، وعلي أفضل من الملائكة .
ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض ، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض .
ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر ، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ، ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر .
ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين ، فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين . . . » .




 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس