عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2010, 08:04 PM   #4
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



- [ 7 ] بين الوهابية والخوارج :

- مما يثير الدهشة كثرة أوجه الشبه بين الوهابية والخوارج في ما شذوا به عن جماعة المسلمين ، حتى أنه ليخيل للدراسة أن هؤلاء من أولئك وإن تباعد بينهم الزمن ومن أوجه الشبه والتوافق بين الطائفتين :

- أ - شذ الخوارج عن جميع المسلمين فقالوا : إن مرتكب الكبيرة كافر ، وشذ الوهابية فكفروا المسلمين على ما عدوه من الذنوب ( إنظر كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب ، وتطهير الإعتقاد للصنعاني ).

- ب - حكم الخوارج على دار الإسلام إذا ظهرت فيها الكبائر أنها دار حرب ، وحل منها ما كان يحل لرسول الله (ص) من دار الحرب ، أي تهدر دماؤهم وأموالهم ، وهكذا حكم الوهابية على دار الإسلام وإن كان أهلها من أعبد الناس لله تعالى وأكثرهم صلاحاً ، إذا كانوا يعتقدون جواز السفر لزيارة قبر النبي ومشاهد الصالحين ويطلبون منهم الشفاعة ، ويلاحظ في النقطتين معاً أن الوهابية شر من الخوارج ، فالخوارج نظروا إلى أمور إجمع المسلمون على أنها كبائر ، بينما ركز الوهابية على أعمال ليست هي من الذنوب أصلاًً ، بل هي من المستحبات التي عمل بها السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لا خلاف ، كما تقدم بيانه.

- ج - تشابه الوهابية والخوارج في التشدد في الدين والجمود في فهمه ، فالخوارج لما قرأوا قوله تعالى : ( إن الحكم إلاّ لله ) قالوا : من أجاز التحكيم فقد أشرك بالله تعالى ، وإتخذوا شعارهم ( لا حكم إلاّ لله ) كلمة حق يراد بها باطل ، فقولهم هذا جمود وجهل كبير ، فالتحكيم في الخصومات ثابت في القرآن الكريم وفي بداهة العقول وفي السنة النبوية وسيرة الرسول والصحابة والتابعين ، وكذلك الوهابية لما قرأوا قوله تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه ) و ( لا يشفعون إلاّ لمن إرتضى ) ، قالوا : إن من قال : بجواز طلب الشفاعة من النبي والصالحين فقد أشرك بالله ، ومن قصد زيارة النبي وسأله الشفاعة فقد عبدة وإتخذه إلها من دون الله ، فكان شعارهم ( لا معبود إلاّ الله ) و ( لا شفاعة إلاّ لله ) ، وهي كلمة حق يراد بها باطل ، وهي جمود أيضاًً وجهل كبير ، وجواز هذه الأمور ثابت في سيرة الصحابة والتابعين كما تقدم.

- د - قال إبن تيمية : ( الخوارج أول بدعة ظهرت في الإسلام فكفر أهلها المسلمين وإستحلوا دماءهم ) ( مجموعة الفتاوى 13 : 20 ) وهكذا كانت بدعة الوهابية وهي آخر بدعة ظهرت في الإسلام.

- هـ‍ - الأحاديث الشريفة التي صحت في الخوارج ومروقهم من الدين ، إنطبق بعضها على الوهابية أيضاًً.. ففي الصحيح عنه (ص) قال : ( يخرج أناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، سيماهم التحليق ). ( صحيح البخاري - كتاب التوحيد -
باب 57 ح / 7123 ) قال القسطلاني في شرح هذا الحديث : ( من قبل المشرق : أي من جهة شرق المدينة كنجد وما بعدها ). ( إرشاد الساري 15 : 626 طبعة دار الفكر سنة 1410 ه‍ ) ونجد هي مهد الوهابية وموطنها الأول الذي منه ظهرت وإنتشرت.. وأيضا فإن حلق الرؤوس كان شعاراً للوهابية يأمرون به من إتبعهم وحتى النساء ، ولم يكن هذا الشعار لأحد من أهل البدع قبلهم ، لذا كان بعض العلماء المعاصرين لظهور الوهابية يقولون : ( لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية ، بل يكفي في الرد عليهم قوله : (ص) : ( سيماهم التحليق ) فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم ) ، ( فتنة الوهابية لزيني دحلان : 19 ).

- و - جاء في الحديث النبوي الشريف في وصف الخوارج : ( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) ( ذكره إبن تيمية في مجموعة الفتاوى 13 : 32 ). وهذا هو حال الوهابية تماماً فلم يشنوا حرباً إلاّ على أهل القبلة ، ولم يعرف في تاريخهم أنهم قصدوا أهل الأوثان بحرب أو عزموا على ذلك ، بل لم يدخل ذلك في مبادئهم وكتبهم التي إمتلأت بوجوب قتال أهل القبلة.

- ز - روى البخاري ، عن إبن عمر : إنه قال : في وصف الخوارج : ( إنهم إنطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار ، فجعلوها على المؤمنين ) ( صحيح البخاري - كتاب إستتابة المرتدين - باب 5 ) وورد عن إبن عباس : أنه قال : ( لا تكونوا كالخوارج ، تأولوا آيات القرآن في أهل القبلة ، وإنما أنزلت في أهل الكتاب والمشركين ، فجعلوا عليهم فسفكوا الدماء وإنتهبوا الأموال ) ، وهذا هو شأن الوهابية ، إنطلقوا إلى الآيات النازلة في عبدة الأوثان فجعلوها على المؤمنين ، بهذا إمتلأت كتبهم ، وعلية قام مذهبهم.

- ح - حوار بين سني ووهابي قال : الوهابي : إن كتب الحنابلة هي كتب الوهابية ، فما تنكر منها ؟ وليس لك أن تؤآخذهم إلاّ بما تجده صريحاًً في كتبهم ، ولا عبرة بنقل الخصم .
قال : السني : ما تقول في القرامطة ؟.
قال : الوهابي : كفار ملاحدة.
قال : السني : إنهم يزعمون أن مذهبهم مذهب أهل البيت ، وأن كتب أهل البيت هي كتبهم ، فهل تجد في كتب أهل البيت إلاّ الحق والنور ؟.
قال : الوهابي : إن القرامطة كذبوا ، وهؤلاء نقلة التاريخ يثبتون كفر القرامطة وزورهم.
قال : السني : هل ترى قيام الحجة بنقل أهل التاريخ ؟.
قال : الوهابي : نعم فإن الشافعي صريح بأن نقلهم جماعة ، عن جماعة أحب ألية من نقل أهل الحديث واحداًً عن واحد.
قال : السني : إذن يجب أن تقبل مني من نقل المؤرخين المشاهدين للوهابية ما هو صريح في كفرهم وأضاف : أن فعل المرء حجة ودليل علية وإن كذبه لسانه ، فالقرامطة لما استحلوا دماء المسلمين وأموالهم لم تبق شبهة في كفرهم ، وكذلك سادتك. فغضب الوهابي ولم يدر ما يقول.
قال : السني : ما تقول في ما ورد في الخوارج ومروقهم وإنهم كلاب النار ، وشر قتلى تحت أديم السماء ؟ ،
قال : الوهابي : إن المجموع يفيد العلم القطعي بمروق الخوارج وإستحقاقهم غضب الله ، ولكنهم هم الذين قتلهم علي بالنهروان ، وليس الوهابية منهم. قال : السني : بم إستحق أولئك غضب الله ، أبكونهم يحقر الصحابة صلاتهم في جنب صلاتهم ، وصيامهم في جنب صيامهم ؟.
قال : الوهابي : لا.
قال : السني : أبسبب زهدهم وتقشفهم وقراءتهم القرآن يقومونه كالقدح ، وقولهم من قول خير البرية ؟ ( جاء في الحديث في وصف الخوارج : ( يقولون من قول خير البرية ) أي أنهم يقولون بألسنتهم الحق ).
قال : الوهابي : لا.
قال : السني : فبماذا إذن ؟.. فتلعثم الوهابي..
فقال : السني : ما ذاك إلا بأستحلالهم دماء المسلمين وأموالهم ، وتكفيرهم لهم ، مع ادعائهم أنهم هم المسلمون وحدهم ، ولا شك إن من إتصف بما إتصفوا به يستحق ما إستحقوا بتلك الصفة.
- [ 8 ] الوهابية والغلاة ( نافذة على الحقيقة ) :
- الغلاة هم الذين بالغوا في تعظيم بعض الرجال فرفعوهم فوق منازل البشر ، وفي الوقت الذي كان فيه محمد بن عبد الوهاب يبشر بدعوته الجديدة في نجد ، كان رجل آخر يبشر بدعوة أخرى جدد فيها كثيراًً مما كان قد إندرس من عقائد الغلاة الأوائل الذين غلوا في الإمام علي وأهل البيت (ع) وقد شابهت دعوته دعوة محمد بن عبد الوهاب في تكفير من خالفة من المسلمين وفي الطعن علي الصحابة ، وزادت هذه الأخيرة على الوهابية فصرحت بتكفير أغلب الصحابة.. ذلك الرجل هو ( الشيخ أحمد الأحسائي المتوفى سنة 1241 ه‍ ) ، وسمي أتباعه ( الشيخية ) ، ولما مات أحمد الأحسائي كان خليفة كاظم الرشتي ومقره مدينة كربلاء ، فما هو موقف الوهابية من هذه الدعوة المعاصرة لها ؟ لقد غزت الوهابية مدينة كربلاء في الوقت الذي كان يتمركز فيها الشيخية وزعيمهم كاظم الرشتي ، وعلى عادتهم في سائر حروبهم قتلوا الآف الرجال والأطفال والنساء ونهبوا الأموال وخربوا البيوت ، ولكن في أثناء ذلك منحوا كاظم الرشتي الأمان ، وجعلوا بيته أمنا ، ومن لجأ إلية فهو أمن ( الوهابية نقد وتحليل للدكتور همايون همتي : 24 ) إنه موقف يكشف عن حقيقة الوهابية ، ويفضح زيف ادعائهم في إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك وهنا التفاتة إلى الوراء.. مع إبن تيمية الذي يزعم الوهابية أنه قدوتهم وإمامهم ، وموقفه من إحدى الفرق الغالية.. وهي الفرقة اليزيدية التي غلت بيزيد بن معاوية : ومنهم ( العدوية ) نسبة إلى عدي بن مسافر الذي كان قدوتهم أولاًًً ثم غلوا فيه وفي يزيد ، وقد عاصر إبن تيمية فترة نمو هذه الفرقة وكان له معهم موقف يثير الكثير من الشكوك وعلامات الإستفهام ، فإبن تيمية مشهور بحدته وهجومه على سائر الفرق الإسلامية ووصفها بالضلال والزيغ والإنحراف ، فكيف خاطب هؤلاء الغلاة المشركين ؟ لقد كتب إليهم كتاباًً إستهله بكلام عجيب يصفهم فيه بالإسلام والإيمان ، ويسدي لهم النصح بأسلوب أخوي هادئ لا تجد منه حرفاًً واحداًً في كلامه ، عن الفرق الإسلامية الأخرى كالأشعرية والشيعة الإمامية والزيدية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم ، فقال : ( من أحمد بن تيمية إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة ، المنتمين إلى جماعة الشيخ العارف القدوة أبي البركات عدي إبن مسافر الأموي رحمه الله ، ومن نحى نحوهم وفقهم الله لسلوك سبيله وأعانهم على طاعته وطاعة رسوله.. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد.. ) ( الوصية الكبرى لإبن تيمية : 5 ) وهكذا جعلهم من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة مع أنهم من الغلاة بلا خلاف ، والغلاة مشركون خارجون عن الإسلام بإجماع الفرق الإسلامية ، وبمقتضى الكتاب والسنة ، لأنهم أخلوا بالتوحيد فخرجوا منه إلى الشرك فهل سيكون في هذه المواقف عبرة ؟.


 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس