تعليق على الجواب (1)
الاخوة في مركز الابحاث نسأل الله لكم الهداية وأود أن أخبركم انني من المتابعين الجادين لهذا المركز على أصل الى الحق الذي يرضاه الله لي ويبرئ ذمتى عند الله يوم القيامة غير أني لم استسغ كثير من الافكار التي تحومون حولها خصوصا العصمة والنص وغير ذلك ويعلم الله أنني لست متحاملا على هذا المذهب بقدر ما قررت في نفسي بأني لو وجدت ما يريحني من حيرتي لسلكت ذلك السبيل عن قناعة ورضى
ايها الاخوة كماقلت لكم لماذا هذه المقدمات الكبيرة كالعصمة والنص وغير ذلك وأنتم لم تأتونا بنص جلي على العصمة لا في القرآن ولا في السنة وأنما كله استنباط كما أن التطهير وأذهاب الرجس يدل على العصمة فلم لا يقول الله علي معصوم ويريج الناس في هذا الامر الذي عددتموه أصلا من أصول المذهب فمتى كانت الطهارة تعني العصمة أترى أن قوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرم وتزكيهم بها هل يعني هذا تجعلهم معصومين واني اعلم انكم ستفلسفون هذه الايه وتجدون مخرجا ولكن كل ما أريد أن أقوله أن الاصول لا بد أن يرد النص الظاهر في الثبوت والدلالة والا صار الدين مجرد ألغاز وطلاسم لا تفهم ألا بنصوص أخرى وتلك الاخرى تحتاج الى أخرى وهكذا تتسلسل النصوص الى أن يأتي النص القاطع في الحكم من هنا اقتضت الحكمة الالهية أن تأتي النصوص الكلية والاصول في الاسلام ظاهرة محكمة يفهما كل الناس وأنما يحتاج الى الفقه والاجتهاد في مسائل فرعية وقضايا لا يبنى عليها ايمان ولا كفر .
ولذا أيها الاخوة تأملت كثيرا في أصول مذهبكم وأصول مذهب السنة فوجدت أن الاصول في السنة كلها مقبولة عقلا وشرعا والادلة عليها سهلة وواضحة في القرآن والسنة يصل اليها كل أحد بخلاف أصولكم التي لا تصح ألا بمقدمات خارج الدليل بحادة الى دليل آخر وذلك باطراد ويعلم الله أنني مع كثر اطلاعي وقراتي في كتبكم ومراجعكم لم أجد دليلا واحدا خاصة من القران مستقلا بذاته بل بحاجة الى نص من السنة ولقد رجعت الى احد الكتب المعتبرة وهو منهاج الكرامة لابن المطهر الحلي وقرات ما كتبه في البراهين الدالة على امامة علي من القران الكريم وقد أورد المصنف أكثر من ثلاثين برهاناعلى حد قوله من القران الكريم والغريب أني لم أجد برهانا من تلك البرهين الا في اخبار من كتب الثعلبي وأبي نعيم فأين القرأن وهو قد حدد أنها من القران لكن لم أجد شيئا منها من القران
فأقول ايها الاخوة لماذا الاتكاء على أمور محتملة وجعلها من أصول الدين دعوني أصارحكم بما يدور في راسي الان بعيدا عن النصوص ولنات الى الواقع الذي عاشه علي وغيره ودعونا نتأمل أهكذا يكون المعصوم ؟
1- تولى علي الخلافة بعد مقتل عثمان وكانت الامة واحدة موحدة مجتمعة على امامها فصارت الامة ثلاثه أقسام مع علي قسم بايعه وقاتل معه وقسم رقض مبايعته وهم أهل الشام وقسم لا معه ولا عليه وهم اكثر السابقين الاولين وهنا يرد تساؤل : كيف ساغ لاكثر الناس أن يتخلفوا عن البيعة لامام معصوم وقد بايعوا من لم يكن معصوما قبله ولماذا لم يحتج عليهم علي بأنه معصوم واجب البيعة
2- المهم نحن نعلم أن عليا كاد أن يحسم الامر لصالحه في صفين لولا الحيلة الذكية من معاويه ومن معه في رفع المصاحف والدعوة الى التحكيم هنالك توقف القتال وأدى التحكيم الى ما أدى اليه من عدم حصول المصلحة منه بل تفرق الناس على علي وبايعوا معاوية خليفة بعد ان اتفق الحكمان على عزل كل من علي ومعاوية وترك الامر شوري بين المسلمين والسؤال هنا
جرى الصلح بموافقة علي ام لا فان كان الاول فما هكذا يكون عمل المعصوم الذي لا يخطئ بل كان الحزم من علي أن يكمل المعركة ويحسم الامر لا أن يجر على نفسه من المتاعب والخسارة ماجره وقف المعركة وقصة التحكيم فأنه من المعلوم أنة منذ ذلك الوقت [التحكيم ] بدأ امر علي في الصعف وأمر معاوية في القوة حتى انتهى الامر بخروج مصر واليمن والمدينة ومكة وغيرها من أمر على وصارت في أمر معاوية
أما أن كان الثاني أي ان الصلح تم بدون رضاه وانه اكره على ذلك فهذابلغ في الحجة عليكم في أن أصحاب على الذين حاربوا معه كانوا لا يعلمون له عصمة والا لما جادلوه في الامر واكرهوه على التحكيم بل كانوا اشد تحمسا للحرب معه كونهم يعلمون أنهم يقاتلون مع معصوم .
فكيف تفسرون لنا موقف علي من الصلح وبأي حق ساغ لعلي أن يجعل الامر في الصلح لابي موسى وهو الذي عزله بعد ذلك عن الخلافة حتى يكون الامر شورى بين المسلمين أكان أبو موسى موثوقا من علي فكيف ساغ له عزل المعصوم وان كان غير ذلك فلماذا اختاره على على غيره .
ارأيتم ايها الاخوة كيف ان الامر لا يستفيم بالقول بعصمة عليى وانما الامر بغير ذلك اقرب الى الصواب والفهم وهو الواقع الذي حدث فاهل السنة ينظرون الى علي أنه كان احق بالامر من غيره آنذاك ولكنه بلي بقوم لا يطيعونه في الغالب وجروه الى بعض الامور التي كان يرى ان الصواب في خلافها ومع ذلك اجتهد في كل اموره وسياجره الله عليها على كل حال فما كان في مقدوره في اصلاح امر الامة اكثر من ذلك رضي الله عنه وارضاه
أما عندالشيعة فلا يمكن ان يفهم موقف على من تلك الاحداث كما بينا الا ان يكون المعصوم مقهورا حتى من اصحابه لا تفيده عصمته ولا تفيد اصحابه بل يامرون بخلافها وهو لا يمانع ولا يملك من أمر نفسه شيئا مع معرفته بالحق ولكمه يسلك معهم حيث يريدون بخلاف الحق الدي يعلمه فاي عصمة هذه وما أفادت الامة من المصالح خاصة وان الائمة الثلاثه السابقين مع كونهم ليسوا معصومين لكن حال الامة معهم اصلح واقوى الجهاد ماض والاسلام عزيز والناس يدخلون فيه افواجا والامة متحدة في كل شؤنها على خليفتها بعكس الامر ايام علي فكيف صلحت امور الناس واستقامت مع غير المعصومين واضطربت واختلفت مع المعصوم فاذا كان الامر كذلك كان امر الامة بلا معصوم افضل واقوم
واخيرا قد تقولون ما اعتدنا عليه دائما من أن كل تلك الامور التي جرت كان علي يعلمها ويرضاها لانها مما كتبه الله عليه وعلى الامة كما تقولون في الحسين بن على بأنه كان يعلم أنه سيقتل ولكنه نفد المشيئة فنقول : ان الله لا يرضى الا بالطاعة ولا يرضى بالمعصية فان كان وقف القتال في صفين والرضا بالتحكيم مما يرضاه الله فقد فعل علي الصواب ولم تنفعه عصمته هنا وكان ذلك حجة لمعاوية ومن معه ممن قاتل عليا وأن كان ذلك مما لا يرضى به الله بل كان يرضى الحسم وخلافة على فقد ترك علي ما يرضى الله بعد أن قهره اصحابه على رايهم الاخر وما ذلك شان المعصوم
|