عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-04-2011, 03:38 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5455 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



الجواب:
الأخ حسين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كتب علمائنا في هذا الموضوع واشبعوه بحثاً وتحقيقاً وردّاً لكل ما يمكن ان يتناوله الخصم من شبهات ، ونحن على صفحتنا يوجد قسم خاص بالتحريف والرد على شبهاته في موضوع الاسئلة العقائدية .
وبالنسبة للأقوال التي وردت عن العلماء ـ أعلى الله شأنهم ـ
أولاً: أما قول الشيخ المفيد (ره) فيمكنكم معرفة رأية الصريح بقراءة الاسطر القليلة التي تأتي بعد الكلمات التي ذكرتموها عنه(قدس سره) فهو يقول: وقد يسمى تأويل القرآن قرآناً قال الله تعالى: (( وَلا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضَى إِلَيكَ وَحيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدنِي عِلمًا )) (طـه:114), فسمى تأويل القرآن قرآناً، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف.
ثم قال: وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل. وإليه أميل والله أساله توفيقه للصواب (اوائل المقالات: 81).
فراجع كلماته(قدس) لترى نفيه للزيادة أيضاً.
ثانياً: وأما ما ذكرتموه عن العلاّمة المجلسي في كتابه (مرآة العقول)، فإنه ينبغي الالتفات الى ان العلاّمة المجلسي نفسه في كتابه الموسوم (بحار الأنوار) ج89 ص75 قد أقر كلام الشيخ المفيد في كتابه (المسائل السروية) في معرض اجابته عن سؤال في دعوى النقصان والزيادة في القرآن، حيث قال المفيد ما نصه: (فإن قال قائل: كيف يصح القول بأنَّ الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وأنتم ترون عن الأئمة (عليهم السلام) أنهم قرأوا: كنتم خير أئمة أخرجت للناس، وكذلك جعلناكم ائمة وسطاً، وقرأوا ويسئلونك الأنفال، وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس؟
قيل له: قد مضى الجواب عن هذا، وهو إن الأخبار التي جاءت بذلك اخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها، فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيّناه.
مع أنه لا ينكر أن تأتي القراءة على وجهين منزلين، أحدهما: ما تضمنه المصحف، والثاني: ما جاء به الخبر، كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على وجوه شتى (انتهى).
فهذا الكلام الذي أورده العلامة المجلسي عن الشيخ المفيد وهو عالم الطائفة ومتكلمها ولم يعقّب عليه بشيء إنما جاء بعد ذكره لجملة من الأحاديث التي قد يستفاد من ظاهرها الزيادة أو النقيصة .. فهو اقرار منه بما ذكره الشيخ المفيد هنا.. وعليه فلا يمكن أن يكون ما ورد في (مرآة العقول) عقيدة صريحة للشيخ المجلسي في التحريف, بل يمكن التأمل كثيرا في هذه الدعوى.
ثالثاً: وبالنسبة لما ورد في مفاتيح الجنان عن آية الكرسي فيمكنكم مراجعة موقعنا/ الاسئلة العقائدية/ حرف التاء/ تحريف القرآن/ السؤال الخاص بالزيادة في آية الكرسي.
رابعاً: وأما ما ذكرتموه عن الفيض الكاشاني نقول قد فاتكم أن تلاحظوا كلامه في كتاب (علم اليقين) الذي اشار إليه في (الوافي) (2: 478).
فقد ذكر في هذا الكتاب ان المستفاد من كثير من الروايات ان القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما انزل ثم ذكر كلام الشيخ علي بن ابراهيم، وروايتي الكليني عن ابن أبي نصر وسالم بن سلمه، ثم قال: ((أقول: يرد على هذا كله إشكال وهو أنه على ذلك التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن ، إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن تكون محرّفة ومغيرّة، ويكون على خلاف ما أنزله الله ، فلم يبق في القرآن لنا حجة أصلا، فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتّباعه والوصية به، وايضاً قال الله عز وجل: (( وَإنَّه لَكتَابٌ عَزيزٌ )) (فصلت:41) ، وأيضاً قال الله عز وجل: (( إنَّا نَحن نَزَّلنَا الذّكرَ )) (الحجر:9) وأيضاً .قد استفاض عن النبي والأئمة حديث عرض الخبر المروي عنهم على كتاب الله)).
ثم قال: ((ويخطر بالبال في دفع هذا الإشكال ـ والعلم عند الله ـ أن مرادهم بالتحريف والتغيير والحذف إنما هو من حيث المعنى دون اللفظ، أي: حرّفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله، أي: حملوه على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر، فمعنى قولهم، كذا انزلت، ان المراد به ذلك لا ما يفهمه الناس من ظاهره ، وليس مرادهم أنها نزلت كذلك في اللفظ، فحذف ذلك اخفاء للحق، وإطفاء لنور الله.
ومما يدل على هذا ما رواه في الكافي بإسناده عن أبي جعفر أنه كتب في رسالته الى سعد الخير: وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده)) (انتهى).
(انظر: علم اليقين 1: 562 ـ 569).
ودمتم في رعاية الله




رد مع اقتباس