عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2011, 05:31 PM   #3
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



سادساً: محبة أهل البيت (عليهم السلام) توجب محبتهم له
يستفاد من بعض الروايات أن لأهل البيت يحبون من يحبهم، وأنّهم(عليهم السلام) يحبون محبي محبهم(عليهم السلام)، نقرأ في رواية حنش بن المعتمر هو يقولدخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، كيف أمسيت ؟ قال: أمسيت محبا لمحبنا، مبغضا لمبغضنا، وأمسى محبنا مغتبطا برحمة من الله كان ينتظرها، وأمسى عدونا يرمس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم و....) (32).
سابعاً: محبة أهل البيت خير الدنيا والآخرة
يعد في بعض الروايات أن محبة أهل البيت(عليهم السلام) هي خير الدنيا والآخرة، كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)من أراد التوكل على الله فليحب أهل بيتي، ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحب أهل بيتي، ومن أراد دخول الجنة بغير حساب فليحب أهل بيتي، فوالله ما أحبهم أحد إلا ربح الدنيا والآخرة.
وأيضاً قالمن رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن أحد أنه في الجنة فإن في حب أهل بيتي عشرون خصلة، عشر منها في الدنيا وعشر منها في الآخرة، أما التي في الدنيا فالزهد والحرص على العمل، والورع في الدين، والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت، والنشاط في قيام الليل، واليأس مما في أيدي الناس، والحفظ لأمر الله ونهيه عز وجل، والتاسعة بغض الدنيا، والعاشرة السخا، وأما التي في الآخرة فلا ينشر له ديوان، ولا ينصب له ميزان، ويعطى كتابه بيمينه، ويكتب له براءة من النار، ويبيض وجهه، ويكسى من حلل الجنة، ويشفع في مائة من أهل بيته، وينظر الله عز وجل إليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب فطوبى لمحبي أهل بيتي)(33).
ثامنا: تمحيص الذنوب ومضاعفة الأجر
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (حبنا أهل البيت يكفر الذنوب، ويضاعف الحسنات..)(34).
عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: (من أحبنا لله نفعه حبنا، ولو كان في جبل الديلم، ومن أحبنا لغير ذلك فان الله يفعل ما يشاء، إن حبنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما تساقط الريح الورق من الشجر)(35).
إنّ الحب في نفسه يحرك الإنسان باتجاه المحبوب، وهذه الحركة المعنوية أشبة بالحركة المادية، إذ أنّها تدفع بالإنسان إلى معرفة هذا المحبوب وما له من خصائص مميزات يمتاز بها على الآخرين، بحيث تأهله لاستحقاق هذه المحبة والمودة المفروضة من قبل الله تعالى على عباده، وبما أنّ هذه المعرفة تتوقف على طهارة النفس من أدناس الذنوب والآثام، فتجده سيسعى جاداً على تطهير نفسه من هذه الذنوب المانعة من تحقق هذه المعرفة، ويستبدلها بالفضائل والكمالات الوجودية التي تمثلها مكارم الأخلاق وغيرها، لأنّه يعلم علماً يقيناً بأن هذه الذوات الطاهرة المقدسة لا يمكن التقرب منها ولو على سبيل المعرفة القلبية ما يكن هذا القلب طاهراً من أدناس الذنوب الموجبة لحجبه عن رؤيا نورها، كما أن العقل يكون محجوباً بأوهام وجهل عدم معرفة هذه الذوات المقدسة، إذ لا معنى أن يكون الإنسان عاشقاً محباً لمحبوبه وهو يعلم أن محبوبه لا يحب الإنسان المتلوث بالذنوب والمعاصي، أو أنّه محجوب بحجب الأوهام وظلمة الجهل بمعشوقه، وعندها لا يسمع الدعاء؛ لأن سمعه قد حجب بحجاب الذنوب، قال الشيرازي: (الآذان التي أصمتها حجب الذنوب والغفلة والغرور فلا تسمع الحق مطلقا.) (36).
وجاء في رواية عن محمد بن صدقة أنه قال: (سأل أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنهما يا أبا عبد الله ما معرفة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنورانية ؟ قال: يا جندب فامض بنا حتى نسأله عن ذلك، قال: فأتيناه فلم نجده. قال: فانتظرناه حتى جاء قال صلوات الله عليه: ما جاء بكما ؟ قالا جئناك يا أمير المؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية قال صلوات الله عليه: مرحبا بكما من وليين متعاهدين لدينه لستما بمقصرين، لعمري أن ذلك الواجب على كل مؤمن ومؤمنة، ثم قال صلوات الله عليه: يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): إنه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفا مستبصرا، ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب، يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى: " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ". يقول: ما أمروا إلا بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الدين الحنيفية المحمدية السمحة، وقوله: " يقيمون الصلاة " فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة وإقامة ولايتي صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. فالملك إذا لم يكن مقربا لم يحتمله، والنبي إذا لم يكن مرسلا لم يحتمله والمؤمن إذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله، قلت: يا أمير المؤمنين من المؤمن وما نهايته وما حده حتى أعرفه ؟ قال (عليه السلام): يا عبد الله قلت: لبيك يا أخا رسول الله، قال: المؤمن الممتحن هو الذي لا يرد من أمرنا إليه بشيء إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتب)(37).
ولذا جاء عن النبي قوله(صلى الله عليه وآله) في حق معرفة الله والإمام علي(عليه السلام): (يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري. قال ابن حماد:
جل العلي علا *** عن مشبه ونظير
إمام كل إمام*** أمير كل أمير
حجاب كل حجاب*** سفير كل سفير
باب إلى كل رشد*** نور على كل نور
وحجة الله ربي*** على الجحود الكفور)(38)
فهذه المعرفة لا تحقق ما لم تكن هناك رغبة في الحركة، وهذه الحركة لا تحقق ما لم تكن هناك جاذبية خاصة باتجاه المتحرك إليه، يعني إن لم تكن حركة هادفة باتجاه معين، فإنها تكون حركة عبثية لهوية لا تحافظ على الدوم والاستمرار، ولكنها عندما تكون يراد لها أن تكون حركة هادفة فيتوجب على صاحبها أولاً أن يتصور الهدف والغاية ويدركها إدراك لا يشوبه وهم ولا جهل، ولما علم أنّ هذه المعرفة تتوقف على صفاء النفس وطهارتها تحرك باتجاه التخلص من كل ما من شأنّه أن يدنس النفس ويعكر صفائها.
فالحب هو الذي يدفع الإنسان على الحركة، وطلب المحبوب هو الذي يدعو العاشق أن يمحص نفسه من الذنوب الموجبة لابتعاده عن المحبوب.
فمن أحب التزم بكل ما يأمره به المحبوب، ومادام المحبوب هم أهل البيت(عليهم السلام) فأهل البيت(عليهم السلام) وصيتهم التقوى.
أمّا من يتصور أن حب أهل البيت يغنيه عن كل عمل صالح ويكتفي به عن أداء العبادات وسائر الفرائض الإلهية الأخرى، فهذا التصور في الواقع تصوراً شيطانياً يؤدي بصاحبه عن وصول الكمال والابتعاد عن الله ورسوله وأهل بيته، قال الإمام الباقر(عليه السلام) لجابر الأنصاري: (يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول: أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟ فلو قال: إني أحب رسول الله فرسول الله (صلى الله عليه وآله) خير من علي (عليه السلام) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عز وجل [ وأكرمهم عليه] أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع.) (39).


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس