تعليق على الجواب (3)
والله العظيم أنا مندهش من هذه الإجابة
حتى ولو سلمنا بأن الآية نزلت في حق علي رضي الله عنه ، ولكن هل قرأت الآية التي تسبق هذه الآية والقرآن كلام الله وهو يفسر بعضه بعضا والولاية هنا تعني محبتهم وموالاتهم ومؤازرتهم على أساس الدين بعدما نهانا الله في الآية التي تسبقها من موالاة اليهود والنصارى والآية هنا حتى وإن نزلت في علي فهي تعمم على كل من انتهج نهجه وأبا بكر وعمر كانا على نهج علي ، وكل الآيات الكريمة تعمم على المؤمنين وإلا لتركنا كل الآيات التي نزلت في الرسول ونطبقها عليه وحده ، فمثلا الله أمر النبي بإقامة الصلاة فهل نتركها بحجة أنها نزلت في النبي ؟
أرجو الرد
الجواب:
الأخ عبد الوكيل المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نزول هذه الآية في حق علي (عليه السلام) هو مما بات وأشتهر ودونك المصادر المذكورة في موقعنا لتتأكد من ذلك، ودعوى أنها نزلت في غيره أو في عامة المؤمنين فعلى المدّعي إثباتها، وإلا يبقى البيان الشاخص في نزول هذه الآية في علي (عليه السلام) عندما تصدّق بخاتمه هو الفارس في الميدان، وقد نقله ابن أبي حاتم في تفسيره بأسانيد بعضها صحيحه كما نقل ذلك غيره، فراجع وأغتنم.
وانحصار الولايةً بالثلاثة المذكورين في الآية (( اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55).
والمراد به شخص أمير المؤمنين (عليه السلام) بحسب الروايات.. ينفي دخول غيرهم معهم، وإلا لا وجه للانحصار، وذلك لأن ولاية المحبة والمولاة الدينية عامة في جميع الأمة، وهذا الأمر مجمع عليه، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، فلا وجه للحصر هنا بقيود وأحوال خاصة والإشارة إلى علي (عليه السلام).
ثم إنا لا نسلم أن يصح تطبيق الآيات التي ورد فيها خطاب الله تعالى للمؤمنين، بلفظ: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) على جميع المؤمنين لأنها لم ترد في القرآن عامة أو مطلقة دائماً، فمثلاً قد خصصت في آية الولاية بقرينة: (( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) وهذه القرينة لا يمكن أن تكون مجرد وصف لجميع المؤمنين،لأن الثابت أن المؤمنين جميعاً لم يؤتوا الزكاة وهم راكعون بل الذي فعل ذلك هو رجل واحد، وقد دلتنا الروايات الصحيحة على أنه علي بن أبي طالب (عليه السلام) دون سواه.
مما يعني أن الآية نازلة في حقه وغير شاملة لسائر المؤمنين.
فأمثال هذه الآيات ينبغي الرجوع فيها إلى القرائن الحالية والمقالية المتصلة أو المنفصلة وعلم ذلك موكل إلى أهل الاختصاص من علماء التفسير والأصول.
ودعوى أن أبا بكر وعمر كانا على نهج علي (عليه السلام) يحتاج إلى تحقيق وبحث، والمعلوم المشهور إن عليّاً (عليه السلام) رفض البيعة في الشورى ولم يوافق على الشرط الذي أشترطه عليه عبد الرحمن بن عوف بسبب رفضه العمل على سيرة الشيخين.. فراجع وتدبر
ودمتم في رعاية الله
|