االسؤال: معاني التحريف
السؤال: معاني التحريف
ما قولكم الشريف بمن يعتقد النقص في القرآن أو يجوزه ؟
الجواب:
الأخ عبد الرحمن المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن للتحريف معنيين :
1- تحريف بالزيادة، ولا أحد يقول به، وإن وردت بعض الروايات في مصادر أهل السنة تنسب القول بالتحريف بالزيادة إلى بعض الصحابة.
2- التحريف بالنقصان، وهذا القسم هو محلّ البحث، فالروايات الواردة في معنى التحريف بالنقصان رويت في صحاح ومسانيد أهل السنة أضعاف مضاعفة مما هي في كتب حديث الشيعة، وهذه الروايات أكثرها قابل للحمل على التأويل، وبعضها ضعيفة السند، والقليل من الروايات الصحيح الصريح في التحريف لا يعمل به، وذلك بناءً على مبنى الشيعة في عرض الأخبار على القرآن فما وافقه فيأخذون به وما خالفه فيضربون به عرض الجدار، ومسألة العرض على الكتاب من مختصات الشيعة.
فإن قيل : في مصادر الشيعة روايات في التحريف .
قلنا : بعض كبار الصحابة وعلماء أهل السنة قالوا بالتحريف، بالأخصّ أصحاب الصحاح والمسانيد الذين ذكروا أنهم لا يروون إلاّ ما صحّ عندهم وما يعتقدونه، ورووا عشرات الأحاديث في التحريف .
إن قيل : بعض علماء الشيعة ألّف في التحريف.
قلنا : بعض علماء السنة ألف في التحريف، كابن أبي داود السجستاني في كتابه "المصاحف" المطبوع في بيروت، وابن الخطيب في كتاب "الفرقان" المطبوع في القاهرة .
إن قيل : ما ورد في مصادر أهل السنة محمول على نسخ التلاوة .
قلنا : كثير من الأحاديث المروية عند أهل السنة غير قابلة الحمل على نسخ التلاوة، وثمّ ما ورد عند الشيعة على نسخ التلاوة .
وفذلكة القول : أن البحث في هذا الموضوع لا يخدم القرآن، والمنتفع الأول والأخير هم أعداء القرآن والإسلام، ومن هذا المنطلق وتقديساً للقرآن الكريم ألّف علماء الشيعة عشرات الكتب لردّ القول بالتحريف عند الشيعة والسنة، حفاظاً على القرآن الكريم، ولم يردّ علماء الشيعة بالمثل على ما ألّفه علماء السنة ضد الشيعة في مسألة التحريف، ولو أرادوا ذلك لكتبوا عشرات الكتب في إثبات التحريف عند أهل السنة، ولكن تقديس القرآن يمنعهم للخوض في أمثال هذه الأبحاث .
ودمتم في رعاية الله
|