تعقيب على الجواب (1)
بسم الله وله الحمد والصلاة والسلام على النبيّ المصطفى محمد وآل بيته الطيّبين الطاهرين، موضع سرّه وعيبة علمه وغاية منّه وطوله، فله الحمد بما منّ وتفضّل على عباده المؤمنين.
اللهم عجّل لوليّك الفرج وسهّل له المخرج وارزقنا شفاعته وخيره ودعاءه
إن ورود هذه الآية في القرآن الكريم ضمن آيات تتعلّق بزوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، أدّى للكثير من التأويل في دلالاتها من قبل علماء العامة فمنهم من قال بخصوصيتها بزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ومنهم من قال بل تشمل الآية الكريمة رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ومنهم من ذهب أبعد من ذلك بقوله أنها تشمل بالإضافة لزوجاته عليه الصلاة والسلام وعلي وفاطمة والحسنان عليهم السلام، كل قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلمّ من بني هاشم . رجما بالغيب، خلافا للحق والمنطق ومخالفة لسنّة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم الصحيحة المتواترة مع ادعائهم التمسك بالسنّة ولذا أطلقوا على أنفسهم أهل السنة والجماعة .
ولاشكّ في أنّ القارئ المنصف لهذه الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة والواردة في كتب أهل السنة والجماعة، يجد أنّ هناك عناية خاصة من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في بيان من هم أهل البيت المقصودين في هذه الآية الكريمة، درءً للخلاف ومنعاً للتأويل والقول بالرأي الشّاذ والتعصبات المنحرفة التي أدّت لهوان أهلها ووقوعهم في الفتن فضلّ من تبعها إلى يوم الدين
ولم يفهم ما جاء به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم في هذه الأحاديث الشريفة سوى أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، فأشاعوا هذا الفهم ونادوا به فاصطدموا بفهم المخالفين ونصب الناصبين الذين أبوا إلا أن يكذبوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ويكذبوا أمهات المؤمنين الذين رووا الحديث، ويكذبوا صحاحهم ورواتهم . فواعجبي ممن هانت عليه نفسه، وأغلق عقله وصغى قلبه عن الحقّ فضلّ وغوى، وفي جرفٍ هارٍ هوى .
وقد بيّن أئمتنا عليهم السلام وعلماؤنا المتقدمون والمتأخرون رضوان الله عليهم أجمعين أنّ الآية إنّما تختص بالخمسة أصحاب الكساء وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها صلوات الله عليهم أجمعين .وجاؤوا بأدلة كثيرة كافية وافية لمن أراد معرفة الحق .
وأسأل الله التوفيق والقبول فيما أقول في الردّ على المخالفين في قولهم أنّ الآية الشريفة تشمل زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلّم :
أخي المسلم المنصف، كلنا يعلم أنّ سورة الأحزاب المباركة نزلت قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بسنوات عديدة، ولو أنّ الآية الكريمة موضوع البحث تشمل زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، فهذا يعني أنّ الله عزّ وجلّ قد دفع عنهنّ الذنوب فكنّ ممن اختار وحفظ وصان بأمر الهي لايجوز لأحد من البشر أن يخرق هذا الحجاب الإلهي والأمر الربّاني، وإن كان الأمر كذلك فما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أن يخالف أمر ربّه ( والعياذ بالله ) في طهارة زوجاته الواردة في الآية كما تزعمون، عندما وصفهنّ ( بصويحبات يوسف ) في مرض وفاته ( تنزّه عن ذلك ) صلوات الله عليه .
إلا أن تقولوا كما قال سلفكم إنّه يهجر، أو اجتهد فأخطأ (( سبحان الله عما تصفون )) فله أجر كما هو شأنكم في تبرير ضلالات وانحرافات أئمتكم.
وأنت تعلم أخي المسلم من هنّ صويحبات يوسف عليه السلام تلكم النسوة الغاويات اللاتي ملئت قلوبهن وعقولهن بالشهوة الضالة، ففتنّ بجمال يوسف عليه السلام وراودنه عن نفسه فكنّ مثلاً للذنب والرجس حيث قطّعن أيديهنّ شغفاً عندما ظهر بينهم يوسف عليه السلام، لجماله وطلعته البهيّة .
فهل تحتوي صحاحكم على الكذب ؟ .
ولاتعجل أخي المسلم فتستنكر هذا القول، وتبدأ كعادتك في تكذيب الخبر والشتم، فتحمّل نفسك مالاتطيقه من الذنوب والآثام، فإليك مصادر هذا الحديث ونصّه من أصحّ كتب الحديث لديكم
( صحيح البخاري - باب الرجل يأتمّ بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم )
( صحيح البخاري - باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة )
( صحيح مسلم - بشرح النووي )
( صحيح الترمذي - باب مناقب أبي بكر ) ( مسند أحمد )
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
اللهم تقبّل منّا، واقبلنا، واجعلنا من أتباع الحقّ وأهله وثبّتنا عليه
اللهمّ صلّ على نبيّ الهدى محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
|