عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-17-2011, 05:35 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5405 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الصيام سلم الى التقوى آية الله السيد على الخامنائي موقع دار السيد رقية عليها السلام



الصيام سلم الى التقوى آية الله السيد على الخامنائي موقع دار السيد رقية عليها السلام

قال الله الحكيم في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾(*) أي أن الصيام سلّم إلى التقوى، ووسيلة لتأمين ذلك في وجودكم وقلوبكم.
والتقوى هي أن يكون الإنسان في جميع أعماله وأفعاله في حالة مراقبة، ليرى هل أن هذا العمل موافق لرضى الله والأوامر الإلهية أو لا.
هذه الحالة من المراقبة والاحتراز والحذر الدائم اسمها التقوى. وما يقابلها هو الغفلة وعدم اليقظة والعمل دون بصيرة.
إنّ الله تعالى لا يرضى بغفلة المؤمن وفقدانه للبصيرة في شؤون الحياة، ويجب على المؤمن أن يتملك نظراً ثاقباً وقلباً يقظاً في جميع أمور الحياة.
إنّ هذا النظر الثاقب، والقلب اليقظ والواعي ينبهان الإنسان المؤمن إلى ضرورة أن لا تكون الأعمال التي يقوم بها مخالفة لإرادة الله، وطريقة الدين وأحكامه.. وفائدة الصيام تكمن في تحقيق هذا الأمر.
إنّ شعباً أو فرداً يتمتع بملكة التقوى سوف ينعم بجميع خيرات والتقوى هي أن يكون الإنسان في جميع أعماله وأفعاله في حالة مراقبة، ليرى هل أن هذا العمل موافق لرضى الله والأوامر الإلهية أو لا.
هذه الحالة من المراقبة والاحتراز والحذر الدائم اسمها التقوى، وما يقابلها هو الغفلة وعدم اليقظة والعمل دون بصيرة.
الدنيا والآخرة. إنّ فائدة التقوى ليست فقط في كسب رضى الله ونيل الجنان يوم القيامة؛ المتّقي يرى فائدة التقوى في الدنيا أيضاً. إنّ المجتمع المتّقي، المجتمع الذي يختار طريق الله ويعبره بدقة، يتنعم بالعطايا الإلهية في الدنيا وينال العزة فيها، ويمنحه الله تعالى العلم والمعرفة بشؤونها أيضاً.
إنّ التقوى هي الوصية الأولى والأخيرة للأنبياء. ونحن نقرأ في سورة مختلفة من القرآن أن أول كلام نقله الأنبياء إلى الناس كان الوصية بالتقوى. إنّ التقوى إذا توفرت، وجدت معها الهداية الإلهية كذلك. والصوم هذا مقدمة التقوى.(1)
طريق الله قريب المسافة
إنّ حياة الإنسان تمضي دوماً على طريقين متوازيين. أحد هذين الطريقين هو الذي يواصل العابرون عليه سلوكهم نحو الكمال، والآخر هو الذي يتسافل العابرون عليه ويتجهون نحو السقوط، نحو جهنم.
هذان الطريقان هما طريقان متلازمان ومتوازيان، وخط سيرهما متشابه بالكامل. أولئك الذين يتسافلون، يبتعدون عن نفس ذلك المقصد الذي يقترب منه سالكو الطريق الآخر: إنهم يبتعدون عن الله تعالى ويقتربون من الشيطان والجحيم. وأولئك الذين يتكاملون، ويتجهون نحو النور، نحو الله، نحو النزاهة الأخلاقية والتوحيد وطهارة الروح، يبتعدون عن نفس ذلك المقصد عينه الذي تسقط نحوه تلك الفئة الأخرى.
إنّ هذين الطريقين متجاوران طوال رحلة المسير، والانتقال من أحدهما إلى الثاني في منتهى السهولة. فلو أننا لا سمح الله كنا نسافر على الطريق الثاني ونتسافل على الصعيد الأخلاقي، ونتجه نحو السقوط، ثم أردنا أن ندخل إلى الطريق الآخر ونبدأ رحلة التكامل، فإن مثل هذا العمل ميسر في كل آن: وأن الراحل إليك قريب المسافة.
إنّ الشخص الذي يريد أن يسافر إلى الله طريقه قريبة، والمسافة التي عليه أن يقطعها كذلك.
إنكم بمجرد أن تخطوا خطوة واحدة، تنتقلون من على تلك الطريق التي يتسافل أهلها، وتدخلون إلى تلك الطريق التي يسرع أهلها نحو السعادة الأبدية، نحو النور، نحو منازل الصدّيقين والملأ الأعلى.(2)
السيطرة على الأهواء النفسية أسهل في شهر رمضان
في تلك اللحظة التي نعقد العزم فيها على مخالفة أهوائنا النفسية، وهذا العجب والغرور والتبعية لشيطان النفس ـ وهي (الأمور) التي كان إمامنا العظيم يحذرنا منها دائماً طوال هذه السنوات العشر أو ما زاد، حيث كان في جميع المواقف يقول لنا ولكل الشعب الإيراني، خصوصاً نحن المسؤولين: انتبهوا كي لا تقعوا أسرى هذه الأمور ـ في نفس تلك اللحظة، نكون قد وضعنا القدم ومن هذه المسافة القريبة، "حيث أن الراحل إليك قريب المسافة"، على تلك الطريق ـ طريق الصلاح والخير ـ وبدأنا التكامل. ومثل هذا الأمر قابل للتحقق في شهر رمضان. فالسيطرة على الأهواء النفسية أسهل من أي وقت مضى خلال شهر رمضان.(3)
ببركة الدعاء ينشط المجتمع
اغتنموا شهر رمضان. أحيوا أيامه بالصيام ولياليه بالذكر والدعاء. إنّ رابطة الدعاء هي رابطتكم القلبية مع الله. الدعاء معناه الطلب والمناجاة، والطلب معناه الأمل. فما لم تمتلكوا الأمل. لن تطلبوا من الله شيئاً. إنّ الإنسان اليائس هو الذي لا يطلب شيئاً.
إذاً، الدعاء يعني الأمل، الأمل بالإجابة، وهذا الأمل بالإجابة هو الذي يشغل القلوب وينوّرها. وببركة الدعاء ينشط المجتمع.(4)
شهر رمضان فرصة عروج روح الإنسان وتكاملها
إنّ النقطة الأساسية في صوم رمضان هي أن ينال الإنسان ـ الذي قد حاصرته دواعي الغفلة عن الله وقطعت عليه طريقه، والذي تشده دوافع مختلفة نحو التسافل والسقوط ـ أن ينال فرصة يستطيع معها أن يسوق الروح ـ التي تميل إلى العروج والتكامل ـ إلى حيث الكمال، ويتقرب من الله، ويتخلّق بالأخلاق الإلهية. إنّ شهر رمضان هو فرصة من هذا القبيل.
بالطبع، توجد فرص أخرى غير فرصة شهر رمضان. فمثلاً، هذه الصلوات الخمس اليومية هي فرص نستطيع بالاستفادة منها أن نعرج إلى الله، وأن نصلح أنفسنا، وأن نبعد عنها الصدأ والإهتراء والغفلة والأمراض المعنوية، وشرط حصول ذلك هو أن تتنبهوا إلى ما تفعلونه أو تقولونه حال الصلاة.(5)




 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس