عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-17-2011, 12:14 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5405 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي صفات الذات و صفات الفعل (الشيخ السبحاني )





صفات الذات و صفات الفعل

قسم المتكلمون صفاته سبحانه إلى صفة الذات و صفة الفعل ، و الأَول ما يكفي في وصف الذات به ، فرض نفس الذات فحسب ، كالقدرة و الحياة و العلم.
و الثاني ما يتوقف توصيف الذات به على فرض الغير وراء الذات و هو فعله سبحانه.
فصفات الفعل هي المنتزعة من مقام الفعل ، بمعنى أنَّ الذات توصف بهذه الصفات عند ملاحظتها مع الفعل ، و ذلك كالخلق و الرزق و نظائرهما من الصفات الفعلية الزائدة على الذات بحكم انتزاعها من مقام الفعل. و معنى انتزاعها ، أَنَّا إِذْ نلاحظ النّعم التي يتنعم بها الناس ، و ننسبها إلى الله سبحانه ، نسميها رزقاً رزقه الله سبحانه ، فهو رزّاق. و مثل ذلك الرحمة و المغفرة فهما يطلقان عليه على الوجه الذي بيّناه.
و هناك تعريف آخر لتمييز صفات الذّات عن الفعل و هو أَنَّ كل ما يجري على الذات على نَسَق واحد (الإثبات دائماً) فهو من صفات الذات. وأَمَّا ما يجري على الذات على الوجهين ، بالسلب تارة و بالإِيجاب أُخرى ، فهو من صفات الأَفعال.
و على ضوء هذا الفرق فالعلم و القدرة و الحياة لا تحمل عليه سبحانه إِلا على وجه واحد و هو الإِيجاب. ولكن الخلق و الرزق و المغفرة و الرحمة تحمل عليه بالإِيجاب تارة و السلب أُخرى. فتقول خَلَقَ هذا و لم يخلق ذلك. غفر للمستغفر ولم يغفر للمصرّ على الذنب.


--------------------------------------------------------------------------------

(85)
و باختصار ، إِنَّ صفات الذات لا يصحّ لصاحبها الإِتصاف بأضدادها و لا خلوه منها. ولكن صفات الفعل يصح الإِتصاف بأضدادها.
ثم إِنَّ الصفات الفعلية حيثيات وجودية نابعة من وصف واحد و هي القيومية ، فإِنَّ الخلقَ و الرزقَ و الهدايةَ كلها حيثيات وجودية قائمة به سبحانه مفاضة من عنده بما هو قيوم.

تقسيم آخر
و للصفات تقسيم آخر و هو تقسيمها إلى النفسية و الإِضافية. و المراد من الأولى ما تتصف به الذات من دون أَنْ يلاحظ فيها الإِنتساب إلى الخارج و لا الإِضافة إليه ، كالحياة. و يقابلها الصفات الإِضافية ، و هي ما كان لها إِضافة إلى الخارج عن الذات ، كالعلم بالمعلوم و القدرة على المقدور.
و على هذا المِلاكِ ، فكل من النفسية و الإِضافية تجريان على الذات و تحكيان عن واقعية فيه.
و ربما تُفَسِّر الإِضافيّةُ بالخالِقيّة و الرازقيّة و العِلِّيَّة (1). و الأَولى تسميتها بالإِنتزاعية لا بالإِضافية ، و تخصيص الإِضافية بما يقابل النفسِيّة.
الالهيات الشيخ السبحاني



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس