لجواب:
الأخ مجيد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولاً: لا ندري ما هي الشبهة التي يجب علينا أن نجيب عنها، وهل يسمى مثل هذا الصراخ والعويل والتناقض الواضح شبهة حتى يستحق الرد عليه؟!
ثانياً: وجدنا الهروب الواضح من هذا الكاتب مع التناقضات الصارخة مع مخالفة كل قوانين قبول الرواية والحكم على الأحاديث.
مع وجود قضية إيجابية في هذا الرد وهو اعترافه بأن سند الحديث كالشمس صحة وقوة، ومن قبله اعترافه بأن الكتاب صحيح النسبة للحسكاني حيث قال: (نسبة الكتاب إليه: الكتاب ثابت للمؤلف فيما يظهر.... ثم قال بعد أن جاء بأربعة أسباب كافية عنده لإثبات ونسبة الكتاب للحاكم الحسكاني: وهناك غيرها من الأدلة التي أراها كافية في نسبة الكتاب إليه وإن كان ذلك لا يهمني كثيراً، لأن الهدف هو الكلام الرواية الباطلة المنقولة عن هذا الكتاب والتي سيكون الكلام عليها في بحث مستقل إن شاء الله...) ثم ناقض نفسه عند عجزه عن رد وتضعيف وإنكار الحديث فعاد وشكك في نسبة الكتاب لصاحبه حيث اشترط ضوابط لإثبات صحة الأحاديث هي:
1ـ ثبوت السند الصحيح الثابت للحديث: وهذا الأمر قد اثبته هو بنفسه حيث قال: (على سند كالشمس صحة وإشراقاً).
2ـ صحة نسبة الكتاب إلى مصنفه: (وهذا الشرط أيضاً قد أقرّ بتوفره في الحسكاني وشواهد التنزيل كما بينّا حيث قال: (الكتاب ثابت للمؤلف فيما يظهر...).
3ـ التثبت من اسم المؤلف: وقد نقل هو بنفسه أنه عبيد الله الحذاء الحاكم الحسكاني فلا ندري لماذا رجع وشكك بعد ذلك؟! حيث قال: (ولم ينقض عجبي من مجازفة ذلك المارق؛ بقطعه وبتّه أنّ الحسكاني هو: عبيد الله الحذ ّاء...).
بعد أن قال قبلها: (المبحث الأول: الكلام عن الحاكم الحسكاني: الحاكم الحسكاني هو: عبيد الله بن عبد الله بن أحمد... النيسابوري يعرف بابن الحذّاء...).
وقد ذكر هو نفسه ترجمته وإسمه ونسبة كتابه الشواهد إليه عن عبد الغافر بن إسماعيل تلميذ المؤلف في كتاب (السياق ذيل تاريخ نيسابور) وعن الذهبي في تذكرة حفاظه وفي تاريخ إسلامه وأيضاً في سير أعلامه كذلك وعن الصفدي في وافي وفيّاته......
ثم لا ندري كيف تناقض مع نفسه بعد أن أثبت توفر كل شروط الصحة والنسبة ثم رجع القهقرى يشكك في توفرها ويوصي بالتأكد منها؟ فهذا أعجب العجب!
ثالثاً: والأعجب من ذلك كلّه تعجبه هو كما قال: (ولم ينقضِ عجبي من مجازفة ذلك المارق؛ بقطعة وبتّه أنّ الحسكاني هو: عبيد الله الحذ ّاء، ولم أرَ ـ على قصر باعي، وقلة اطلاعي ـ مَن أثبت له هذا الكتاب...)
فبعد أن رأينا أنه هو بنفسه يثبت أن الحسكاني هو عبيد الله وأن كتاب (شواهد التنزيل) قد أثبته ونسبه له كل من ترجمه كما نقل هو بنفسه وصدّقه في أثناء كلامه،نرى فعلته هذه ونقضه غزله لا ينطبق عليها إلا قوله تعالى: (( وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً )) (النساء:82).
فسبحان الذي جعل أهل البدع والمنحرفين يتخبطون ويفتضحون بسقطات ألسنتهم وكلامهم ولا نرى من ابن تيمية وكل من يرد على الشيعة إلا هذه الروح الحاقدة المنحرفة عن الحق المشككة بأوضح الواضحات وخصوصاً إن كانت في فضائل أهل البيت (عليهم السلام).
فقد حكم ظالماً لنفسه مضللاً لغيره متجنّياً على هذا الحديث ـ الذي قال عنه هو نفسه بأن إسناده كالشمس ـ:
(ولم أرَ ـ على قصر باعي وقلة اطلاعي ـ من أثبت له هذا الكتاب، بلّه روايته هذا الحديث بذلك السند المركّب على تلك الأخلوقة المصنوعة الموضوعة...
ولو أنه رواه وأبرزه؛ لسارع أئمة هذا الشأن وأحلاسه بكشف سره وهتك ستره، ولصاحوا به وباحوا.)
نقول: هل هذا كلام عاقل منصف يريد وجه الله ويخاف ناره وعابه وأحس يوماً بحب آل محمد صدقاًَ وواقعاً لا إدعاءاً.
أنظر أخي العزيز كيف يحكم بالوضع والتركيب على حديث صحيح السند ينقله عالم كبير ومحدث ثقة في كتاب معروف ثابت النسبة إليه؟! فهل الرد العلمي يكون بمثل هذه المجازفة؟!!
أما بخصوص ما أدعاه من تشكيك في رواية الحاكم الحسكاني عن الحسن بن محمد بن عثمان الفسويّ.
فنقول : بأن كلامه كله وخصوصاً هنا أوهن من بيت العنكبوت،فالحاكم قد روى عن الفسوي هذا في مواضع أخرى من كتابه فلم ينفرد هنا بالرواية عنه مع إمكان الرؤية واللقاء بينهما،خصوصاً إذا علمنا بأن الحاكم قد وصفه الذهبي وغيره بأنه مُعَمِّر هذا بالإضافة إلى كون الحاكم ثقة وقد صرح بالتحديث هنا فلا يمكن تكذيبه أبداً.
فأنكشف لكل من أطلّع على هذا الرد بأنه عبارة عن تخبط وتناقض وعداء لا مبرر له البتة ولا دليل عليه بالمرة فالصراخ على قدر الألم..... والحمد لله أوّلاً وآخراً.
ودمتم في رعاية الله
|