06-17-2011, 10:53 AM
|
|
|
المشرف العام
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 11 |
تاريخ التسجيل : May 2010 |
فترة الأقامة : 5405 يوم |
أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM) |
المشاركات :
735 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
الطريق على وجود الله (برهان النظم بتقرير ثالث ـ الهادفية آية تدخل الشعور ) السبحاني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم
الهادفية آية تدخل الشعور في تطور النظم :
إِنَّ النظرة الدقيقة في عالم الكون تهدينا إلى نظام خاص نسميه بنظام الخدمة ، بحيث نرى أنَّ أَنظمة خاصة في الكون جعلت في خدمة أَنظمة كونية أُخرى بحيث لا بقاء للثانية بدون الأُولى ، و لذالك نلاحظ صلة قويمة بين المظاهر المختلفة. فعندئذ يطرح السؤال التالي : إِنَّ هذه الكيفية الملموسة في عالم الكون كيف برزت في عالم الوجود؟.
أَمِنْ ناحية الصدفة ، و هي أقل شأناً من أَنْ تبدع أَنظمة يكون قسم منها في خدمة القسم الآخر ، و هي عاجزة عن إِيجاد فرد بهذا الشكل الدقيق فكيف بهذه المجموعة الكبيرة؟.
أَمْ من ناحية « خاصية المادة » التي ربما يلتجئ إِليها بعض الماديين. و هي أَيضاً أَعجز عن القيام بالتفسير. فإِنَّ « فرضيّة الخاصية » تهدف إلى أَنَّ لكل خلية ، أَوْ لكل ذرة من الذرات أَثراً خاصاً ينتهي إلى موجود خاص و هو ذو نظام. و أَمَّا كون أنظمة كبيرة في خدمة أَنظمة مثلها فلا يمكن أَنْ يفسر
بخاصية المادة ، فإِن هذا أثر المجموع لا أثر كل جزء من أجزاء المادة. و لنأتي بمثال : لا شك أنَّ لتكون المرأة و الأجهزة التي خلقت بها عللا مادية تظهرها على صفحة الوجود ، فلها مع ثدييها و الخصوصيات الحافَّة بها و اللبن الذي يتكون في صدرها عللا مادية تنتهي إلى تلك الظواهر.
كما أَنَّ لتكون الطفل في رحمها و ولادته على نحو يتناسب و الخصوصيات القائمة بها و تكونه بفم خاص و مجاري تغذية خاصة تعتمد على اللبن فقط ، إِنَّ لكل ذلك عللا مادية لا تُنكر.
إِلا أَنَّ هناك أَمراً ثالثاً و هو كون المرأة بأجهزتها الماديّة في خدمة الظاهرة الثَّانية بعامة أجهزتها بحيث لولا الأُولى لما كان للثانية مجال العيش و إِدامة الحياة. فعندئذ نسأل عن هذه الكيفية التي سميناها بنظام الخدمة ، هي وليدة أَية علة؟ هل الصدفة جعلت الأولى وسيلة للثانية ، و هي عاجزة عن إِيجادها بهذه الكمية الهائلة ، ولو صح التفسير بها لصح في مولود أو مولودين لا في هذه المواليد غير المتناهية و غير المعدودة ، إِلاَّ بالأَرقام النجومية.
أو من ناحية خاصية المادة و هو إِذن عقيم ، لأن فرضية الخاصية ، على فرض صحتها ، تهدف إلى تفسير النظام الجزئي بخاصية المادة ، و أَمَّا تفسير الكمية من النُّظُم التي يقع بعضها في خدمة البعض بخاصية المادة فهو مما لا تفي به تلك الفرضية ، و لا يقول به أصحابها ، و الإِنسجام و التخادم مما لا يمكن أَنْ يكون أَثراً لخلية واحدة أو نحوها.
إِنَّ العقل في هذا الموقف يقضي بوجه بات بأَنَّ هذا النظام و هذه الخصوصية وليدة مبدع عالم قادر قد نسّق هذه النُّظُم بأطروحة علمية ، و خريطة خاصة جعلت الظاهرة الأُولى ذريعة للثانية ، و أَوجد الأُولى قبل أَنْ
يبدع الثانية بزمن ، و هذا ما نسميه بالهادفية ، و أنَّ الخلقة غير منفكَّة عن الهدف ، كما أنَّ القول به لا ينفك عن إِشراف مبدع عالم قادر على الكون و هو الذي يتبناه الإِلهيون باسم إِله العالم.
و بعبارة واضحة نرى أَنَّ يد القدرة و الإِبداع قد هيَّأتْ قبل ولادة الطفل بأَعوام ، أَجهزة كثيرة يتوقف عليها عيش الطفل و حياته في مسير الحياة ، و تداركت ما يتوقف عليه حياة الطفل في أوليات عمره بوجه بديع ، و هذا أَوضح دليل على أنَّ الكون لا يخلو من هدف ، و أَنَّ مبدعه كان هادفاً. و هو لا ينفك عن تدخل الشعور ، و رفض الصدفة عن قاموس تفسير الكون و تحليله.
و كمترى من نظائر بارزة و أَمثلة رائعة لهذا النوع من الهادفية في صفحة الكون طوينا عنها الكلام.
الالهيات الشيخ السبحاني
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
|