عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2011, 06:14 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جاء في كتاب مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي: (عن السدي قال: قال ابن عباس: أول من أسلم علي قبل الناس بسبع سنين، وكان أول من جمع القرآن)(25)، وقال الشيخ الصدوق: (إن القرآن الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على محمد(ص) هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس)(26)،وقال علم الهدى السيد المرتضىكان القرآن على عهده (ص) مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن. واستدل على ذلك بأنّ القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان، حتى عين جماعة من الصحابة في حفظهم له، وأنه كان يعرض على النبي (ص) ويتلى عليه، وأنّ جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي(ص) عدة ختمات. وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتبا ًغير مبتور ولا مبثوث)(27)، وقال الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي: (وأما الروايات عن أهل البيت(ع) في أنّ علياً أول من جمع القرآن على ترتيب النزول، ففوق حد الإحصاء)(28)، وذكر السيد نعمة الله الجزائري في كتابه نور البراهين: ( أنه روي أن أمير المؤمنين(ع) لما جمع القرآن بعد وفاة النبي(ص)، شده بردائه وأتى به إلى المسجد إلى أبي بكر وأصحابه، وأخبرهم أنّ هذا القرآن كما أنزل، وأن النبي(ص) أمره بجمعه، فقال الأعرابي: لا حاجة بنا إليه، عندنا مثله، فحمله(ع) وقال: لن يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي، فيحمل الناس على تلاوته والعمل بأحكامه، ولما تخلف الأعرابي أرسل إلى أمير المؤمنين(ع) حيلةً منه على إحراقه، كما أحرق قرآن ابن مسعود، فلم يرضَ(ع)(29)،وقال الميرزا محمد المشهدي في تفسير كنز الدقائق: (فقد كان ـ الإمام علي(ع) ـ أول من جمع القرآن وعلى هامشه الكثير من تفسير مجمله وتبيين معضله، كان (ع) قد شرح أسباب النزول، وبين مواقعه وتواريخه، والأفراد أو الجماعات الذين نزلت فيهم الآيات، كما كان قد أشار إلى مواقع عموم الآيات من خصوصها ومطلقها ومقيداتها وناسخها ومنسوخها ومجملها ومبينها، بل وجميع ما يحتاج إليه المراجع عند فهم الآيات، كل ذلك على الهامش، تتميماً للفائدة)(30)، وقال الشيخ محمد هادي معرفة في كتابه تلخيص التمهيد: (أول من تصدى لجمع القرآن بعد وفاة النبي (ص) مباشرةً وبوصية منه هو علي بن أبي طالب(ع)، قعد في بيته مشتغلاً بجمع القرآن وترتيبه على ما نزل، مع شروح وتفاسير لمواضع مبهمة من الآيات، وبيان أسباب النزول ومواقع النزول بتفصيل حتى أكمله على هذا النمط البديع)(31) ، وقال السيد عبد الحسين شرف الدين: (كان القرآن مجموعاً أيام النبي(ص)على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وكلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان)(32)، وقال السيد الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن، مستدلاً على جمع القرآن بروايات الثقلين: (إنّ أخبار الثقلين المتظافرة تدلنا على أن القرآن كان مجموعاً على عهد رسول الله(ص)(33) ، وقال في موضع آخر: (وقد أطلق لفظ الكتاب على القرآن في كثير من آياته الكريمة، وفي قول النبي(ص): (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي)، وفي هذا دلالة على أنه كان مكتوباً مجموعاً؛ لأنه لا يصح إطلاق الكتاب عليه وهو في الصدور، بل ولا على ما كتب في اللحاف والعسب والأكتاف، فإن لفظ الكتاب ظاهر فيما كان له وجود واحد جمعي، ولا يطلق على المكتوب إذا كان مجزءاً غير مجتمع، فضلاً عما إذا لم يكتب، وكان محفوظاً في الصدور)(34)،وقال أيضاً: (إنّ المتصفح لأحوال الصحابة وأحوال النبي(ص) يحصل له علماليقين بأن القرآن كان مجموعاً على عهد رسول الله(ص)، وأن عدد الجامعين له لا يستهان به)(35)، وقال السيد محمد باقر الحكيم في كتابه علوم القرآن: (وهذه العناصر الخمسة ـ أهمية القرآن الكريم، والخطر في تعرضه للتحريف بدون التدوين، وإدراك النبي (ص) لهذا الخطر، ووجود إمكانات التدوين، وحرص النبي(ص) على القرآن والإخلاص له هي التي تكوّن اليقين بأنّ القرآن الكريم قد تم جمعه وتدوينه في زمن الرسول (ص)؛ لأنّ أهمية القرآن الذاتية مع وجود الخطر عليه والشعور بهذا الخطر، وتوفر أدوات التدوين والكتابة، ثم الإخلاص للقرآن، حين تجتمع لا يبقى مجال للشك بتدوين القرآن في عهد رسول الله(ص) وكتابته في زمانه)(36)،ويقول أبو محمد الخاقاني في كتابه مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب: ( من البعيد جداً أن يمضي رسول الله من هذه الدنيا ثم لا يأمر بجمع ما نزل عليه من سور وآيات يريد أن يتحدى بها الكافرين عامةً، ويريد أن يجعلها نبراساً لأمته، ومرجعاً لمن أراد أن يرجع لأصول الدين وفروعه، وقوله (ص): (إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله و..) يدل على أنّ كتاب الله كان مجموعاً ومهيئاً للرجوع له، وهذا قول عمر في ذلك الحين: (يكفينا كتاب الله، ما فرط الله فيه من شيء)، فإنّ هذه قرائن صحيحة تدل على أنه كان مجموعاً وجاهزاً للرجوع والاستفادة منه في المهمات والأزمات. وإذا ثبت أنه جمع فليس هناك جامع له إلا علي بن أبي طالب؛ لأنه هو الشخص الوحيد من كتّاب الوحي الذي كان طوع أمر الرسول وحاضراً عنده في سفره وحضره، وهو الذي لازمه ملازمة الظل من أول بعثته، أي من أول نزول الوحي إلى ساعة وفاته(37).
طريق الجمع بين الأخبار والأقوال:
والمتحصل مما ذكر، أنّ طريق الجمع بين الأخبار والأقوال التي تتفق على أنّ الإمام علي بن أبي طالب(ع) هو أول من جمع القرآن ـ على الرغم من اختلافها في التوقيت ـ هو أنه من المحتمل أنّ الإمام(ع) قد جمع القرآن مرتين، الأولى كانت في عهد الرسول(ص)، حيث إنه كتبه بإملاء من الرسول(ص)، وجمعه في مصحف واحد كنص قرآني، من دون شرح وتفسير للمواضع المبهمة من الآيات، ومن دون بيان أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمطلق والمقيد والمجمل والمبين والخاص والعام، أما الجمع الثاني فقد كان جمعاً تفسيرياً إضافةً إلى النص القرآني، فقد كان على هامشه الكثير من تفسير المجمل وتبيين المعضل، وشرح أسباب النزول، وبيان المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ، والأفراد والجماعات التي نزلت فيهم الآيات، وجميع ما يحتاج إليه الناس.
ويؤيد ذلك ـ إضافةً لما تقدم ـ جملة من النصوص:
منها: ما أورده الكليني في الكافي في رواية عن الإمام الصادق (ع) حيث قالإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي (ع) وقال: أخرجه علي (ع) إلى الناس حين فرغ منه وكتبه، فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد(ص)، وقد جمعته بين اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن، لا حاجة لنا فيه، فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا)(38).
وظاهر الرواية بأنّ المصحف الذي أخرجه علي (ع) إلى الناس هو غير المصحف الذي عندهم، أي أن هناك مصحفاً آخر.
ومنها: ما ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه، حيث قال: (وفي أخبار أهل البيت (ع): أنه(ع) آلى على نفسه أن لا يضع رداءه على عاتقه إلا للصلاة حتى يؤلف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدةً إلى أن جمعه، ثم خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع الألبة. فقالوا: لأمرٍ ما جاء أبو الحسن، فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم، ثم قال: إنّ رسول الله (ص) قال: (إني مخلفٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي). وهذا الكتاب وأنا العترة. فقام إليه الثاني وقال له: (إن يكن عندك قرآنٌ فعندنا مثله، فلا حاجة لنا فيكما، فحمل(ع) الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجة).
وفي خبر طويل عن الإمام الصادق(ع): أنه حمله وولى راجعاً نحو حجرته وهو يقول: (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)(39).
وخلاصة القول: أنّ الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو أول من جمع القرآن الكريم، سواء كان ذلك في حياة الرسول(ص) أم بعد مماته، والإمام علي(ع) هو من ينتسب المسلمون الشيعة له، فقد قال الشهرستاني في الملل والنحل: (الشيعة هم الذين شايعوا علياً وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصايةً)(40)، وأخرج ابن عدي عن ابن عباس أنه قال: (لما نزل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال النبي(ص) لعلي : هم أنت وشيعتك )(41).
أول من أشار بضرورة اجتماع المسلمين على القراءة المتواترة:
ذكرنا فيما سبق بأنّ حذيفة بن اليمان هو من جاء بفكرة توحيد المصاحف في عهد عثمان بن عفان، حيث إن الخلاف بين المسلمين أخذ مأخذه بسبب الاختلاف في قراءتهم للقرآن الكريم، وهو ما سوغ للبعض أن يكفّر البعض الآخر بسبب هذا الاختلاف، فبادر حذيفة بن اليمان لنزع فتيل الفرقة بين المسلمين، وطرح فكرة توحيد القراءة على ضوء القراءة المتواترة(42).
وهذا الصحابي الجليل هو حذيفة بن اليمان القطعي العبسي أبو عبد الله حليف بني عبد الأشهل، الذي توفي بالمدائن في الخامس من صفر سنة 36 بعد بيعة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(ع) بأربعين يوماً، وكانت بيعته لخمسٍ بقين من ذي الحجة سنة 35، واليمان نسبة إلى اليمن، وقياس النسبة فيه يَمَنِيٌّ، ولكنهم قالوا :يماني، ويمان بحذف ياء النسبة على خلاف القياس، وكأنهم في يمان جعلوا الألف عوضاً عن ياء النسبة المحذوفة، وربما قالوا يمني على القياس، وقد اتفق الكل على أنه يكنى أبا عبد الله، شهد حذيفة أحداً هو وأبوه حسل أو حسيل بن جابر بن اليمان، وقتل أباه يومئذ المسلمون خطأً، يحسبونه العدو، وحذيفة يصيح بهم، فلم يفقهوا قوله حتى قتل، فلما رأى حذيفة أنّ أباه قد قتل استغفر للمسلمين فقال: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فبلغ ذلك رسول الله(ص) فزاده عنده خيراً(43). كان له من الأولاد سعد أو سعيد وصفوان(44).


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس