عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-13-2011, 10:09 PM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ماجرى على الشيخ محمد حسن النجفي في السهلة



ماجرى على الشيخ محمد حسن النجفي في السهلة

إن هذه القضية مستندة إلى أحد العلماء الأجلاء، ولها سند مذكور في الكتب المعتبرة: (حدّث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظمي، المجاور في النجف الأشرف آل الشيخ طالب، نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي قال: كان في النجف الأشرف رجلٌ مؤمنٌ، يُسمّى الشيخ محمد حسن السريرة، وكان في سلك أهل العلم ذا نيةٍ صادقةٍ).. إن في قضايا التشرف، لا بد وأن نلتفت إلى التعابير، لأن بعض التعابير تعطينا مفتاح الحل.. وهو أنه لماذا وقع هؤلاء تحت دائرة الجذب المهدوي، والعناية الإلهية من خلال وليه؟..

(وكان معه مرض السعال، إذا سعل يخرج من صدره مع الأخلاط دمٌّ، وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج، لا يملك قوت يومه.. وكان يخرج في أغلب أوقاته إلى البادية، إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف، ليحصل له قوت ولو شعير، وما كان يتيسر ذلك على وجهٍ يكفيه، مع شدة رجائه.. وكان مع ذلك قد تعلّق قلبه بتزويج امرأة من أهل النجف، وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك، لقلة ذات يده.. وكان في همٍّ وغمٍّ شديدٍ من جهة ابتلائه بذلك.. فلما اشتدّ به الفقر والمرض، وأيس من تزويج البنت، عزم على ما هو معروفٌ عند أهل النجف، من أنه من أصابه أمرٌ فواظب الرواح إلى مسجد الكوفة أربعين ليلةً الأربعاء، فلا بدّ أن يرى صاحب الأمر -عجّل الله فرجه- من حيث لا يعلم، ويقضي له مراده).

إن الإنسان إذا زاد بلاؤه، ازداد انقطاعه، وتوجّه إلى الله عز وجل.. وعادة الفرج لا يأتي إلا عند اشتداد الأزمات.. فإذا وقع المؤمن في بلية، فبدلا من فوات أزمّة الأمور، وبدلا من التشبث بكل ضعيف وحقير، وبدلا من غلبة الكآبة واليأس، وبعض الأمراض النفسية -لا سمح الله- عليه أن يذهب إلى باب الله عز وجل، فإن الله تعالى يسمع استغاثة الملهوف.. فالقلب إذا رقّ وانكسر، فإن صاحبه في معرض العناية الإلهية.

(قال الشيخ باقر قدس سره: قال الشيخ محمد: فواظبتُ على ذلك أربعين ليلةً بالأربعاء، فلما كانت الليلة الأخيرة، وكانت ليلة شتاء مظلمة، وقد هبّت ريحٌ عاصفةٌ، فيها قليلٌ من المطر، وأنا جالسٌ في الدكّة التي هي داخلٌ في باب المسجد).. كان جالسا خارج المسجد، لأنه كان يخشى من خروج الدم من صدره، لئلا يوجب تنجس المسجد، فكان في خارج المسجد.

(وكانت الدكّة الشرقية المقابلة للباب الأول، تكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد، ولا أتمكن الدخول في المسجد من جهة سعال الدم، ولا يمكن قذفه في المسجد، وليس معي شيءٌ أتقي فيه عن البرد.. وقد ضاق صدري، واشتدّ عليّ همّي وغمّي، وضاقت الدنيا في عيني، وأفكر أنّ الليالي قد انقضت وهذه آخرها، وما رأيتُ أحداً ولا ظهر لي شيءٌ).. أي هكذا أمّلت نفسي بأنني سوف أحظى برعايته عليه السلام، وأنا صاحب الهموم الكبرى: مرضٌ، وفقرٌ، ومشكلةٌ عاطفية.. ولعل المشكلة الأخيرة أصعب من الأولين.




رد مع اقتباس