عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2011, 06:16 PM   #4
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وقال الواقدي: أسلم في حياة النبي (ص). وقال غيره: قاتل أبو الأسود يوم الجمل مع علي بن أبي طالب، وكان من وجوه الشيعة، ومن أكملهم عقلاً ورأياً. وقد أمره علي بوضع شيء في النحو لما سمع اللحن. قال: فأراه أبو الأسود ما وضع، فقال علي: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، فمن ثم سمي النحو نحواً(64).
أول من نقط القرآن نقط إعجام:
يحيى بن يعمر ـ تلميذ أبي الأسود الدؤلي ـ هو أول من نقط القرآن نقط إعجام(65)، وهو الذي وضع النقط المعروفة على الحروف، وذلك للتمييز بين الحروف المتشابهة بالشكل كالباء والتاء والثاء، وهو يحيى بن يعمر العدواني الوشقيالمضري البصري التابعي، توفي قبل المائة وقيل بعدها سنة 120، ويقول في معجم الأدباء إن وفاته سنة 129، ويقول إنه لقي عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر وروى عنه قتادة السدوسي وجماعة، ولد بالبصرة ومنشؤه خراسان، والعدواني نسبة إلى عدوان قيس بن غيلان بن مضر، وكان عداده في بني ليث بن كنانة أحد قراء البصرة، وعنه أخذ عبد الله بن إسحاق القراءة، كان إمام القراء بالبصرة، عالماً بالقرآن فقيهاً نحوياً لغوياً(66).
وله مناظرة لطيفة في الحسنين(عليهما السلام) مع الحجاج ابن يوسف أمير الكوفة، أوردها الكراجكي في كتابه كنز الفرائد، تحت عنوان، خبر يحيى بن يعمر مع الحجاج: قال الشعبي كنت بواسط وكان يوم أضحى فحضرت صلاة العيد مع الحجاج فخطب خطبةً بليغةً فلما انصرفت جاءني رسوله فأتيته فوجدته جالساً مستفزا قال: يا شعبي هذا يوم أضحى وقد أردت أن أضحي فيه برجل من أهل العراق، وأحببت أن تسمع قوله فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به، فقلت: أيها الأمير، أَوَ تَرَى أن تستن بسنة رسول الله (ص) وتضحي بما أمر أن يُضحى به وتفعل مثل فعله وتدع ما أردت أن تفعله في هذا اليوم العظيم إلى غيره، فقال: يا شعبي إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه لكذبه على الله وعلى رسوله وإدخال الشبهة في الإسلام، قلت: أفيرى الأمير أن يعفيني من ذلك؟ قال: لا بد منه. ثم أمر بنطع فبسط، وبالسياف فأحضر، وقال: أحضروا الشيخ فأتوا به، فإذا هو يحيى بن يعمر، فاغتممت غماً شديداً وقلت في نفسي وأي شيء يقوله يحيى مما يوجب قتله؟ فقال له الحجاج: أنت تزعم أنك زعيم العراق؟ قال يحيى: أنا فقيه من فقهاء العراق. قال فمن أي فقهك زعمت أنّ الحسن والحسين من ذرية رسول الله؟ قال ما أنا زاعم ذلك بل قائله بحق. قال: وبأي حق قلته؟ قال: بكتاب الله عز وجل.
فنظر إليَّ الحجاج وقال: اسمع ما يقول، فإنّ هذا مما لم أكن سمعته عنه، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أنّ الحسن والحسين من ذرية محمد رسول الله (ص)؟! فجعلت أفكر في ذلك فلم أجد في القرآن شيئاً يدل على ذلك. وفكر الحجاج ملياً ثم قال ليحيى: لعلك تريد قول الله عزوجل: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَة اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) وأن رسول الله(ص) خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين؟ قال الشعبي: فكأنما أهدى إلى قلبي سروراً. وقلت في نفسي قد خلص يحيى، وكان الحجاج حافظاً للقرآن، فقال له يحيى: والله إنها لحجة من ذلك بليغة، ولكن ليس منها أحتج لما قلت، فاصفر وجه الحجاج وأطرق ملياً ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال له: إن أنت جئت من كتاب الله عز وجل بغيرها في ذلك فلك عشرة آلاف درهم، وإن لم تأت بها فأنا في حل من دمك، قال نعم.
قال الشعبي فغمني قوله وقلت: أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه، فإن جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل به حجته، لئلا يقال إنه قد علم ما قد جهله هو. فقال يحيى للحجاج: قول الله عز وجل(وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ) من عنى بذلك؟ قال الحجاج: إبراهيم (ع). قال: فداود وسليمان من ذريته؟ قال: نعم. قال يحيى: ومن نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته؟ فقرأ الحجاج: (وَأَيُّوب َوَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى) قال يحيى: ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ولا أب له؟ قال: من قبل أمه مريم. قال يحيى: فمن أقرب، مريم من إبراهيم أم فاطمة من محمد(ص)؟ وعيسى من إبراهيم أم الحسن والحسين من رسول الله (ص)؟ قال الشعبي: فكأنما ألقمه حجراً. فقال: أطلقوه قبَّحه الله وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم، لا بارك الله له فيها، ثم أقبل علي فقال: قد كان رأيك صواباً ولكنّا أبيناه، ودعا بجزور، فنحره وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه، وما تكلم بكلمة حتى انصرفنا ولم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجماً(67).
وقال ابن خلكان: كان تابعياً عالماً بالقرآن والنجوم وكان شيعياً من الشيعة الأول، يتشيع تشيعاً حسناً، يقول بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لأحد من الصحابة (رضي الله تعالى عنهم)(68). وجاء في شذرات الذهب: وكان يفضل أهل البيت من غير تنقيص لغيرهم(69).
أول من نوق التشكيل و الحركات الإعرابية:
الخليل بن أحمد الفراهيدي هو أول من وضع التشديد والهمز والإشمام والروم، وهو أول من ضبط الحركات الإعرابية على الشكل الحاضر(70)، ـ علماً بأن أول من تنوق في كتابة المصحف وتجويد خطه هو خالد بن أبي الهياج صاحب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(ع) ـ(71)، والفراهيدي هو الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم أبو عبد الرحمن، وقيل أبو الصفا الفراهيدي ويقال الفرهودياليحمديالعتكي الأزدي، ويقال الباهلي البصري النحوي العروضي. وُلد بالبصرة سنة 100، قاله ابن خلكان، وقال أيضاً: وقيل إنه عاش 74 سنة(72).
والفراهيدي بالدال المهملة في كل ما عثرنا عليه وشذ صاحب لب اللباب فيما حكي عنه في هامش اللباب نسبةً إلى فراهيد بطن من الأزد. وفي معجم الأدباء هو فراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله بن مالك بن مضر الأزدي. وعن الأصمعي سألت الخليل بن أحمد ممن هو فقال: من أزد عمان من فراهيد. قلت: وما فراهيد؟ قال: جرو الأسد بلغة عمان(73).
وأورد السيد محسن الأمين في أعيانه: في الخلاصة الخليل بن أحمد أفضل الناس في الأدب وقوله حجة فيه، واخترع علم العروض، وفضله أشهر من أن يُذكر، وكان إمامي المذهب، وعن ابن إدريس في مستطرفات السرائر أنه عده من كبراء أصحابنا إلا أنه سماه الخليل بن إبراهيم بن أحمد العروضي. وفي رياض العلماء: كان الخليل على ما قاله الأصحاب من أصحاب الصادق ويروي عنه، والخليل جليل القدر عظيم الشأن أفضل الناس في علم الأدب، وكان إمامي المذهب، وكان في عصر مولانا الصادق(ع) ، بل الباقر(ع) ، وكان إماماً في علم النحو واللغة(74).
وقال ابن داوود الحلي: الخليل بن أحمد شيخ الناس في علوم الأدب، فضله وزهده أشهر من أن يخفى، كان إمامي المذهب(75).
وذكر السيد حسن الصدر في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: وللخليل كتاب في الإمامة أورده بتمامه محمد ابن جعفر المراغي في كتابه، واستدرك ما أغفله الخليل من الأدلة، وسماه كتاب الخليلي في الإمامة، وذكره أبو العباس النجاشي في ترجمة محمد بن جعفر المراغي الهمداني في فهرس أسماء مصنفي الشيعة(76).
وعن الصدوق، عن أبي زيد النحوي الأنصاري، قال: سألت الخليل بن أحمد العروضي، فقلت: لم هجر الناس علياً (ع)، وقربه من رسول الله(ص) قربه، وموضعه من المسلمين موضعه، وغناؤه في الإسلام غناؤه؟ فقال: بهر والله نوره أنوارهم، وغلبهم على صفو كل منهل، والناس إلى أشكالهم أميل، أما سمعت الأول حيث يقول:
وكل شكل لشكله آلف
أما ترى الفيل يألف الفيلا؟(77)
وهو الذي قال في حق أمير المؤمنين(ع) حين سئل عنه: ما أقول في حق امرئ كتمت مناقبه أولياؤه خوفاً، وأعداؤه حسداً، ثم ظهر من بين الكتمين ما ملأ الخافقين. وقيل له أيضاً: ما الدليل على أنّ علياً إمام الكل في الكل؟ قال: احتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل(78).
قراءات القرآن:
لقد كان الشيعة من أصحاب الأئمة سباقين في دراسة أصول القراءات وإحكام قواعدها والإبداع في فنونها، فقد كان أربعة من القراء السبعة هم من شيعة آل البيت (ع) ، وهم عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي ـ قارئ الكوفة ـ ، وأبو عمر زبان بن علاء المازني ـ قارئ البصرة ـ ، وحمزة بن حبيب الزيات ـ قارئ الكوفة ـ ، وعلي بن حمزة الكسائي ـ قارئ الكوفة ـ. أما البقية فاثنان منهم كانا مستورَي الحال، وهما عبد الله بن كثير الداري ـ قارئ مكة ـ ، ونافع بن عبد الرحمن الليثي ـ قارئ المدينة (79) ،بينما الثالث وهو عبد الله بن عامر اليحصبي ـ قارئ الشام ـ ، فهو من أشياع معاوية، وكان لا يتورع عن الكذب والفسوق(80).
وأما أصح القراءات سنداً فهي قراءة عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي، قال أبو محمد مكي بن أبي طالب: وأصح القراءات سنداً نافع وعاصم(81) ، وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: كان عاصم المشار إليه في القراءات(82)،وقال أحمد بن حنبل: كان أهل الكوفة يختارون قراءة عاصم، وأنا أختارها(83).والرواية الصحيحة التي رُويت من قراءة عاصم هي رواية حفص(84).
قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث في معرض حديثه عن عاصم: أحد القراء السبعة،وقراءته عن طريق حفص معروفة مشهورة، وكل ما رأيناه من المصاحف القديمة والحديثة، رسم خطه على طبق قراءته. قال حفص: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الله السلمي عن علي(ع)(85).


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس