عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 03:04 PM   #3
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وقد يقال: بل ان الاتباع لاحق بهم الى‌يوم القيامة وينتهي الكلام عند قولع تعالى {ويوم القيامة}، ثم يستأنف بقوله: {هم من المقبوحين}.
قال محي الدين الدرويش: ({وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ} الظرف: متعلق بمحذوف، دل عليه بقوله: {المقبوحين} كانه قيل: وقبحوا يوم القيامة، وانما قدرنا محذوفا؛ لان تعليقه بالمقبوحين وهو الظاهر يمنع منه وجود (ال) الموصولية، على‌ انهم قد اتسعوا في ذلك فعلقوه بمدخولها، ولا مانع من ذلك ولك ان تعطفه على‌موضع: {في هذه الدنيا}، اي: واتبعناهم لعنة يوم القيامة، وهم مبتدأ، {من المقبوحين} خبره).
وقد قال العكبري: (قوله تعالى {ويوم القيامة} الثانية فيه اربعة اوجه:
احدها: هو معطوف على موضع {في هذه} اي واتبعناهم يوم القيامة، والثاني: ان يكون على حذف المضاف، اي واتبعناهم لعنة يوم القيامة والثالث يكون منصوباً بـ {المقبوحين}، على ‌ان تكون الالف واللام للتعريف لا بمعنى الذي، والرابع: ان يكون على التبيين، اي وقبحوا يوم القيامة، ثم فسر بالصلة)(30).
وممن يلعن في هذه الدنيا الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات، يقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23].
وقد تسأل: لم لم يبين اللاعن في الآية؟
فأقول: ان ترك بيانه يحتمل وجوها، فمنها: ان المهم في المقام ذكر اللعن والملعون وليس ذكر اللاعن ولذلك اعرض عن بيانه، ومنها: ان من يرمي امراة محصنة غافلة مؤمنة معروف لاعنه، وهو الله ورسوله والمؤمنون، فاذا عرف واشتهر فذكره اطناب ليس في محله، ومنها ان اللاعنين كثيرون لا يسع المقام ذكرهم فيذهب الظن في بيانهم كل مذهب، والله اعلم باسرار كتابه.
وممن يلعن في الدنيا ايضا الذين يؤذون الله(31) ورسوله، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} [الاحزاب: 57].
قال الشيخ الطبرسي قدس سره: (قيل هم المنافقون والكافرون)(32).
ولعمري انك قد تجد من يؤذي الله ورسوله من المسلمين من لا يحصى كثرة‌ولا تدرك اذيته كيفية، والله المستعان.
الدنيا ظرف الولاية:
ومن ذلك ايضا كونها ظرفا للولاية، اي ولاية الله سبحانه وتعالى لعباده الصالحين فيقول تعالى على لسان نبيه يوسف (عليه السلام): {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}[يوسف: 101].
الدنيا ظرف الاحسان:
ومن ذلك ايضا كونها ظرفا للاحسان، يقول سبحانه وتعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} [النحل: 30].
قال الشيخ الطبرسي: (وهي ـ يعني الحسنة ـ الثناء والمدح على‌السنة المؤمنين، والهدى والتوفيق والاحسان)(33)، ويقول تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
الدنيا ظرف التبوئ:
ومن ذلك ايضا كونها ظرفا لان يبوئ الله الذين هاجروا فيه من بعدما ظلموا حسنة، يقول تعالى شانه: {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} [النحل: 41]، قال الشيخ الطبرسي: (اي بلدة حسنة بدل اوطانهم وهي المدينة عن ابن عباس، وقيل: لنعطينهم حالة حسنة وهي النصر والفتح، وقيل: هي ما استولوا عليه من البلاد وفتح لهم من الولايات)(34) وقد تسأل: ما معنى {لنبوئنهم}؟
فاقول: هي بمعنى للنزلنهم، فتقول: ولكنه لم لم يقل: لننزلنهم او ما الفرق بين التبوئ والانزال؟
قال الراغب في المفردات: (اصل البواء مساواة الاجزاء في المكان خلاف النبوة الذي هو منافاة الاجزاء يقال مكان بواء اذا لم يكن نابيا بنازله...)(35).
ويفهم من كلام ابن فارس في معجم مقاييس ان قول الراغب هنا اصل ثان لا علاقة له بمعنى النزول، قال: (الباء والواو والهمزة: اصلان، احدهما الرجوع الى‌ الشيء والآخر تساوي الشيئين، فالاول الباءة والمباءة وهي منزلة القوم حيث يتبوءون في قبل واد [أ] وسند جبل...)(36).
والمتأمل في آي القرآن الكريم يرى ان كلام الراغب هو الصواب، فانظر قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ} [الحج: 26]، وقوله تعالى: {...وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء...} [الزمر: 74] وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء} [يوسف: 56]، فانك تجد انه بمعنى‌ المكان الذي ليس بناب، اما الانزال فهو مجرد من هذا المعنى فقد يكون في مكان ناب، وقد يكون في مكان ليس بناب، فهو اعم من التبوئ، ولعله اختار التبوئ ايضا لانه تحدث عن قوم هاجروا في الله من بعدما ظلموا فهم لا يحتاجون لمجرد الانزال، بل لابد لهم من التبوئ، والله اعلم باسرار كتابه.
الدنيا ظرف نصر الله لرسوله:
ومن ذلك ايضا كونها محل نصر الله لنبيه(صلى الله عليه وآله)، يقول سبحانه وتعالى: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: 15].
وقد تسأل، لم لم يقل: ان لا ينصره الله؟
فأقول: قد اختلف النحاة كثيرا في الفرق بين (لا) و(لن) وقد اتى‌على كلامهم الدكتور فاضل السامرائي في كتابه الرائع (معاني النحو) واجاد ايما اجادة، ومما قال: (...واما من حيث دلالة (لن) على‌ التوكيد(37) فالامر كذلك، تقول: (لا اكلمك) فان شددت وبالغت قلت: (لن اكلمك)، قال تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} [مريم: 26] وقال: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55]، وقال: {قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ} [هود: 81]...)(38)
فاذا تبينت هذا فاعلم انه انما استخدم (لن) بدل (لا) لان (لن) ابلغ في التوكيد ولاسيما في موضع الانكار من الطرف المخالف ومما يدلك على‌ان (لن) اقوى في التوكيد هو انتهاء (لا) بحرف حلقي، وانتهاء (لن) بحرف ذلقي، والحرف الحلقي يمتد ولا ينقطع وليس كذلك الحرف الذلقي والسبب في الآية هو الحبل والسماء هي السقف(39)، وقيل غير ذلك، والله اعلم.
الدنيا ظرف فضل الله ورحمته:
ومن ذلك ايضا انها محل فضل الله ورحمته سبحانه وتعالى، قال تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 14].
الدنيا ظرف مصاحبة الوالدين بالمعروف:
وفيها يأمر الله سبحانه وتعالى الانسان ان يصاحب والديه معروفا، قال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15].
قال الشيخ الطبرسي: (اي وأحسن اليهما وارفق بهما في الامور الدنيوية وان وجبت مخالفتهما في ابواب الدين لمكان كفرهما)(40).
الأصنام في الدنيا:
وليس للأصنام في هذه الدنيا دعوة نافعة؛ لان الاصنام لا تدعوا الى عبادتها فيها ولا في الآخرة لانها تبرأ من عبادها فيها، يقول تعالى على‌ لسان نبيه موسى(عليه السلام) او مؤمن آل فرعون(41) : {لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} [غافر: 43].
وقد تسأل لم قال: {فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ} ولم يقل: (في الدنيا وفي الآخرة)؟
فأقول: ان ادخال (لا) على‌الجملة المعطوفة يؤكد المعنى المراد وهو نفي ان يكون له دعوة؛ لان ذلك ليس واقعا تحت المشاهدة، ثم ان حذفها قد يوهم بحسب التركيب النحوي ان الواو استئنافية، فيكون ثمة كلام محذوف قد يقدر بـ وفي الآخرة له دعوة الا ان هذا المعنى لا يقبل لان السياق يمنع ذلك ولا يقبله ثم ان المقام الذي يتحدث فيه المتكلم مقام يتحتاج الى تكثير ادوات النفي، وهذا واضح اذا ما تأملنا ذلك.
وتذكرني هذه الآية الشريفة بآية اخرى وهي قوله تعالى: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، فقد قال السهيلي في كلامه حول هذه الآية: (ومنها ان يقال: ما فائدة العطف بـ (لا) من قوله {عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}، [ولو قال: والضالين] لما اختل الكلام، وكان أوجز؟ ولم عطف بـ (لا) وهي لا يعطف بها مع (الواو) الا بعد نفي، ولو كانت وحدها لعطف بها بعد ايجاب، كقولك: مررت بزيد: [ولا عمرو]؟).
ثم قال بعد ان اجاب على اسئلة سابقة لهذا السؤال: (... واما فائدة العطف بـ (لا) مع (الواو) فلتاكيد النفي الذي تضمنه (غير) فلولا ما فيها من معنى النفي لما عطف بـ (لا) مع (الواو) وفائدة [هذا] التوكيد [ان] لا يتوهم ان (الضالين) داخل في حكم (المغضوب عليهم) او وصف لهم.
الا ترى انك اذا قلت: ما مررت بزيد وعمرو، توهم انك انما تنفي الجمع بينهما خاصة، فاذا قلت: ما مررت بزيد ولا عمرو، علم انك تنفي الفعل عنهما جميعا على‌كل حال من اجتماع وافتراق؟)(42) فتامل جوابه تجده قد رمى فاصمى.
اقتران الدنيا بالآخرة
واقترن ذكر الدنيا بالآخرة في جميع الآيات ما عدا آية واحدة، وهي قوله تعالى: {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 85]واقترانها بالآخرة اما ان يكون بلفظ الآخرة او بذكر حال من احوال الآخرة ومثال الاول وهو الاكثر قوله تعالى: {لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114]، وقوله تعالى: {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [البقرة: 130].
اما المثال الثاني، فقوله تعالى: {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ} [يونس: 70] وقوله تعالى: {وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} [هود: 60]، وقوله تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عذاب الحريق} [الحج: 9] وقوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ} [القصص: 42]، وقوله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وقوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15].


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس