السؤال: في مصادر المسلمين
لسؤال: في مصادر المسلمين
يدّعي الكثير من المنتسبين للمذهب السنّي ان الشيعة يعتقدون بتحريف القرآن الكريم وان هناك آيات ناقصة ايضاً ، ويؤكدون مزاعمهم هذه من ان الكثير من الكتب المشهورة والتي يعتدّ بها الشيعة كمراجع قد ايدت ذلك منها على سبيل المثال ( الكافي / بحار الأنوار / فصل الخطاب .. الخ) وقد كان ردّي على هذه الاسئلة الاستنكارية بأنّه قد تمّ الدسّ والتلفيق لمثل هذه الكتب الجليلة واصحابها من هذا الكذب براء ، فكانت اجابتهم ان لو كان ما اقول صحيحا فاين الاصل من هذه الكتب التي لم تذكر التحريف ثم اين رد علماؤكم على مثل هذا ؟
واقبلوا خالص الشكر والدعاء .
الجواب:
الاخ عباس احمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم ان ردّك بانه قد تمّ الدس والتلفيق لمثل هذه الكتب ، ليس جواباً صحيحاً. والجواب الصحيح هو:ان الشيعة لا تعتقد بوجود كتاب صحيح من أوله إلى آخره غير القرآن المجيد ، وهذا من مختصّات الشيعة ، حيث كلّ كتاب سوى القرآن تجري الشيعة عليه قواعد الجرح والتعديل والمباني الرجالية ، فما كان سنده صحيحاً عملت به ، وما كان سنده ضعيفاً لم تعمل به .
وأمّا بالنسبة إلى مسألة التحريف، فان البحث عن هذه المسألة ليس بنفع الشيعة ولا بنفع السنة ، لأن النتيجة تؤدّي الى تضعيف القرآن والمستفيد الوحيد من هذا البحث هم أعداء الاسلام .
إن مسألة تحريف القرآن موجودة في مصادر المذاهب الإسلامية ، ففي كتب السنة أضعاف مضاعفة من الاحاديث الصحيحة والصريحة في التحريف بالقياس إلى كتب الشيعة ، فلا نعلم لماذا التصقت هذه التهمة بالشيعة فقط .
وأما ما ورد في كتب الشيعة من أحاديث فهو على أقسام :
1- أكثره محمول على التأويل .
2- الذي لا يمكن حمله على التأويل أكثره ضعيف السند غير قابل للإعتماد عليه .
3- والصحيح المروي في كتب الشيعة غير القابل للحمل على التأويل فهو قليل جدّاً، اعرض عنه علماء الشيعة ، لمعارضته مع القرآن الكريم ، وما خالف القرآن الكريم فالشيعة لا تعمل به ، وكذلك لمعارضته للأحاديث الصحيحة الكثيرة الصريحة بعدم التحريف .
وأما ما ورد من روايات وأقوال الصحابة في مصادر أهل السنة فهو أكثر بكثير مما ورد في مصادر الشيعة .
ودمتم في رعاية الله
|