عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2010, 10:38 AM   #2
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حديث الزواج بين الأخذ والرد, من النصوص و الآثار.



روايات هذا الزواج :

إن في روايات زواج أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (ع) بعمر بن الخطاب الكثير من الإختلاف ، والتباين ، وسوف يفرض هذا البحث علينا التعرض إلى كثير من الجزئيات والخصوصيات والتفاصيل التي وردت في الروايات المختلفة ، لكن تسهيل الأمر على القارئ ، يفرض علينا أيضاًًً أن نقدم له من النصوص ما يستطيع أن يعطيه تصوراً أولياً لموضوع البحث ، وقد رأينا أن نختار نصوصاً يوردها أهل السنة ، ويتحفظ الشيعة على بعض الخصوصيات الواردة فيها .. ثم نورد نصوصاً أخرى وردت في مصادر الشيعة الإمامية ، ويتحفظ أهل السنة على بعض الخصوصيات الواردة فيها فنقول : نصوص رواها أهل السنة :
إن الأحاديث التي رواها أهل السنة ، كثيرة ومتنوعة ، ونكتفي هنا بذكر النص الذي أورده أحمد زيني دحلان ، فإنه كاف في بيان ما نرمي إليه ، والنص هو التالي :
أخرج أبو يعلي والطبراني : أن عمر بن الخطاب (ر) خطب من علي إبنته أم كلثوم (ر) ، بنت فاطمة (ر) ، وقال : سمعت رسول الله (ص) : يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل بني أنثى عصبتهم لأبيهم ما خلا ولدي فاطمة فإني أبوهم وعصبتهم.
ثم قال عمر : وإني وإن كانت لي صحبة للنبي (ص) فأحببت أن يكون لي معها سبب ونسب.
وقصة تزوج عمر بأم كلثوم بنت علي رواها الأئمة من طرق كثيرة ، منهم الطبراني ، والبيهقي ، والدار قطني.
وأكثر طرق الحديث مروية ، عن أكابر أهل البيت النبوي ، منهم جعفر الصادق ، عن أبيه محمد الباقر ، عن أبيه زين العابدين ، أن علياًً عزل بناته لولد أخيه جعفر بن أبي طالب (ر) ، فلقي عمر علياًً (ر) ، فقال : يا أبا الحسن ، أنكحني إبنتك أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسـول الله (ص) :
فقال : قد حبستهن لولد أخي جعفر.
فقال عمر : والله ، ما علي وجه الأرض يرصد من حسن صحبتها ما أرصد ، فأنكحني يا أبا الحسن.
فقال علي : إنها صغيرة.
فقال عمر : ما ذاك بك ، ولكن أردت منعي ، فإن كانت كما تقول فإبعثها إلي.
وفي رواية أنه لما قال له : إنها صغيرة قال له : ما بي حاجة إلى الباءة ، ولكن سمعت رسول الله (ص) : يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل بني أنثى عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فأنا : أبوهم وعصبتهم ، فأحببت أن يكون لي : من رسول الله سبب ونسب.
وفي رواية : وإنه كان لي صحبة ، فأحببت أن يكون لي معها سبب.
فقال علي : إن لي أمراء حتى أستأذنهم.
وفي رواية : إن لي أسدين حتى أستأذنهما ، يعني الحسن والحسين ، فإستأذن ولد فاطمة ، فأذنوا له.
وفي رواية : أنه لما استأذنهما ، يعني الحسن والحسين ، وقال : إني كرهت أن أقضي أمراًً دونكما ، فسكت الحسين ، لكون أخيه الحسن أكبر منه ، وتكلم الحسن ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أبتاه ، فمن بعد عمر صحب رسول الله (ص) ، وتوفي وهو عنه راض ، ثم ولي الخلافة فعدل.
فقال له أبوه : صدقت ، ولكن كرهت أن أقطع أمراًً دونكما ، ثم قال لها علي : إنطلقي إلى أمير المؤمنين ، فقولي له : إن أبي يقرئك السلام ، ويقول لك : إنا قد قضينا حاجتك.
وفي رواية : فأعطاها حلة ، وقال لها : قولي له : هذا البرد الذي قال : لك.
فقالت ذلك لعمر ، فقال : قولي له : قد رضيت ، حصان كريم ، ما أحسنها وأجملها ، ووضع يده على ساقها.
وفي رواية : فضمها إليه ، فقالت : تفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم خرجت حتى أتت أباها ، فأخبرته الخبر قالت : بعثتني إلى شيخ سوء.
فقال : يا بنية ، إنه زوجك ، ثم زوجه إياها ، فجاء عمر إلى مجلسه بين الروضة والمنبر ، حيث مجلس المهاجرين والأنصار ، وذكر لهم الخبر.
وفي رواية قال لهم : رفئوني ، أي قولوا لي : بالرفاه والبنين.
فقالوا : بمن يا أمير المؤمنين؟
فقال : تزوجت أم كلثوم بنت علي ، سمعت رسول الله (ص) ، ثم ذكر لهم الحديث السابق.
وجعل لها مهراًً أربعين الفاًً ، فولدت له زيداًًً ورقية ، ولم يعقبا ، ومات عمر عنها ، وتزوجها بعده إبن عمها عون بن جعفر بن أبي طالب ، فمات عنها ، وتزوجها بعده أخوه محمد بن جعفر ، فمات عنها ، وتزوجها بعده أخوه عبد الله بن جعفر ، فماتت عنده ، ولم تلد لأحد من الثلاثة شيئاًً [4].

نصوص رواها الشيعة الإمامية : وأما النصوص التي رواها الشيعة ، فنذكر منها ما يلي :
من كتاب الحسين بن سعيد ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله (ع) : لما خطب عمر إلى أمير المؤمنين(ع) قال له(ع) : إنها صبية ، قال : فأتى العباس فقال : ما لي؟ أبي بأس؟!.
فقال له : وما ذاك.
قال : خطبت إلى إبن أخيك فردني (وفي نص المرتضى : فدافعني وصانعني وأنف من مصاهرتي) أما والله لأعورن زمزم ، ولا أدع لكم مكرمة إلاّ هدمتها ، ولأقيمن عليه شاهدين أنه سرق ، ولأقطعن يمينه ، فأتاه العباس فأخبره ، وسلهن يجعل الأمر إليه ، فجعله إليه [5].
وقد رواها : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير .. والسند معتبر ، كما هو ظاهر ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، وحمّاد ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله (ع) في تزويج أم كلثوم ، فقال : إن ذلك فرج غصبناه [6].
وقال البياضي (رحمه الله) : قد روى أهل المذاهب الأربعة ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي مسنداًً إلى الصادق (ع) : أنه قال ذلك فرج غصبنا عليه ، وروته الفرقة المحقة أيضاًً [7].
وقد وصف المجلسي كلاً من هذين الحديثين - أي حديث هشام بن سالم ، وحديث زرارة - بأنه : حسن ، لكنه قال : إن هذين الخبرين لا يدلان علي وقوع تزويج أم كلثوم من عمر [8].
وروي في الكافي بسند موثق ، عن حميد بن زياد ، عن إبن سماعة ، عن محمد بن زياد ، عن عبد الله بن سنان ، ومعاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله (ع) قال : سألته ، عن المرأة المتوفى عنها زوجها : أتعتد في بيتها ، أو حيث شاءت؟.
قال حيث شاءت ، إن علياًً لما توفي عمر أتى أم كلثوم ، فإنطلق بها إلى بيته [9].
وروي أيضاًً نحو ذلك بسند صحيح ، فقد روى محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحـيى وغيره ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، قال : سألت أبا عبد الله (ع) ، عن إمرأة توفي عنها زوجها أين تعتد؟ في بيت زوجها تعتد؟ أو حيث شاءت؟ ، قال حيث شاءت ، ثم قال : إن علياًً (ع) لما مات عمر أتى أم كلثوم ، فأخذ بيدها ، فإنطلق بها إلى بيته [10].



 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس