06-13-2010, 07:17 PM
|
#3
|
مشرف عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 25
|
تاريخ التسجيل : Jun 2010
|
أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
|
المشاركات :
256 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
غزوة حمراء الأسد لما رجع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من غزوة (أحد) أوحى الله تعالى إليه: أن اخرج في وقتك هذا بطلب قريش، ولا يخرج معك من أصحابك إلا من كانت به جراحة.. فخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بأصحابه في غد يوم (أحد) يريد (قريش).
وإنما جاء الوحي بهذا الخروج، ليخفف عن وقع الهزيمة في (أحد) ويرد إلى المسلمين معنوياتهم التي فقدوها، وليعيد إلى المسلمين سلطانهم في النفوس، وتدخل الرهبة في روع الكفار واليهود وسائر المناوئين.
فخرج المسلمون، وكان من شدة جراح بعضهم أن لم يتمكن من السير المستمر، فكان يحمله بعض المسلمين فينة، ويمشي فينة، حتى وصلوا إلى (الروحاء) على ثمانية أميال من المدينة.
لكن (قريشاً) لما علمت بخروج المسلمين، فرّت إذ رهبت جانب هذه الحركة الجريئة التي كانت لها دلالتها الرفيعة.
فإن (أبا سفيان) لما سمع بخروج المسلمين لقتال (قريش) خاف أن يكون الرسول جاء من المدينة بقوات جديدة، فكان يترصد الأخبار، ليطلع على الحال، وقد وقع في قلبه هول عظيم، من هذه الحركة إذ هزيمة المسلمين في أحد، كانت مكيدة، لا انهزاماً حقيقياً، فمن الجدير أن يخشى من المسلمين، وقد ساعدت الأقدار، هذا المعنى:
فقد مر بأبي سفيان (معن) وكان قد مر قبل ذلك بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، فسأله أبو سفيان عن المسلمين وكان (معن) لا يزال مشركاً، مما يسبب الوثوق بكلامه.
فأجاب (معن): (إن محمداً قد خرج في أصحابه يطلبكم، في جمع لم أرَ مثله قط، وقد اجتمع معه من كان قد تخلف عنه، وكلهم أشد ما يكون عليكم حنقاً ومنكم للثأر طلباً).
وهنا أسقط في يد (أبي سفيان) ورأى لزاماً عليه أن ينهزم، لئلا يصطدم بالجيش الإسلامي حتى تنكسر قريش، بما لا تقوم لهم قائمة من بعد، ففروا.. ولما وصل النبي وعلم بفرار القوم، بقى في (الروحاء) أياماً ثم رجع إلى المدينة، وبهذه الحركة استرد المسلمون، شيئاً كبيراً من سمعتهم التي كانوا قد فقدوها يوم (أحد).
بنو النضير قتل أحد أصحاب الرسول نفرين ممن كانا في عهد الإسلام ـ وكان قتله لهما اشتباهاً ـ فأراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يستقرض ديتهما من (بني النضير) وهم يهود قريب المدينة، عددهم زهاء الألف، فأظهروا قبول إقراض الدية، وعزموا الرسول داخل الحصن، لكن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أبى، واتكأ على جدار الحصن وهناك نزل عليه (جبرئيل) وأخبره بأنهم عازمون على الغدر به، وتبين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك من حركاتهم، حيث إنهم تآمروا بينهم أن يذهب أحدهم إلى سطح الجدار الذي كان الرسول متكئاً عليه، فيلقي على رأس الرسول حجر الرحى ليقضي على حياته الشريفة.
قفل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، راجعاً إلى المدينة، قبل أن يأخذ القرض، وأرسل رسولاً إلى (بني النضير) أن نقضتم ميثاقكم، وأردتم الغدر، فاخرجوا من بلادي، ولقد آجلتكم عشرة أيام.. وحينذاك لم يجدوا مناصاً عن الخروج.. إلا أن بعض المنافقين وعدهم النصر، ونهاهم عن الخروج، فلم يخرجوا، وأخبروا النبي أنهم لن يخرجوا فليفعل الرسول ما بدا له، وعزموا على المقاتلة.
فخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع جمع من أصحابه، ورايته بيد الإمام أمير المؤمنين (ع)، وحصروا حصونهم، وأخذوا يحتلون بيوتهم، فكانت اليهود، تنسحب عن دار إلى دار، وكلما انسحبت فلشت البناء الذي في معرض الاحتلال، واستماتوا، فأراد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قطع آمالهم عن أراضيهم، فأمر بقطع نخيلهم.
يئس اليهود عن النجدة، وأرسلوا إلى النبي رسولاً يطلبون منه أن يسمح لهم بالخروج جميعاً مع حمل جميع أموالهم فأذِِن لهم الرسول بشرط أن لا يحملوا أكثر مما تحمله إبلهم فقط.. لكنهم لم يقبلوا، وبقوا مستميتين ولما ضيق عليهم الحصار، قبلوا شرط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن الرسول جزاهم عن عنادهم، فلم يسمح لهم بحمل شيء من أموالهم، وإنما أذن لهم بالخروج بدون حمل أثقالهم.
فقبلوا الشرط، وخرجوا وحدهم، وخلفوا أموالهم كلها للإسلام، فقسم (صلى الله عليه وآله وسلم) الأموال بين المهاجرين الأولين وأعطى منها لنفرين من الأنصار.
وبجلاء بني النضير، استراح المسلمون من عدو لدود لهم، كان يكيد لاجتثاث الإسلام من جذوره.
ذات الرقاع اجتمع (بنو ثعلبة) و (بنو محارب) و (بنو غطفان) في نجد، للهجوم على المدينة، وعلم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك.. فخرج في (أربعمائة) أو (سبعمائة) من أصحابه، حتى نزل (نخلا) وهي قريبة من (ذات الرقاع) وهي منزل تجرة كانت العرب تعبدها.
ومع أن الأعراب الذين تجمعوا لغزو المدينة، كانوا كثيرين، إلا أنهم لما عرفوا بمباغتة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، أسقط في أيديهم، وأخذهم الرعب، فتفرقوا منهزمين قبل اللقاء، وتركوا نساءهم، وثقلهم، وحين وصل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، لم يجد إلا النساء والمتاع، فجعلها فيئاً للمسلمين، وعاد إلى المدينة.
|
|
اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.
إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم
|