الموضوع
:
بصمات الشيعة في حفظ القرآن الشيخ غازي السماك موقع دار السيدة رقية ع لللقرآن الكريم
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-17-2011, 06:13 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
11
تاريخ التسجيل :
May 2010
فترة الأقامة :
5405 يوم
أخر زيارة :
11-30-2012 (04:20 PM)
المشاركات :
735 [
+
]
التقييم :
10
بيانات اضافيه [
+
]
بصمات الشيعة في حفظ القرآن الشيخ غازي السماك موقع دار السيدة رقية ع لللقرآن الكريم
بصمات الشيعة في حفظ القرآن الشيخ غازي السماك موقع دار السيدة رقية ع لللقرآن الكريم
المقدمة:
القرآن كلام الله الخالد،وهو حبله المتين، وسببه الأمين، وهو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، فيه ربيع القلب وينابيع العلم، وما للقلب جلاءٌ غيره(1).وقد تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظه وصيانته من جميع النواحي، كالتحريف والتلف والضياع، قال تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر َوَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
(2).
ومن منن الله عز وجل الكبرى وآلائه الجمة التي أسبغها على المسلمين الشيعة، أن حباهم بشرف المساهمة في تحقيق هذا التعهد الإلهي بحفظ القرآن الكريم. فعلى الرغم من كثرة السهام المسمومة التي رشقت مستهدفةً المسلمين الشيعة على مر التاريخ، إلا أنهم قد حازوا على قصب السبق في شتى الميادين والمجالات، وبصماتهم قد لمعت في كبريات القضايا المصيرية، ابتغاءًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى ورفعة الإسلام وعزة المسلمين. ومن أقدس هذه القضايا وأهمها على الإطلاق، المساهمة الفاعلة في حفظ القرآن الكريم.
أول من جمع القرآن الكريم:
ورد في بعض أحاديث جمع القرآن الكريم من طرق المسلمين من أهل السنة والجماعة أنّ أول من جمع القرآن هو الخليفة الأول أبو بكر الصديق(3)، حيث إنّ القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن، وقد سأل أبو بكر زيدَ بن ثابت النظر في ذلك، فأبى حتى استعان عليه بعمر، ففعل(4).
وورد في بعض آخر من الأحاديث أنّ أول من جمع القرآن الكريم هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، فقد سأل عمر عن آية من كتاب الله، فقيل: كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة، فقال: إنا لله، وأمر بجمع القرآن فجُمِع، فكان أول من جمعه في المصحف(5).
وورد في بعض آخر من الأحاديث أيضاً أنّ أول من جمع القرآن هو الخليفة الثالث عثمان بن عفان، حيث إنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينيةَ وأذربيجانَ مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف(6).
ويلاحظ على أحاديث جمع القرآن التي وردت من طرق أهل السنة والجماعة عدة ملاحظات:
أولا: أنها متناقضة، فلا يمكن الاعتماد على شيء منها(7).
ثانيا: هذه الروايات معارضة بروايات أخر ـ وردت من طرق أهل السنة والجماعة ـ دلت على أنّ القرآن كان قد جُمع وكُتب على عهد رسول الله(ص)، حيث روى قتادة: قال: (سألتُ أنس بن مالك: مَنْ جمع القرآن على عهد النبي؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب،ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد)(8).
ثالثا: هذه الروايات معارضة بالكتاب، فإنّ كثيراً من آيات الكتاب الكريم دالةٌ على أنّ سور القرآن كانت متميزةً في الخارج بعضها عن بعض، وأنّ النبي(ص) قد تحدى الكفار والمشركين على الإتيان بمثل القرآن، وبعشر سور مثله مفتريات، وبسورة من مثله، ومعنى هذا أنّ سور القرآن كانت في متناول أيديهم(9).
نعم، قال الحارث المحاسبي:المشهور عند الناس أنّ جامع القرآن عثمان، وليس كذلك، إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد، على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لمّا خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات(10). علماً بأنّ من جاء بفكرة توحيد المصاحف على عهد عثمان- كما يذكر البخاري- هو حذيفة بن اليمان(11)، وهو أحد الأركان الأربعة من أصحاب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع)(12) ،سكن الكوفة، ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين(ع) بأربعين يوماً(13).
ولم ينتقد عثمان أحد من المسلمين على عمله هذا؛ وذلك لأنّ الاختلاف في القراءة كان يؤدي إلى الاختلاف بين المسلمين وتمزيق صفوفهم، بل كان يؤدي إلى تكفير بعضهم بعضاً، ولكن الأمر الذي انتقد عليه هو إحراقه لبقية المصاحف حتى سمي بحَرَّاق المصاحف(14).
ولنا أن نتساءل في صدد تفنيد الهدف المعلن الذي دعا الخلفاء الثلاثة لجمع القرآن الكريم، حيث إن السبب المعلن الذي دعا الخلفاء الثلاثة لجمع القرآن الكريم – كما تشير بعض الأحاديث– هو خشيتهم من أن يقتل حفظة القرآن، وبالتالي يضيع القرآن، وبضياعه يضيع الدين. كيف يحتاط الخلفاء الثلاثة لحفظ القرآن الكريم ويخشون ضياعه إن لم يكتب، ولا يحتاط النبي الأكرم ولا يخشى ضياعه وهو الأعلم والأبعد نظراً منهم؟ فهل هم أحرص على القرآن وعلى الدين من النبي الأكرم؟؟(15).
يقول الكاتب أحمد حسين يعقوب في معرض رده على فكرة جمع القرآن الكريم من قبل الخلفاء الثلاثة: كانت عند علي بن أبي طالب نسخة مكتوبة من هذا القرآن، وإن المئات من الصحابة كانت لديهم نسخ مكتوبة ومجموعة من القرآن الكريم، وكل ما في الأمر أنه لما بدأت الفتوحات صارت شعوب البلدان المفتوحة تسأل عن هذا القرآن، فكتب قادة الجيوش لأبي بكر بوصفه الخليفة، فتبنى أبو بكر بمساعدة أركان دولته عملية استنساخ عدد من نسخ القرآن المكتوبة والمجموعة، وأرسلها إلى قادة جيشه. وتكررت العملية مع عمر عندما تولى الخلافة، وتكررت مع عثمان عندما آلت إليه الخلافة، ولا خلاف في أنّ عثمان بن عفان قد منع قراءات القرآن المعتمدة وحصرها في قراءة واحدة ارتضاها شخصياً، وصارت هي القراءة الرسمية المعتمدة من دولة الخلافة(16).
ويؤكد هذه الفكرة أيضا الكاتب مير محمدي في كتابه بحوث في تاريخ القرآن، حيث يقول: أما بالنسبة لما ورد من أنّ الجمع كان في زمن أبي بكر، فالظاهر أنّ مقصودهم هو أنّ أبا بكر قد أمر زيداً أن يستنسخ مصحفاً له من تلك الصحف المكتوبة على عهد النبي(ص)، والمجموعة في مكان واحد، وقد أشار إلى هذا أبو شامة حيث قال في المقام: وكان غرضهم أن لا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي(ص)، لا من مجرد الحفظ(17).
رأي علماء الشيعة في جمع القرآن الكريم:
أما علماء الشيعة فقد قالوا بأنّ أول من جمع القرآن الكريم وكتبه هو الإمام علي بن أبي طالب(ع)، وقد وافقهم في ذلك بعض علماء أهل السنة والجماعة، حيث قال ابن سعد في الطبقات الكبرى
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب بن عون عن محمد قال علي: آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن. قال: فزعموا أنه كتبه على تنزيله، قال محمد: فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم)(18)، وقال العلامة أبو المؤيد أخطب خوارزم في المناقب: (أنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد... (إلى أن قال): عن علي بن رباح أنه قال: جمع القرآن على عهد رسول الله(ص) علي بن أبي طالب)(19)، وقال ابن الأثير في أسد الغابة: (وهو ـ أبو بكر ـ أول من جمع القرآن،وقيل علي بن أبي طالب أول من جمعه)(20)، وقال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: (اتفق الكل على أنه ـ أي علي بن أبي طالب ـ كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله(ص)، ولم يكن غيره يحفظه، ثم هو أول من جمعه، نقلوا كلهم أنه تأخر عن بيعة أبي بكر، فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة من أنه تأخر مخالفةً للبيعة، بل يقولون تشاغل بجمع القرآن، فهذا يدل على أنه أول من جمع القرآن، لأنه لو كان مجموعاً في حياة رسول الله(ص) لما احتاج أن يتشاغل بجمعه بعد وفاته)(21)، وقال ابن جزي الكلبي: (كان القرآن على عهد رسول الله(ص) مفرقاً في الصحف وفي صدور الرجال، فلما توفي جمعه علي ابن أبي طالب على ترتيب نزوله)(22)، وقال ابن حجر: (وقد ورد أنّ علياً جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي(ص). أخرجه ابن أبي داود)(23)، وقال العلامة المحدث الشيخ علي بن برهان الدين الشافعي في السيرة الحلبية: (وهو ـ أي علي بن أبي طالب أول من جمع القرآن وسماه مصحفاً)(24).
وأما علماء الشيعة، فبعد اتفاقهم على أنّ الإمام علي بن أبي طالب(ع) هو أول من جمع القرآن وكتبه، إلا أنهم اختلفوا في توقيت ذلك تبعاً لاختلاف الأخبار، فبعضهم ذهب إلى أنّ القرآن قد جمع في حياة النبي (ص)، بينما البعض الآخر ذهب إلى أنّ الجمع قد حصل بعد وفاته (ص) مباشرةً وبأمر منه.
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
زيارات الملف الشخصي :
306
إحصائية مشاركات »
السيد عباس ابو الحسن
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.14 يوميا
السيد عباس ابو الحسن
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى السيد عباس ابو الحسن
زيارة موقع السيد عباس ابو الحسن المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها السيد عباس ابو الحسن